زاد الاردن الاخباري -
أكدت مصادر إعلامية، أن “الحرس الثوري” الإيراني أجرى عدة تغييرات في قادة الصف الأول بسوريا حيث تم تعيين المدعو خليل زاهدي الملقب “أبو مهدي الزاهدي” كقيادي لفيلق القدس في المنطقة
زاهدي بدلا من غفاري
وقالت المصادر، إن قائد”فيلق القدس” إسماعيل قاآني أصدر قراراً بتعيين المدعو خليل زاهدي الملقب “أبو مهدي الزاهدي” كقيادي لفيلق القدس في المنطقة، عوضاً عن قائده السابق جواد غفاري الذي انتهت مهامه في سوريا منذ شهرين تقريباً.
كما عين “الحرس الثوري” الإيراني “الحاج كميت” والذي كان يشغل مسؤول الملف الأمني في منطقة الميادين كمسؤول أمني وعسكري للمنطقة الشرقية عامة والتي مقرها مدينة دير الزور حيث أصبح مشرفاً على جميع القوات الإيرانية في دير الزور والحسكة والرقة والبادية.
وأوضحت، أن تعيين “الحاج كميت” تم بدلا للحاج “مهدي الإيراني” والذي تم نقله إلى دمشق وتسليمه منصب الإشراف وقيادة “حرس السيدة زينب” وهي المسؤولة عن حماية منطقة السيدة زينب في ريف دمشق.
الاسد طرد غفاري
وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد طرد جواد غفاري، المعروف باسم العميد أحمد مدني، قائد قوات “فيلق القدس” التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” من سوريا “بسبب عدم الرضا عن تصرفاته وأفعاله التي أدت إلى انتهاك السيادة السورية”
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أن رئيس النظام السوري، طلب إبعاد غفاري بعد هجوم على قاعدة “التنف” الأمريكية جنوب شرقي سوريا، واتهامه بالقيام بأمور خارج صلاحياته.
من هو جواد غفاري؟
ينحدر جواد غفاري من محافظة أذربيجان الشرقية، وعمل سابقًا قائدًا لـ”فيلق عاشوراء” التابع لقوات التعبئة في “الحرس الثوري الإيراني” (باسيج).
يعدّ غفاري، أو كما يُعرف في الأوساط الإيرانية “حاج جواد غفارى”، المهندس والمخطط الحقيقي لمعركة حلب، المستمرة منذ عام 2014.
انتُدب غفاري إلى سوريا في حزيران 2014، وتولى منذ ذلك الوقت قيادة العمليات العسكرية في حلب، واتخذ من بناء البحوث التابع لمعامل الدفاع في منطقة السفيرة شرق حلب مركزًا رئيسًا لإقامته.
خطط غفاري وقاد معركة حصار الأحياء الشرقية في حلب، التي بدأت عام 2014، وأطلق عليها اسم معركة “دبيب النمل”، وكانت انطلاقتها الأولى من معامل الدفاع حيث يقيم غفاري وفيها يقود غرفة العمليات، وأُطلق عليه لقب “جزار حلب”، الذي أصبح معروفًا به، بسبب دوره القمعي في القتل والانتهاكات في حلب.
يُعتبر “حاج جواد” الأب الروحي للميليشيات الإيرانية في حلب، ويرجع إليه الفضل في تأسيسها وتسليحها وتدريبها وزيادة أعداد مقاتليها.
أشرف غفاري على استقدام ميليشيات عراقية شيعية، واعتمد في خطته بحلب على التقدم من الريف الجنوبي والشرقي للمحافظة وحتى ريفها الشمالي.
واستعان “حاج جواد” بثلاث ميليشيات رئيسة تسانده في المعارك، هي “حزب الله” اللبناني، وحركة “النجباء” العراقية، ولواء “فاطميون” الأفغاني، عدا عن نحو 15 ميليشيا أخرى تقاتل في حلب.
ويمتلك “الحرس الثوري الإيراني” قاعدة عسكرية كبيرة في حلب، وهي الشيخ نجار، وتعد الأكبر في المنطقة، كما تسيطر الميليشيات التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني” على مناطق عدة من المدينة، لا سيما في الجزء الشرقي.
لم يكن نفوذ غفاري العسكري مقتصرًا على حلب بل امتد إلى العديد من المدن السورية، حيث عمل على تنظيم التشكيلات والميليشيات العسكرية في دمشق، بحجة حماية طريق مطار “دمشق الدولي” ومنطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق.
قاد غفاري معارك للسيطرة على البادية السورية، امتدادًا من تدمر ومحيطها إلى البوكمال ودير الزور حتى مدينة القائم العراقية الحدودية مع سوريا، حيث صارت هذه المناطق من أبرز نقاط تمركز القوات التي يقودها “الحرس الثوري” في سوريا.
عُيّن غفاري قائدًا عامًا لـ“الحرس الثوري” في سوريا، بعد تجميد مهام اللواء حسين همداني، الذي قُتل في تشرين الأول 2015 في ظروف غامضة، وأشارت مواقع إيرانية إلى احتمالية تصفيته، على عكس ما ذكر الإعلام الرسمي أنه قُتل على يد تنظيم “الدولة” أو المعارضة.
وكان للجنرال الإيراني الدور الأكبر في عرقلة اتفاق حلب في عام 2016، القاضي بإخلاء الأحياء الشرقية من الأهالي والمقاتلين باتجاه الريف الغربي، ونجح في فرض شروطه بإدراج بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المواليتين في الاتفاق، على أن تتم مراحل إجلاء الأطفال والنساء والجرحى منهما، ليتم التوصل في 2018 إلى اتفاق آخر.
وأُطلقت النار من قبل حواجز “حزب الله” اللبناني والميليشيات الإيرانية في منطقة الراموسة بحلب، بأمر من غفاري على الحافلات التي تقل المصابين الخارجين نحو ريف حلب الغربي، وأُصيبت سيارة إسعاف تقل جرحى، وأدى إطلاق النار إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، ما دفع الحافلات للتوقف داخل الأحياء المحاصرة حينها.
ويعتبر غفاري من أبرز القيادين الإيرانيين، الذين ينفذون ويرسمون السياسة العسكرية لإيران في سوريا، خلال سنوات الحرب الماضية.
ويقاتل “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” إلى جانب قوات النظام السوري منذ عام 2013، كما يشرف على ميليشيات شيعية أجنبية، أبرزها “لواء فاطميون” الأفغاني و”لواء زينبيون” الباكستاني و”حزب الله” اللبناني، إلى جانب ميليشيات عراقية، عدا الميليشيات الإيرانية المنضوية والمدعومة من قبل “الحرس الثوري”.