لا يشتري الناس لقلقة المعارضين الردّاحين، ولا يبتاعون ثرثرة المتكسبين المداحين، في حين يقصدون المعارضين المحترمين في منازلهم ومكاتب احزابهم.
الأنظمة والأجهزة لا يحترمون «السَّلَق»، الذي يرمون اليه العظام والفتات، فليس على المأجورين رباط، وليس لهم زمام.
والفاجرون في الخصومة و»الفلغة» و»زقزق رقص» يقاسون من تحت، على نمر الأحذية لا على أطوال الرجال.
حضر شفيق الكمالي رئيس اتحاد الكتاب العرب، واضع النشيد الوطني العراقي «أرض الفراتين»، انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين في أواخر السبعينات، وبعد انتهاء عملية الفرز، وفوز كتلتنا برئاسة الدكتور محمود السمرة، دعونا ضيفنا إلى عشاء في مطعم البستان.
هناك قال الرجل انا لم أرَ أذكى منكم. لقد فرزتم واحدا مُنفّرا منكم، ليلعب دور المعارضة في اجتماع الهيئة العامة اليوم، فتحقق لكم التأييد، لأن الناخبين لا يمكن ان يستبدلونكم بجعجاع.
قال أحد الفصحاء وهو يؤشر بسبابته على كرسيه الوثير، أنتم تعارضون من أجل الوصول إلى هذا الكرسي !
قلت له ولكنك يا فصيح، تجلس على الكرسي، بدون أن تسلك دروب ودهاليز المعارضة الخطرة !!
الملاحظ أن بعض المواطنين يلجأون إلى التعميم، ويعتبرون كل من تولى منصبا حكوميا، شخصا متهما فاسدا لصا حراميا مليارديرا. هكذا... «صَم لَم»، ولكنهم يشيرون بالاحترام إلى شخصيات تولت مسؤوليات عامة كبرى مثل وصفي التل وهزاع المجالي وشفيق ارشيدات واحمد الطراونة واسحق الفرحان وحكمت الساكت وعبد خلف داودية ومحمد عودة القرعان وسليمان عرار وابراهيم الحباشنة وذوقان الهنداوي وعبد الله غوشة ومحمود السمرة وناصر الدين الأسد ومحمد اديب العامري وغيرهم عشرات المئات، وانا لا اعمم
فبالتأكيد ليس كل مسؤول و وزير، ملاكا نقيا عفيفا.
وعلى حد علمي، فإن ابناء الوطن الذين جاءوا من المعارضة قدموا نماذج استقامة تقتدى. وانا لا أعرف منهم فاسدا.
وأضرب أمثلة: خالد الكلالدة، مازن الساكت، عبدالله العكايلة، فارس النابلسي، عبد الكريم الدغمي، سمير حباشنة، مصطفى شنيكات، كمال ناصر، محمد فارس الطراونة، سليم الزعبي، بسام حدادين، موسى المعايطة، بسام العموش، حسين مجلي ومحمد العوران وكثيرون غيرهم.