زاد الاردن الاخباري -
يتحدث المقال عن طرق لحل التأجيل، وأسباب التأجيل والتي قد تكون بسبب العلاقات القديمة أو من أفكار الشخص أو من العالم حوله.
أبرز النقاط الأساسية:
إذا كنت تواجه صعوبة في الحصول على الدافع للقيام بشيء ما، فأنت لست وحدك؛ قد يكون ذلك بسبب تسويف بسيط، ولكن ليس دائمًا.
غالبًا ما تنبع عدم القدرة على البدء من القصص التي نرويها لأنفسنا، حول من نحن وما نحن قادرون عليه والتي غالبًا ما تكون غير دقيقة.
يمكنك تعلم كيفية استكشاف ومراجعة القصص التي ترويها لنفسك.
تريد ممارسة بعض التمارين؛ اذهب للركض أو خذ درس يوجا أو حتى اخرج من المنزل في نزهة قصيرة. الطقس جميل وستشعر بتحسن كبير، لكنك فقط لا تجد نفسك تتحرك!
ترغب في الاتصال بجدتك التي تعيش وحيدة تمامًا، وتحب أن تسمع صوتك، الآن سيكون وقتًا مناسبًا، لديك بضع دقائق مجانية وتعلم أنك ستشعر بالرضا عند قيامك بذلك، ولكن لا يمكنك أن تجعل نفسك تلتقط الهاتف وتتصل.
سيكون من الرائع البدء في هذا المشروع، المشروع الذي تريد القيام به حقًا، ولكن تشعر بأنه من الصعب أن تدفع نفسك إلى إنجازه.
غالبًا ما نطلق على كل هذه الصعوبات التسويف، وهذا بالتأكيد جزء وليس كلّ مما يحدث، ربما تكون قد قرأت العديد من كتب ومقالات تنمية الذات التي تركز على كيفية التوقف عن التسويف، العديد من الاقتراحات الواردة فيها مفيدة للغاية، ولكن في بعض الأحيان لا تُجدي نفعًا هذه الاقتراحات، بما في ذلك نصيحتي للتركيز على الخطوات الصغيرة.
لكن لماذا؟
بصفتي معالجةً نفسية، هذا هو السؤال الذي يثير اهتمامي كثيرًا. لماذا لا يمكنك فعلها؟
لقد كنت أفكر في هذا السؤال طوال جائحة كورونا، حيث تحدث العملاء والأصدقاء عن جميع أنواع المشاريع الممكنة لإبقائهم مشغولين أثناء العيش والعمل واللعب في المنزل، أفلحت بعضها منذ البداية، وأُخرى اكتملت بنجاح، لكن البعض الآخر لا يزال في نقطة الصفر، أولئك الأشخاص أصيبوا بالإحباط والغضب والانزعاج بسبب عدم قدرتهم على البدء.
“كان عليّ أن أكون أكثر نشاطًا وعزمًا وإصرارًا” عبارةٌ أسمعها مرارًا وتكرارًا، ولكن في بعض الأحيان قد لا يكون ممكنًا قولك سأمضي قدمًا وسأبدأ دون فهم سبب تجنبك، فقد يؤدي فهم سبب مقاومتك إلى تسهيل سلوكياتك قليلاً، ولمعرفة ما تعنيه سلوكياتك، ابحث عن القصص التي ترويها لنفسك عن تلك الأشياء، قد لا تدرك ذلك، ولكنك تخبر ذاتك بقصصٍ عن نفسك طوال اليوم.
في ورشة عمل حديثة على اليوتيوب قالت استير بيريل: “إننا جميعًا لدينا ما يسمى بـ “الانتقال إلى القصص”، وهو أن نضع حياتنا وسلوكياتنا في سياقها الصحيح، تخبرنا هذه القصص من نحن وماذا سنكون، وما يمكننا فعله وما لا يمكننا فعله ولماذا؟” وتضيف بيريل، “إن قصصنا يمكنها أن تمنحنا الأمل، ويمكن أن تحفزنا، ويمكن أن تبقينا عالقين. فإذا كنت تواجه مشكلة في البدء في شيء ما، فاسأل نفسك: ما الذي تعتقد أنه سيحدث قبل وأثناء وبعد؟ الإجابات هي قصصك، وغالبًا ما تشرح ما الذي يمنعك”.
قد تكون هذه القصص من ماضيك، وقد تكون أيضًا قصصًا اكتسبتها من العالم من حولك، أحيانًا تسأل نفسك إذا كنت تعتقد أن هذه الرسائل يمكن أن تغير قصة أو تزيل مقاومة.
على سبيل المثال، تجري زميلتي كيمبرلي جروشر، وهي أخصائية نفسية ومعلمة يوجا ومحاضرة في كلية العمل الاجتماعي بجامعة كولومبيا، بحثًا حول النساء السود المهتمات بممارسة اليوجا. أخبرتني أن العديد من النساء اللواتي قابلتهن يرغبن في تجربة اليوجا، لكنهن لا يرين أنفسهن ممثلات في التسويق والإعلان حول اليوجا، وبالتالي هناك رسالة ضمنية مفادها أنها ليست لهم، ولكن عندما يتم تغيير القصة إلى “جسمي قادر على ممارسة اليوجا بطريقة تناسب جسدي” يمكنهم العثور على فصول ومعلمين يرحبون بممارستهم ويدعمونها.
الرجل الذي أراد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ولم يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، وعندما طلبت منه أن يخبرني بما يتخيل أنه سيحدث عندما يكون في صالة الألعاب الرياضية قال: “سأصاب بالتعب الشديد بعد نصف ساعة، على الأقل في الأيام القليلة الأولى”. فقلت له إذا لم تمارس تمرينًا لمدة ساعة ونصف كاملة؛ فيمكنك البقاء في المنزل أيضًا. هذه هي القصة التي ترويها لنفسك هل تعرف من أين تأتي؟
كان ذلك منذ فترة حين كان فيها خجولًا ومنزعجًا من جسده، وصدّق الرسائل التي كان عليه أن ينظر إليها بطريقة معينة للعثور على زوجة أو حتى وظيفة. أما الآن فهو رجل أعمال ناجح مع زوجته التي تحبه وتحترمه، لقد أدرك أن القصة القديمة لا تزال تدور في رأسه، ولكنه لم يعد يصدقها بعد الآن.
من هذا المنظور أدرك أنه يريد الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية ليكون بصحة جيدة، ويتمكن من الاستمتاع بوظيفته وعائلته قال لي: ” بمجرد أن أدركت ذلك، بحثت عن طرق للحفاظ على صحتي، واكتشفت أن ممارسة الرياضة بانتظام خمسًا وأربعين دقيقة أو حتى نصف ساعة يمكن أن تحفظ لي صحتي”. لقد أصبح يمارس الرياضة بانتظام منذ ذلك الوقت.
المرأة التي تريد تغيير وظيفتها لكنها لا تستطيع البدء بالعمل على سيرتها الذاتية قالت لي: “أعلم أن لدي شهادات ومؤهلات رائعة، لكن لا يمكنني الجلوس على الكمبيوتر لكتابتها”. عندما طلبت منها التحدث عما تخيلته سيحدث، اكتشفنا أنه خلف ثقتها بنفسها كانت هناك قصة قديمة بأنها لن تكون جيدة بما يكفي للوظيفة التي تريدها، بغض النظر عما قالته في سيرتها الذاتية وأضافت: “ربما تساعدني كتابة السيرة الذاتية في إعادة كتابة قصة قدراتي لنفسي، حتى لو لم أحصل على أول وظيفة أتقدم لها”.
شعرت امرأة لم تستطع الاتصال بجدتها بالقلق من أن تشعر جدتها بالحزن عند انتهاء المكالمة، قالت: “أعلم أنه أمر سخيف، ولكني أتخيلها جالسة هناك تتحدث معي ثم تبدو ضائعة ووحيدة عندما أقول وداعًا”. شجعتها على سؤال والديها وإخوتها إذا كان لديهم نفس القصة، إذا كان الأمر كذلك، فقد يرغبون كعائلة في التفكير في كيفية مساعدة جدتهم على أن تشعر بقدر أقل من الوحدة، لكنها دُهشت عندما أخبروها أن جدتها كانت سعيدة دائمًا بعد محادثتها، وأنها غالبًا ما تتصل بأحد أفراد العائلة لمشاركة مشاعرها الجميلة معهم.
اسأل نفسك عما تتخيله سيحدث عندما تفعل كل ما تتجنبه، تذكر أن القصص قد تأتي من العلاقات الأسرية القديمة أو من نفسك أو العالم من حولك، وبمجرد طرحها في العلن، يمكنك أن تسأل نفسك ما إذا كانت هناك طريقة أخرى للتفكير في الموقف، قد يكون منظور مختلف مع ربطهِ بقصة ٍمختلفة هو ما تحتاج للانطلاق.