حدث ديمقراطي بامتياز، حدث يعدّ أحد أهم مفاتيح الاصلاح السياسي، تشهده المملكة بعد غد الثلاثاء، حدث يضع الأردن للمرة الثانية وخلال فترة ليست بالطويلة على خارطة الانجازات السياسية على مستوى عالمي وليس فقط عربيا، حدث علينا جميعا كمواطنين أن نكون شركاء في نجاحه، وذلك يتطلب الاقبال على صناديق الاقتراع، فهي خيَار الشعوب الديمقراطية الساعية للتغيير الايجابي.
يوم الثلاثاء، الثاني والعشرون من آذار الحالي، يتجه الأردنيون لاختيار ممثليهم في مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان، حيث تجرى الانتخابات التي ستكون الانتخابات الثانية في مدة لم تتجاوز العامين، مؤكدة أن الأردن قادر، وأن الاصلاح ليس شعارا، إنما حالة تطبّق على أرض الواقع، كما أراد جلالة الملك عبدالله الثاني، حالة ستجعلنا نسير نحو المئوية الثانية بثبات الانجاز وقوّته.
بعد غد تجرى انتخابات مجالس المحافظات والمجالس البلدية ومجلس أمانة عمان، الحدث الذي عملت على ايصال مراحلة الهيئة المستقلة للانتخاب على مدى أشهر حتى نصل ليوم الاقتراع، بمسؤولية عالية وجهود جبّارة، ساندها ودعمها جهود حكومية مستمرة بكافة السبل التي تدفع باتجاه توفير الأجواء المناسبة للإقدام على إجراء الانتخابات بأعلى درجات الكفاءة والنزاهة، لنصل كمواطنين إلى صناديق الاقتراع، ونختار من يستحق، بقرار من المواطنين فما سيوضع بصناديق الاقتراع سيخرج منها كما هو، بادئين بذلك مرحلة جديدة تضع الأردن في مراحل أكثر تقدّما بالعمل الانتخابي.
يوم الثلاثاء هو يوم الأردنيين، علينا جميعا أن نسعى لمراكز الاقتراع والاقبال على الانتخابات بكل ما أوتينا من مسؤولية وطنية، وأن ندلي بأصواتنا، التي تعكس قناعاتنا وما نراه مناسبا للمرحلة القادمة، ومن هو الأنسب لتقديم من يلزم من مجالس البلديات والمحافظات خلال المرحلة القادمة، علينا جميعا أن ندرك أن في المشاركة والتي هي حق كفله الدستور، نحن نتقدّم خطوات بالاصلاح، وهذا الجانب بيد المواطن اليوم، فمرحلة التجهيزات والاستعدادات انتهت والنجاح اليوم بيد المواطنين ونسب الاقبال على الاقتراع التي كلما زادت يزيد حجم الانجاز.
لا نبالغ إذا ما قلنا أن الأردن يوم الثلاثاء تحت مجهر الكثيرين، مترقبين كيف سيخرج من هذه الخطوة، وفي مشاركتنا تجديد على أن الأردن قادر، ونجعل من التجربة ناجحة، وقد تفوّقنا على أي تحديات أو عقبات، ونكون قد وضعنا ظروف وتبعات كورونا خلف ظهورنا، وأننا نسير نحو غد مختلف زاخر بالانجاز والتميّز الذي يليق بوطن طالما كان مميزا، وناجحا، وفي القادم هذه الخطوة هي مسؤوليتنا جميعا.
الهيئة المستقلة للانتخاب وضعت أفضل وسائل إجراء الانتخابات لتتم بسهولة ويسر، وتريبات نموذجية للسلامة العامة، كما وأعدت مركزا اعلاميا للاعلان أولا بأول عن كافة تفاصيل العملية الانتخابية والإجابة عن أي استفسارات بشأنها ووضع المواطنين بأدق تفاصيلها، كما ستعمل من خلاله على بث نتائج الفرز عبر شاشات واضحة، لإيمانها بأن الاعلام شريك رئيسي في العملية الانتخابية، فضلا على أنه الوسيلة الحقيقية للتواصل مع المواطنين، مما سيجعل من المعلومة الانتخابية حاضرة على مدار الساعة من خلال وسائل الاعلام المختلفة، والصحفيين والاعلاميين في الميدان الذي لن يغيبوا عنه طوال يوم الثلاثاء وحتى الاعلان عن النتائج، لتبقى الأعين بعد ذلك ترقب حضور المواطنين ومشاركتهم في الانتخاب، بشكل كبير يليق بمرحلة الاصلاح الذي تعيشه البلاد.