زاد الاردن الاخباري -
بقلم : العنود الطلافيح - لا يختلف اثنان في الأردن بان التجربة الحزبية في الأردن لم تنجح ولم تلقى رواجاً بين أفراد الشعب الأردني لعدة عوامل لا يتسع المجال لذكرها، لكننا سنمر على بعضاً منها والتي تعتبر المعيق للاحزاب.
ولعلى من أهم الأسباب هي عقلية الدولة في نظرتها الأحزاب، فأمام العلن تظهر بان أجهزتها تدعم الأحزاب ومنتسبيها، لكنها بالخفاء تحارب من انتسب لأي حزب، بإغلاق كل منافذ التشغيل امامه في سلك الدولة أو الاستفادة من أية برامج تدعمها الحكومة، وفي حين ان تلك الحرب لم تنتهي عند هذة المرحلة فقط، بل تعدي ذلك بحرمان اولاد الشخص الحزبي أو بناته أو اقربائه من الدرجة الأولى من الاستفادة مما ذكر سابقاً .
والسبب الاخر الذي لا يقل أهمية عن الاول، بأن التركيبة المجتمعية للشعب الأردني يصعب معها الانخراط بالاحزاب وبرامجها، فالعشائرية قد تكون ندا وخصماً قويا للأحزاب، فابناء القبائل يرون ان الانضمام إلى تلك الأحزاب يعتبر من المعيبات سابقاً وما يزال، لا بل تداولت في اجتماعاتها المختلفة بالنصح بعدم الانضمام لتلك الأحزاب باعتبارها لا تحمل ولن تحمل حلول اتجاة قضايا يعاني منها المجتمع بشكل مستمر.
واضف إلى ذلك إلى الخلل في تركيبة وآلية عمل تلك الأحزاب التي تخلو من البرامجية، وأيضا شخصية الرجل الواحد في الحزب اذا جاز التعبير، يعتبر سببا مهما في العزوف عن الانضمام لتلك الأحزاب، كما أن عدد الأحزاب كثيرة ولم تجد رواجاً بين منتسبيها الحقيقين، فكيف بمن لم ينتسب لتلك الأحزاب، لانه لا يؤمن بها ولا يجدها المنقذ من الوضع الاقتصادي من خلال رسم السياسات للوصول إلى معالجة الوضع الاقتصادي المؤلم.
كما قلنا سابقا بأن فشل الاحزاب له اسباب كثيرة ومعقدة ومتشابكه، لا يمكن حلها دفعة واحدة لا بل يجب دراسة الحالة الحزبية في الأردن بصورة متأنية وعلمية تستند للواقع ولا تبني أحلاما من نسج الخيال.
ولعلى المفرح بان التعديلات السياسية الأخيرة وعلى رأسها تعديل قانون الأحزاب، قد تكون مساهماً بشكل كبير في البدء في حلحلت تلك الأسباب الكثيرة والكبيرة المعقدة، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سنرى في قادم الأيام عمليات جراحية تسير نحو إزالة التشوهات ومن ضمنها إطفاء بعض تلك الأحزاب واندامجها لنصل إلى الأحزاب البرامجية التي تحمل الرؤيا الواضحة والقوية التي تتناسب وطبيعة المرحلة القادمة التي توصف بأنها الأكثر تعقيداً على المستوى العالمي والاقتصادي.