زاد الاردن الاخباري -
عادة تشهد مباريات الكلاسيكو بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة جدلا صاخبا حول القرارات التحكيمية، مهما بدت غير قوية أو مؤثرة.
وتتسبب طبيعة المنافسة والعداء بين ريال مدريد وغريمه برشلونة، الفريقين الأكبر في إسبانيا، والخلفية السياسية والاجتماعية للعلاقة بين الناديين، في حالة الجدل الدائم واتهام التحكيم بمحاباة أحدهما على حساب الآخر.
ومنذ أول مباراة كلاسيكو بين الريال برشلونة وإلى الآن، ارتكب حكام الكلاسيكو أخطاء تتفاوت بين الصغيرة والكارثية، إلا أن أسوأ خطأ تحكيمي في تاريخ مباريات الفريقين بحسل وصف الصحافة الإسبانية كان في إياب ربع نهائي كأس الجنرال -كأس ملك إسبانيا حاليا-، بموسم 1969-1970.
ركلة جزاء مريبة
في ذهاب المواجهة المذكورة انتهى الذهاب بفوز الفريق الملكي على ملعبه "سانتياجو برنابيو" بثنائية دون رد، وفي الإياب تقدم برشلونة في معقله "كامب نو" بهدف قبيل نهاية الشوط الأول، وواصل الضغط في بداية الشوط الثاني لإحراز الهدف الثاني والإبقاء على فرصة التأهل لنصف النهائي.
وقبل انتهاء الساعة الأولى من لقاء العودة، كان مانويل فيلاسكيز نجم ريال مدريد السابق في طريقه للانفراد بحارس مرمى برشلونة، وقام خواكيم ريفي، مدافع الفريق الكتالوني وقتها، بعرقلته خارج منطقة الجزاء.
ورغم أن العرقلة كانت خارج منطقة جزاء برشلونة، إلا أن الحكم إيميليو جوروسيتا، الذي كان بعيدا عن اللعبة بمسافة 10 أمتار تقريبا، أصر على احتساب ركلة جزاء للضيوف، سجل منها أمناسيو أمارو هدف التعادل.
قرار جوروسيتا، وكان حديث العهد وقتها بتحكيم مباريات أندية الدرجة الأولى، أثار حفيظة لاعبي وجماهير برشلونة، إلا أنه أصر على قراره وطرد إلاديو قائد البارسا، الذي شن هجوما قويا على الحكم واتهمه بمحاباة الفريق المدريدي.
وقبل 5 دقائق من نهاية اللقاء اقتحمت جماهير برشلونة ملعب "كامب نو" وكانت النتيجة حينها تشير إلى التعادل 1-1، ما يعني خروج البارسا من البطولة، ليقوم جوروسيتا بإلغاء اللقاء وإعلان تأهل الريال إلى نصف النهائي.
برشلونة قدم طلبا لإعادة المباراة، إلا أن الطلب قوبل بالرفض ليتأكد خروجه وتأهل الريال لملاقاة أتلتيك بلباو في نصف النهائي.
دعوة للشك
لم يثبت وجود أي ضغط على الحكم جوروسيتا من أجل منح ريال مدريد بطاقة التأهل وإقصاء برشلونة، رغم كل الاتهامات التي طالته، والإشارة إلى اضطهاد النظام القمعي وقتها بقيادة الجنرال فرانشيسكو فرانكو للبارسا باعتباره رمزا للهوية الكتالونية، ودعمه لانفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا.
لكن عدة النقاد أشاروا إلى أن ريال مدريد كان مهددا بالغياب عن البطولات الأوروبية في الموسم التالي لأول مرة في تاريخه، حيث عانى من تذبذب النتائج في الدوري وأنهاه في المركز السادس، لذا كان فوزه بالكأس طريقا مضمونا للمشاركة أوروبيا.
ريال مدريد فاز على أتلتيك بلباو (2-1) في مجموع مباراتي نصف النهائي، ثم تغلب على فالنسيا في النهائي بنتيجة (3-1) ليحقق اللقب الـ11 في تاريخه، ويحصد بطاقة التأهل لكأس الكؤوس الأوروبية.