ثلاثة عشر من السنين في مكة المكرمة من خالقها ,قضاها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ,في تبليغ الناس رسالة التوحيد بالله تعالى ,وذلك قبل اكتمال تنزيل الكتاب ,لاهمية اليقين بالله تعالى ,وبدايته بعلم اليقين ,من خلال ايات التوحيد في الكتاب المقروء ,والمطابقة للمشهود ,وقدرة العقل على التفكر بها , وقدرته على التمييز والاستنباط ,كما معرفته ان البعرة تدل على البعير ,والاثر يدل على المسير,فالعقل وهب علم اليقين ,بحيث يدرك ان لهذا الكون ,ونظام دقة حركته ,في خلق تكرار الليل ونهار ,وتكرار الشهور ضمن الاعوام ,وتكرار الفصول لخلق حياة ,كل ذلك يدركه العقل ,بعيدا عن هوى الانفس ,وتكبرها ,وتضليلها ,يدرك بان هذا الكون ونظامة لا بد ان يكون له خالق وقائم عليه ,وهذا من علم اليقين الموهوب به العقل ...................
اليقين بالله هو الطريق الصحيح للايمان بالله ,والايمان الصحيح بالله هو مفتاح الهداية ,لهذا سبق علم التوحيد ,اكتمال الهداية من خلال اكتمال تنزيل كتاب الله ,ثلاثة عشر من السنين ,هن رمزا للتوحيد ,وهو رقم للتفائل به ,كما انه رمزا للتشائم به ممن تكبروا على ادراك عقولهم ,ومكنون الايمان في نفوسهم.................
كما ان علم اليقين في الدنيا ,هو الطريق لعين اليقين اي الطريق لمشاهدة الاخرة ولحق اليقين في التنعم بالجنان ,فان علم اليقين في الدنيا ,هو الطريق الصحيح للايمان بالله,الذي فيه ادراك استجابة الدعاء لانه من قلب متعلق بالله تعالى بذكره ,ويهدي البال بادراك,والترقي بدرجات الهداية ,مثل التوكل ,والصبر ,والرضى والقناعة وبهن طريق سعادة الانسان,فبالإيمان الصحيح يستقر الانسان ,ويعالج كل مشاكله بتصحيح الايمان بالاستغفار والتوبة من محاسبة النفس ................
علم اليقين ياتي بالتفكر والاستعانة , ليرسخ الايمان في النفس ,حيث يظهر الشعور, بالخوف من الكفر,لادراك حلاوة الايمان ,الحلاوة الحقيقية ,تكشف كل حلاوة زائفة من لحظات متعة النفس ,ولمن قدرعليها ,وتمناها من حرم منها في ظل عالم المنافسة المادي والفاني..............
علم اليقين لتصحيح الايمان ,بحقيقة الحمد لله تعالى ,والشكر لربوبيتة ,وحقيقة الثناء عليه ,بانه الرحمن الرحيم ,رحمن برحمة عامة خلقة بان سخر هذا الكون للانسان ,ورحيم بخاصته ممن امنوا باليقين به,وبحقيقة تمجيده ,بانه مالك يوم الدين ,اي الايمان بالبعث وبمحاسبة النفس, قبل حسابها يوم الدين,وبكل ذلك تكتمل عبادة الايمان بالله تعالى ,مما يمكن المؤمن من طلب الاستعانة بهدايته ,لعلمه بيقين قربه وسمعه ومعيته وحفظه ,بيقين ان الله موجود في ارادته وقدرته , وعلمه بان ورقة الشجرلا تسقط الا باذنه .................
اعرف الله تعالى بعلم اليقين ,تصحح ايمانك بإخلاص عملك لله تعالى ,لتنال هدايته ,ومن ضمنها استجابة دعائك ,وقبول احتسابك ,وتوكلك ,يحق للموقن بالله عند الله تعالى ,ان ينتظر استجابة دعائه ,وان تعبد الله تعالى وحده هو الحق,يغنيك عن زيف عبادة نفسك وذل عبادة من لا يعدوا ولا يحصوا,وهذا حاصل حتى عند من ظنوا انهم مسلمين ومؤمنين .......
د. زيد سعد ابو جسار