زاد الاردن الاخباري -
بدأ مستثمرون حول العالم بشراء وترصد الأسهم الخاسرة في البورصات، بينما فضل آخرون التزام الحذر الشديد للحد من مخاطر الخسارة والمراهنة على قطاعات تبدو رابحة في زمن الحرب، ولفت تقرير نشرته صحيفة لوتون السويسرية إلى أن مستثمرين كباراً بدأوا برؤية الحرب في أوكرانيا كفرصة للشراء رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن المستقبل في ظل ظروف الحرب التي تعصف بالقارة العجوز، وينتظر أن تمتد تداعياتها إلى العالم كله.
وقررت جي بي مورغان آند ساكس الأسبوع الماضي شراء ديون الشركات الروسية التي تراجعت قيمة أسهمها بشكل كبير، بينما يتقدم الجيش الروسي في الأراضي الأوكرانية. وتسعى غولدمان ساكس أيضاً إلى شراء ديون شركات مثل غاز بروم أو إيفراز المتخصصة في صناعة الصلب والتعدين، بالإضافة إلى شراء الدين السيادي الروسي.
ولكن بصرف النظر عن هؤلاء المغامرين، يظل أغلبية المستثمرين حذرين للغاية، نظراً للوضع الجيوسياسي، وخطاباتهم تطورت، إذ كانت الأولوية الإثنين الماضي تتمثل في طمأنة العملاء بالتأكيد على أن استثماراتهم لم تتأثر بالغزو الروسي، لكن في الأيام التالية ومع اشتداد حدة الهجمة العسكرية الروسية، أكدت العديد من التحليلات التي نشرت حول العالم بشأن تداعيات هذه الحرب على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية أن الأولوية ما زالت هي حماية الممتلكات، إلى جانب الأمل في ألا تستمر الحرب، لكنها لم تنصح جميعها لا بالشراء ولا البيع رغم أن بعض شركات الاستشارات توصي بالشراء حين تذاع الأخبار السيئة وبالبيع عند تحسن الأوضاع.
بناء الدفاعات
يوصي بنك يو بي إس بحسب صحيفة لوتون ببناء دفاعات في هذه المرحلة، فمن أجل التقليل من تقلبات محفظة يقترح كبير مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات بالبنك تعزيز القطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية العامة.
وتمثل المواد الأولية حماية ضد المخاطر الجيوسياسية، ويمكن أن تولد أداء في سياق تسارع النمو والتضخم، كما يلعب الدولار أيضاً دوراً في الحماية خلال أوقات التوتر والاستفادة من رفع أسعار الفائدة في المستقبل من قبل الاحتياطي الفدرالي.
ويرى فلوريون إيلبو الخبير في شركة إدارة الأصول Lombard Odier Investment Managers أن فترة الحرب تمثل خطراً مضاعفاً على أرباح الشركات، بسبب تدهور ثقة المستهلك والتضخم من جهة، وعلى السندات بسبب التضخم الذي سيلغي العوائد من جهة أخرى.
مقاومة قوية
تعمل بلاك روك على ترقية أسهم الأسواق المتقدمة من الناحية التكتيكية، بعد أن أصبحت توقعات رفع أسعار السوق مفرطة جداً، ما خلق فرصاً في الأسهم، لكن من غير المرجح الآن أن تتخذ البنوك المركزية إجراءات صارمة للحد من التضخم، بحسب أكبر شركة تدير أصولاً في العالم، والتي قللت من تعرضها لمخاطر الائتمان، مفضلة اتخاذ المزيد من المخاطر على الأسهم.
وينصح المستشار الاقتصادي فابريزيو كويريغتي لدى شركة إدارة الثروات السويسرية Decalia عموماً بعدم المبالغة في رد الفعل، كما يشير إلى المقاومة القوية تقريباً للأسهم الأميركية، ويرى أن التعرض الأقل لأسهم منطقة اليورو هو وسيلة جيدة لتقليل مخاطر المحفظة. وفي ما يخص السندات، فيوصي كويريغتي بتفضيل الجودة، من خلال زيادة التعرض لسندات الخزانة الأميركية على حساب الائتمان. وأما العملات الدفاعية، فهي بحسبه الفرنك السويسري والدولار والين، لكنه يحذر المستثمرين بالفرنك السويسري والدولار من معاملات خارج عملتهم المرجعية.
الأزمة لم تعد تعني فرصة
ترى شركة NN الهولندية المتخصصة في إدارة الأصول أن الأسهم هي فئة الأصول الوحيدة التي يمكن أن تقدم أداء إيجابياً على مدار العام، مفضلة القطاعات التي تستفيد من ارتفاع أسعار السلع، مثل الطاقة والمعادن. ويقول ويليم فيرهاغن كبير الاقتصاديين في الشركة NN إن الاستثمار في السلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية مجدٍ، مع الحد من العوامل المالية والصناعية، ويضيف «لا تزال الاتصالات السلكية واللاسلكية ضعيفة بسبب تطور الأحداث في أوكرانيا، فيما انخفض تصنيف العقار نتيجة استمرار التضخم واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع عوائد السندات مما يعيق هذه الفئة من الأصول».
3 قطاعات تواجه مخاطر
وتعتقد مجموعة إدموند دي روتشيلد أن ثلاثة قطاعات تواجه مخاطر، وهي:
1 - البنوك التي قد تعاني من تباطؤ النمو الأوروبي، ومنع البنوك الروسية من الدخول إلى نظام سويفت.
2 - النقل الجوي سيعاني من ارتفاع التكلفة إن تقرر إغلاق المجال الجوي الروسي.
3 - قطاع الصناعات الغذائية الذي سيتأثر من ارتفاع المواد الأولية.
منتجو النفط الأقل تأثراً
في المقابل، ستكون الدول المنتجة للنفط والشركات العاملة في الخدمات العامة والموارد الأساسية والنقل البحري الأقل تأثراً من الأزمة وفق إدموند دي روتشيلد.
وهنا يمكن للمستثمرين أن يستذكروا التاريخ، إذ غالباً ما تميل الأسواق إلى المبالغة في رد الفعل تجاه الصدمات الجيوسياسية التي تنتج عنها تصحيحات قصيرة الأمد، ومع ذلك فإن حالة عدم اليقين ما زالت هي السائدة، لهذا السبب لم نقرأ أو نسمع عن فرص للاستثمار.