كتب أحدهم على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» :
«يجب ان لا ننسى تاريخنا ليس الكنعاني او الارمني او المسيحي او الاسلامي وانما التاريخ التنكي» .
الكاتب هنا يتحدث عن تنكة الزيت، والتي يشهد التاريخ انها أبرز أداة قد نضعها في جعبتنا اذا ما فكرنا ، يوما بترك «كبسولة زمنية» للأجيال القادمة.
فمثلا وبحسب الكاتب وايضا بحسب نشأتنا نحن، عندما كانت تفرغ «التنكة» من الزيت كنا نستعملها لنقل المياه إلى المنازل، وكنا ايضا نسخن المياه بها عندما نستحم .
وكانت الامهات تغلي الغسيل بها مع «نيلة زرقاء» وأعتقد من أيامها، أيامنا «منيلة بستين نيلة» .
على كل، كانت التنكة ايضا حاضنة لمونة القمح والبرغل (لما كان في مونة)،
وكانت، التنكة بعد فراغها من الزيت تستعمل لزراعة الورد والياسمين والنعنع، وكذلك نقل الأسمنت واشعال النار،
بل ذهب البعض لاستخدامها كدربكة في الافراح والمناسبات وتربية الحمام على السطوح.
اذا، هي عشرة عمر طويلة مع التنكة، حتى انها وحدة قياس، ما يؤرق منامنا، اي البنزين ، فنقول السيارة تمشي كذا ب «التنكة»، وفي الشق النفسي وحين نريد وصف حالة مزرية وصلها أحدهم من الفقر واللامبالاة، نقول فلان «عايف التنكة» ، بمعنى «بطلت تفرق» !
اليوم هذه العلاقة مع التنكة مهددة ، فقد لا نجدها لنزرع أسوار الحاكورة، ولن تصبح وحدة قياس فقر لفلان ونفسيته التعبانة ، قد لا نربي الحمام، فتنكة «حبنا» اي زيت القلي اصبحت 28دينار، ويا الله شو كنا اغنياء لما كنا فقراء أيام العصر التنكي.