زاد الاردن الاخباري -
أكدت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، البعد الحضاري والروحي الذي يستند إليه المشروع الثقافي الأردني، في محاضرة ألقتها بعنوان "الثقافة والهوية الوطنية والعالم الرقمي، إلى أين؟".
وفي المحاضرة التي أدارتها رئيس الرابطة الأردنية اللبنانية سامية منكو، مساء السبت، بحضور الأميرة وجدان الهاشمي والأميرة دانا فراس والسفير اللبناني في الأردن يوسف رجي، أشارت النجار إلى أهمية ارتباط المعرفة بمنظومة قيمية تتصل بالسلوك، بحيث لا تنفصل الممارسة عن التنظير.
وشدّدت على ضرورة استعادة الطاقة الإنسانية والروحية والأخلاقية التي يمتلكها الأردن بوصفه قلب العالم العربي الذي يقع بدوره في قلب العالم، بحيث تشكّل هذه الدوائر عمقاً حقيقياً قائماً على مجموعة مبادئ بُنيت عليها المملكة، وتتمثّل بالعدالة والاعتدال والحداثة من منظور أردني.
وبيّنت وزيرة الثقافة أن لدى الأردن وضعا روحيّا استثنائيا، فانتماؤه العروبي حاضر منذ تأسيس جيشه العربي، وامتداد جذوره إلى الحضارة العربية الإسلامية، وفي الوقت نفسه لا يتخلّى عن قيم التعدد والتنوع، والالتزام بالحاكمية والاستدامة والنزاهة.
وقالت النجار إنه "لم نعد ننظر إلى المشروع الثقافي من منظور شمولي وتكاملي"، مؤكدة أن الثقافة لا يمكن أن تعيش بعزلة عن التربية والتعليم، والرجوع إلى ذلك يتطلب عودة الفلسفة إلى المناهج، وكذلك الموسيقى إلى المدارس، كما لا يمكن فصل الثقافة عن السياحة والتراث المادي وتطوير العلاقة بينهما من أجل تقديم أفضل صورة عن الأردن الذي يعد حامي حدود العالم.
وأوضحت كذلك أنه لا يمكن فصل الثقافة عن وزارة الزراعة لما لها من دور كبير بتعميق قيم الإنتاج والعطاء والحوار والتعاضد، وأن الثقافة تتطور في بلد آمن ومنتج وأخضر، داعية إلى توطيد العلاقة الجادة بينهما من خلال العديد من المشروعات، ودعم النساء المزارعات في الأغوار واللواتي يقدّمن نموذجاً مبتكراً في هذا السياق.
وحول حضور التكنولوجيا في المشروع الثقافي، نبّهت وزيرة الثقافة إلى ضرورة تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، والتشبيك مع جميع القطاعات، من أجل توظيف الرقمنة والذكاء الاصطناعي والابتكار في الصناعات الثقافية، مع الأخذ بعين الاعتبار بتلازم التقنية مع الفلسفة والعلوم الاجتماعية وغيرها من المعارف.
وختمت النجار بالإشارة إلى قضايا التغير المناخي على أجندة المشروع الثقافي الذي يدعم الدراسات البحثية في موضوعات البيئة والمياه والطقس ويربطها بالتطور التكنولوجي كذلك، وأن العمل وفق هذه الرؤية تتحقّق أهدافه بأقلّ الإمكانيات المادية الممكنة من أجل خلق التحول المطلوب.