زاد الاردن الاخباري -
أكد السفير الأمريكي لدى عمان هنري ووستر، أن الحديث عن وجود دور للولايات المتحدة في دفع الأردن نحو توقيع "اتفاق النوايا"، عار عن الصحة، وأن بلاده حريصة على ازدهار الأردن ونموّه وتحقيق أمنه المائي.
وقال في مقابلة متلفزة مع احدى المحطات المحلية :" لقد رأيت بعض المقالات التي أعتقد أنكم تلمحون إليها، ليست تعليقا منفردا ولكنني على دراية بهذا النوع من التفكير، بأننا بطريقة ما منخرطون في المكائد، ذلك يعني أنه لكي يحصل الأردن على المساعدات أو الدعم، فيجب عليه القيام بشيء معين للحصول على هذه المساعدة؛ مثل القانون الفيزيائي لكل فعل هناك ردة فعل. ولكن الحقيقة البسيطة للعلاقات بين الكيانات ذات السيادة هي أنها بطبيعتها سياسية وليست هناك تحديد لهذه العلاقة. هذه العلاقة لم تكن كذلك من أكثر من 70 عاما وهي ليست كذلك الآن".
وأضاف :"سأعود في هذا الإطار إلى أن هناك بعض الأحاديث الشعبية التي تقول إن الولايات المتحدة تضغط على الأردن في قضايا الشباب والمرأة.لدينا أولويات مثل كل دول العالم، وفي هذه الحالة، نود أن نرى فرصا اقتصادية أكبر يتم إنشاؤها في الأردن. وأحد الأهداف التي نرغب بها هو تمكين النساء والشباب مع الأخذ بعين الاعتبار في البداية أن الأردن بلد صغير جدا، و70 في المئة من سكانه من الفئة العمرية 30 عاما أو أقل. والشيء الجيد هو أن الشباب يافعين ومتعلمين جدا، وذلك أعظم مورد لأي بلد؛ على سبيل المثال هناك دول فيها تكنولوجيا عالية، أخرى لديها النفط أو الغاز، وقد يكون لديكم أو لا يكون، فإن الشعب يبقى هو المورد الرئيسي، وهذا هو سبب استثمارنا في الشباب. وللتوضيح فإن مصطلح الشباب مرن، وما نعنيه بالشباب هو من سن 18 إلى 30 سنة، خاصة أن النساء يشكلن 50 في المئة من سكان المملكة. ونود هنا أن نرى المزيد من الفرص الاقتصادية التي يتم خلقها لهؤلاء الأشخاص، ونستثمر فيهم حتى يتمكنوا بدورهم من إعادة ذلك إلى الأردن. بالنسبة للنساء في بلد مثل الأردن، لقد قمنا بإجراء إحصائيات خاصة في هذا الصدد، إذا قمتم بتوظيف أكبر نسبة من النساء، سينعكس ذلك على الناتج المحلي الإجمالي بنحو 8 مليارات دولار أمريكي سنويا، وهذا هو السبب المنطقي وراء نظرتنا إلى النساء والشباب".
وقال :" لا نجري أي لقاءات ولا نجري أي ضغوطات على البرلمانيين أو الحكومة لإقرار أي قوانين أو تمريرها.و ليس لدي أي علم عن أي ضغوط من جانب سفارة الولايات المتحدة للوي أي ذراع في البرلمان الأردني حول أي شيء على الإطلاق.في هذا الإطار وتحديدا في قضية المياه وتوقيع اتفاق النوايا كان هناك دور أمريكي في هذا الاتفاق والبعض أشار إلى أن الضغط الأمريكي هو من دفع الأردن لتوقيع الاتفاقية".
وزاد :"أتحدث عن اتفاق نوايا المياه بين الإمارات والأردن والكيان الاسرائيلي. الحديث أن الولايات المتحدة الأمريكية دفعت الأردن لتوقيع اتفاق النوايا غير صحيح، ومن يقول هذا فهو مضلل"، مشيرا الى أنه من مصلحة الولايات المتحدة أن ترى الأردن ينوع في موارده المائية، هذه هي مصلحتنا، هذا صحيح. وهو أيضا من مصلحتكم. لن أتحدث باسم الأردن، لكن هذه المعاهدة التي تشير إليها وهي "مشروع الازدهار" على ما أعتقد، هي صفقة تجارية بين القطاعات الخاصة في البلدان الثلاثة التي اتفقت عليها وليس الولايات المتحدة. إنها معاهدة مدفوعة تجاريا ، هل نحن نؤيد ذلك؟ نعم نحن ندعمها، لأن الأردن بحاجة إلى تنويع مصادر إمدادات المياه، لا تحتاجوا إلى محاضرات من أي أجنبي، ناهيك عن حقيقة أن الأردن هو ثاني أكثر بلد يعاني من ندرة المياه في العالم. لذا فأنت بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من مصادر المياه وقد يكون هذا واحد منهم. اسمح لي بأن أكون واضحا، هذا قرار سيادي للأردن أو للجهات التجارية المعنية إذا كانوا يرون شيئا يستحق وقتهم. ومرة أخرى ليس من أجل حكومة الولايات المتحدة".
وردا على سؤال "كان هناك مشروع البحرين وهذا المشروع تعطل.. لماذا لا تدعم الولايات المتحدة مشروع الناقل الوطني؟ " أجاب :" كان مشروع ناقل البحرين ثمرة مباشرة لمعاهدة وادي عربة عام 1994، ووضعت الولايات المتحدة 100 مليون دولار في حساب ضمان لدعم هذا المشروع. عندما خدمت في الأردن من قبل، وهذا ليس بوقت طويل، كنا حريصين للغاية على رؤية هذا المشروع يتحقق ومع ذلك، فهذا لم يحدث، لعدد من الأسباب، منها اقتصادية وربما سياسية أيضا، باختصار لم يتم الأمر، وفي هذه الأثناء، يحتاج الأردن إلى المياه، ومرة أخرى نظرا لأهمية المياه كمورد، وبهذا أريد أن أكون واضحا تماما، إذا لم يكن لديك أكسجين لتتنفسه كإنسان، فلن تعيش. وإذا لم يكن لديك ماء للشرب، فلن تعيش أيضا، لذلك عندما أقول حرجا، فأنا أعني حقا متطلبا استراتيجيا، وضرورة مطلقة لحياة الإنسان ناهيك عن الإنتاج والزراعة وما إلى ذلك ، لذلك كان من المهم جدا أن يكون الأردن قادرا على تلبية متطلباته، وقام الأردن بمشروع تحلية المياه الخاصة به، وهو ما يشار إليه باسم مشروع نقل وتحلية مياه العقبة – عمان، الناقل الوطني، فهي نفس الفكرة".
ولفت الى أن تحلية المياه الآتية من البحر الأحمر تحت سيطرة الأردن بالكامل وهو نفس المشروع السابق؛ قائلا :" لقد حرصنا على أن نرى مشروع ناقل البحرين يزدهر، لماذا؟ لأن الأردن يحتاج للمياه، وكذلك الجانب الآخر وهو ما حرصت اتفاقية وادي عربة على تعزيزه وهو الاندماج أو التكامل الإقليمي ، لكن لعدة أسباب، لم يجر هذا المشروع ولم يكن الأردن قادرا على الانتظار أكثر من ذلك للحصول على المياه".