زاد الاردن الاخباري -
عبّر عراقي من أهالي مدينة الناصرية في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، عن احتجاجه على ارتفاع أسعار الدواء وفحوصات الأطباء بطريقة مبتكرة، إذ جاب شوارع تنتشر فيها العيادات الطبية في مدينته وهو يدعو الأطباء والصيادلة، عبر مُكبّر صوت، إلى مراعاة ظروف المرضى وعدم استغلال معاناتهم، منتقداً عدم محاسبتهم من قبل الجهات المسؤولة.
المواطن، وهو صاحب "توك توك"، يجوب منذ أيام شوارع مدينة الناصرية (مركز المحافظة) ويتوقف عند المجمعات الطبية، وأمام عيادات الأطباء والمختبرات الطبية والصيدليات، وينقل معاناة المرضى وهم لا يستطيعون شراء العلاج بسبب ارتفاع أسعاره، ولا حتى إجراء تحليلات مخبرية.
وعبر مكبر الصوت، عرض المواطن معاناة امرأة طاعنة بالسن، وهي تبكي لعدم قدرتها على الحصول على الدواء، مؤكدا أن المواطنين يتعرضون للسرقة في عيادات الأطباء والصيدليات والمختبرات، في وقت تصمت فيه الجهات المسؤولة عن محاسبتهم.
وأثارت طريقة الاحتجاج مخاوف الأطباء والصيادلة وأصحاب المختبرات، لما فيها من تشهير باستغلال معاناة المواطنين، وتحقيق مكاسب مالية على حسابهم.
الناشط المدني علي الحمداني قال إنّ الجميع يعاني من انفلات أسعار الأدوية وعدم وجود رقابة من الدولة، والمرضى باتوا يبيعون أثاث منازلهم للحصول على العلاج.
وأضاف أن "هذه الطريقة المبتكرة بالتعبير لها صدى واسع في الأوساط الشعبية والطبية، وأنها نقلت معاناة المرضى بشكل واسع جدا، لا سيما أن الكثير من المواطنين يواجهون الموت بسبب عدم القدرة على تحمل تكاليف العلاج وشراء الدواء".
وحمّل وزارة الصحة مسؤولية ذلك، خاصة أنها "لم تتخذ أي إجراءات رادعة بحق من يستغل المرضى لأجل المكاسب المادية".
ولم يصدر عن وزارة الصحة ونقابات الأطباء والصيادلة أي تعليق، رغم أن الحادث لقي تجاوبا واسعا بين العراقيين خلال الساعات الماضية.
وتم تداول مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أثار تعاطفا كبيرا لدى الأهالي، وقال الإعلامي أحمد العبادي في تغريدة له: "الفاسدون فداء لدموعك (في إشارة إلى المرأة التي تبكي بسبب أسعار الدواء).. مع بكاء العجوز التي تشكو غلاء الأسعار، عراقي من الناصرية صاحب ستوتة يتجول في شوارع الأطباء، يطلب من العيادات والمختبرات أن يراعوا الظرف المادي للمرضى، لكن بطريقته الخاصة".
وتعدّ مشكلة أسعار الأدوية وارتفاع كشوفات الأطباء، فضلا عن المختبرات الطبية، من المشاكل التي يعاني منها أغلب العراقيين، الذين لا تسعفهم إمكاناتهم المادية بتوفير الدواء والمستلزمات الطبية الأخرى، في وقت تعاني فيه المستشفيات العراقية من تردّ كبير في الخدمات الطبية ونقص حاد في الأدوية، ويتحمل المراجعون كلفة شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية بمبالغ عالية جدا.
ولم تتخذ وزارة الصحة العراقية، طوال السنوات السابقة، أي خطوات عملية إزاء هذا الملف، فيما يكتفي المسؤولون فيها بالوعود فقط، على الرغم من شكاوى المواطنين.
وسجّلت مستشفيات بغداد والمحافظات، أخيراً، حالات وفاة لعدد من ذوي الأمراض المزمنة بسبب عدم قدرتهم على الحصول على العلاج، وفقا لمصادر طبية أكدت "تسجيل الحالات في أكثر من مستشفى".