أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
البطاينة يؤكد ضرورة الاسراع بإنجاز مشروع محطة تحويل جرش الصناعية الاحتلال: لا اتفاق حاليا وسنواصل سيطرتنا بغزة الخارجية النيابية تزور مديرية العمليات والشؤون القنصلية في وزارة الخارجية المياه تضبط حفارات وتردم آبارا بالرمثا والزرقاء وزارة الزراعة تخصص 5 ملايين دينار لبرنامج التمويل الريفي مندوبا عن جلالة الملك .. العيسوي يعزي عشيرة المجالي مراحل الانسحاب الإسرائيلي من غزة أجواء باردة نسبيًا خاصةً في المرتفعات الجبلية اليوم وفي كافة المناطق غدًا الصفدي: نقلت رسالة دعوة من الملك إلى عون لزيارة الأردن إعادة إعمار قطاع غزة كما ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار خليل عطية: ينتقد 'الحية': إنكار وتجاهل 'دور الأردن' قيادة وشعبًا 'رسالة سيئة للشعبين' الرمثا يعير لاعبه العزايزة إلى الخالدية البحريني ابو عبيدة: الاحتلال يستهدف مكاناً تتواجد فيه إحدى الأسيرات الاردن .. 56,8 مليون حركة دفع عبر محافظ إلكترونية العام الماضي اميركا: لا صحة للتقارير بأن اتفاق وقف إطلاق النار قد ينهار هكذا سيتم تبادل الأسرى بعد اتفاق وقف إطلاق النار بغزة هل سنرى نيمار في الدوري الأميركي؟ كنعان: غزة هاشم أولوية بالسياسة الأردنية حزمة مساعدات أوروبية لغزة بقيمة 120 مليون يورو روسيا: نتطلع لإقامة دولة فلسطينية
سواليف حول الفوجيكا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة سواليف حول الفوجيكا

سواليف حول الفوجيكا

18-03-2022 05:14 AM

تعارفنا – جهاز التلفزيون وأنا- على بعضنا من خلال الشبابيك، ومارسنا البصبصة على بعض من خلال القضبان الخشبية المهترئة، المحمية بشباك حديدي صدئ.

فقراء كنا، لذلك كنا نشاهد التلفزيون من خلال شباك إحدى العائلات الأوفر حظا وتمتلك جهازا.

التلفزيون كان في أذهاننا كائن عجيب، يغني ويطلق النار ويلقى أخبار العالم من كل حدب وصوب على مسامعنا.

كبرنا، وأتاحت لنا الظروف أن نقتني اجهزة تلفزيون، ثم دخلنا مرحلة الساتلايت والقنوات المشفرة والفيديو والإنترنت .... وخلافه!

كل شي تغير وتبدل وتطور إلا نحن .... فما زلنا حتى الأن نشاهد ونبحلق في جميع أحداث العالم، لكأننا نشاهد هذا العالم من خلال شباك الجيران الخشبي صاحب الإطار المعدني الصدئ.

(2)

كنا ذات قرن أطفالا، كان للعالم طعم الشقاوة، ولم تكن الأرض قد أكملت تكورها في أذهاننا، ولا السماء قد أرست دعائمها في قلوبنا بعد.

كنا فقراء طبعا. كانت بقول الأرض وحبوبها هي طعامنا الدائم : عدس..عدس حب..عدس مجروش ...عدس منفوش .. شوربة عدس ...مجدرة عدس مع برغل..مجدرة عدس مع رز.

سئمنا العدس ومشتقاته، وكنا من وقت لآخر نعلن العصيان المدني، ونحاول أن نرفض تعاطي العدس. كانت أمي هنا تبوح بعبارتها السرية.

- هل تعرفون أن المسيح كان يفطر عدسا كل يوم؟؟

بالطبع لم نكن نقتنع بكلام الماما الرؤوم، لكننا نعرف أن لا شيء سوى العدس لدينا، فنقتنع بالإنسحاب المشرف من العصيان.

بعد عودة الأمور لطناجرها، كانت الوالدة تتسم بخبث ، لكني كنت الحظ شبح دمعة ترفض الإستسلام للأمر الواقع.

(3)

كان أبونا جورج يؤكد في كل حصة دين ، بِأن لكل واحد منا ملاكا حارسا ،يصحو وينام معه ويحرسه من الشيطان ، ومن الوقوع في التجارب ،ويحافظ عليه ويراقبه ويحميه من كل الأخطار.

في البداية، كنا نخاف من هذا الملاك، فهو يراقب شيطناتنا الصغيرة وخطايانا البائسة والتي كنا نعتقدها آنذاك من الفواحش، كأن نسرق الخوخ غير الناضج من بستان الجيران، أو نتلفظ بعبارات نابية تعلمناها للتو من زملاء الدراسة الأكبر.

شخصيا لم أكن اتذمر كثيرا من الملاك الحارس، وكان يتملكني إحساس بالرضى والزهو لأنني أنا الطفل الفقير الجائع المهمل الوسخ كان يمتلك ملاكا حارسا خاصا به، ويعمل (بدي قارد) لجنابه (جنابي).

كبرنا ونسينا قصة الملاك الحارس، كبرت همومنا وخطايانا، وكبرت الأخطار التي تواجهنا. كبر كل شرّ فينا، حتى صرنا نحتاج الى كتيبة كاملة من الحرس الملائكي لتحمينا من بعض شرور أنفسنا، ومن شرور وأخطار العالم المحيط.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع