زاد الاردن الاخباري -
في اللحظات الأولى للحياة الزوجية، لا يستطيع الزوج أن يتخيل أن تلك المرأة -التي تمنى أن يقضي حياته إلى جوارها- سيأتي يوم ما يتطلع فيه إلى الفكاك منها، وأن اللحظة التي ظل ينتظرها لسنوات، ها هو يندم عليها أشد الندم الآن، وأن الحياة التي كانت صرحا من خيال، قد هوت فوق رؤوس أصحابها، فيقف الزوج ملوما محسورا يردد بينه وبين نفسه "كيف وصل الأمر إلى أن أكره من أحببت يوما، لماذا أكره زوجتي؟"
الكراهية والمشاعر السلبية لا تأتي فجأة، فهي ليست مثل الحب الذي يأتي من النظرة الأولى، لكن ذلك التحول في المشاعر يستلزم تغييرا طويلا مستمرا، وربما يمتد إلى سنوات. من السهل معرفة التغيرات التي تصيب المرأة إذا أصبحت كارهة للزوج؛ إذ تصبح أقل اهتماما، وأقل حديثا، ولا تضحك لنكاتك، ولا تنتظرك لتناول الطعام. أما الرجل فيفقد شغفه تجاه كل ما يخص العلاقة، وكما أن للمرأة دائما أسبابًا للكراهية، فإن للرجل كذلك أسبابا، لخصتها المعالجة النفسية وخبيرة العلاقات الأسرية، روزانا سني، في مقالها على موقع "لايف هاك" (Lifahack)، من خبراتها في علاج كثير من العلاقات وحالات الفشل الزوجي:
إسهام أكبر مقارنة بدور الزوجة
أن يشعر الزوج بأنه يقوم بأكثر من دوره، كأن يتحمل القوامة المالية منفردا، وعبء الأعمال المنزلية، أو مسؤولية الأطفال، نتيجة لانشغال الزوجة أو كسلها.
من المهم في العلاقات أن يكون هناك حوار حول تقسيم الأدوار وتحديد المسؤوليات، حتى لا تقع كل المسؤولية على عاتق شريك واحد يتحمل كل الأعباء حتى نفاد طاقته.
النساء في كثير من الأحوال مسرفات، وهو ما يثير غضب الرجال الذين يميلون إلى التوفير (غيتي)
معاملة الرجل كطفل
رغم أن تلك أمنية غالية لدى العديد من الرجال، فإنها في بعض الأحيان تدفع إلى كراهية الزوجة؛ فحين يشعر الرجل أنه يفقد ما يجعله رجلا حقيقيا بأن يتم تهميش دوره في المنزل لحدود طفل صغير، حين يشعر الرجل أنه تتم السيطرة عليه، وتملى عليه الأوامر دائما، يكره زوجته ويسرع بالهروب من العلاقة.
أغلب الرجال عادتهم الترشيد والنساء مسرفات
في أغلب الأحوال، الرجال يوفرون المال لأهداف لا يقولونها، مثل صيانة السيارة، أو الرغبة في شراء منزل جديد في مدينة ساحلية، أو التحضير لرحلة سنوية، ويقومون بذلك من دون إخبار زوجاتهم بنواياهم، وهو ما يجعل المفاجأة كبيرة حين يكتشفون أن الرصيد المتوقع للتوفير ليس كما ظنوا، غالبا يشعر الرجل حينها بأنه تم خداعه.
الخداع المالي يسبب كراهية الرجل لزوجته ونفوره منها؛ فالمال مسؤولية مشتركة للأسرة، لذا يجب أن تدار الأفكار حوله بشكل مفتوح بين الجانبين، وألا يفكر كل طرف بمفرده.
المشاحنات والتطاول
جميع الأزواج يتشاجرون، فلا علاقة جدية بلا شجار، ومن الطبيعي أن يحدث ذلك لأن الطرفين من ثقافات مختلفة، لكن من الضروري ألا تستمر تلك الشجارات حتى تصل لمرحلة الأذى اللفظي أو البدني، ولو وصلت إلى تلك النقطة، فلن تعود أبدا لما كانت عليه.
لماذا نحن مغرمون بالكشف عن أسرارنا، وفقا لأحدث البحوث
إفشاء الأسرار
من أكثر ما يكرهه الرجل هو أن يكون مكشوفا للجميع، فإن تعمدت زوجته نشر أسرارهما أمام الأهل والأصدقاء فلن يغفر لها فعلتها، وستكون كراهيتها هي سبيله للانتقام.
محاولات تغيير طباع الزوج
لا أحد يتغير بعد الزواج، علينا التسليم بذلك. تقول مؤلفة كتاب "الزواج الجيد" آن زيف لمجلة "ومنز داي" (Woman’s Day)، إن على الشخص أن يسعى إلى تغيير نفسه وليس إلى تغيير الطرف الآخر. وأن السعي الدائم وراء تغيير شخصية الزوج يشعره بأنه ليس كافيا، وانتقاد الزوج باستمرار على أشياء لا يراها مؤثرة، قد يدفعه إلى كراهية الزوجة دائمة النقد.
عدم منح الزوج الفرصة ليكون أبا جيدا
في الغالب، تختلف أساليب الأمهات عن الآباء في التربية ولكن ليس بشكل أفضل، ففي أحيان كثيرة تصل رسالة للأبناء مفادها أن الأمهات فقط على حق، في هذا السياق، يوصي الخبراء بمنح فرصة للأب، وتعزيز دوره التربوي مع الأبناء، وتثمين مجهوداته الإيجابية، والتغاضي عن السلبيات غير المؤثرة بشكل كبير.