لم اتفاجأ يوم أمس باستقالة أو اقالة اربعا من مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية، تلك المؤسسة التي بنينا عليها كما بنى عليها صاحب الجلالة والحكومات المتعاقبة كبير الآمال وكبير الأهداف، إلا أنها وللأسف كانت كما تحرث الجمال فلم نر منها طحنا ولاشممنا منها عطرا يزف إلى ارجاء الوطن.
سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لم تكن خاصة في كل مراحلها الا للتنفيع والمحسوبيات، فزادت وناء الوطن بحملها، ولم يكن حملها خفيفا، بل ثقيلا ولم تلد اي ثمر للوطن، فبقيت العقبة الغالية على قلوبنا جميعا مدينة جميلة لم نر فيها مايرى في المدن الشاطئية في العالم والتي لايوجد فيها سلطة خاصة او عامة، بل ادارة محلية بلدية واعية ومنتمية.
كم كان توجيه سيد البلاد مرة تلو الاخرى لتطوير ادارة وفنيات هذه المؤسسة التي لم تستشرف روؤى الملك ونظرته البعيده، فبقيت قاصرة عاجزة عن التطوير والتحديث الا في تفريخ شركات ومؤسسات من رحمها لاتسمن ولاتغني من جوع.
زرت هذه المؤسسة في العام الماضي مع صديق لي ورأيت الأبواب الموصدة بابا تلو الاخر واتكيت زائف ليس الا لمنع ذو الحاجة او الطلب من الدخول بيسر وسهولة لأي مفوض او مختص.
مفوضون مع وافر الاحترام لشخوصهم لاتفوضهم مؤهلاتهم ولا خبراتهم العملية او العلمية لاستقراء الواقع والتنبوء بالمستقبل لمستقبل ثغر الوطن الذي نتمنى أن يبقى باسما.
في العقبة الاقتصادية الخاصة اجتماعات ولجان وحوارات وجلسات وورش لم نجد للعقبة فيها أي نتيجة ولم تزد في وضعها على خارطة الاقتصاد والسياحة الا أقل القليل، فهل هذا ماطمح له سبد البلاد وماهدف له؟
كلا، ولا، ان العقبة بحاجة لثورة بيضاء يحمل لواءها المختصون والمندفعون لحب العمل لا لحب المنصب والكرسي، فالنهضة في الأوطان تقوم على العمل الجاد في الضمير والقلب والعقل، فهل مجلس المفوضين الجديد سيكون على شاكلة سلفه، ام سنشهد تغيرا حقيقا يضع النقاط الصحيحة فوق الحروف المقصودة.
حمى الله وطننا وقيادتنا من كل شر وعادية.
د. عبدالناصر العكايلة /أستاذ القياس والاحصاء المشارك