زاد الاردن الاخباري -
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ 18 لاستشهاد شيخ المقاومة الفلسطينية ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشيخ أحمد ياسين، إثر اغتياله من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر الثاني والعشرين من عام 2004.
ولطالما أكدت حركة حماس تمسكها بنهج الشيخ وإرثه في الجهاد والمقاومة خيارًا إستراتيجيًا حتى انتزاع الحقوق وزوال الاحتلال، مشددة على أن راية الشهداء المخضَّبة بحبّ الأرض والدفاع عن الثوابت والذَّود عن القدس والأقصى لن تسقط، وستتوارث الأجيالُ أمانةَ حملِها والحفاظِ على عهدِها بكلّ ثقة واقتدار، حتّى زوال الاحتلال.
أمانة حملتها حركة حماس وعينها ترنو نحو حرية الأسرى والقدس والأقصى، فخاضت الحركة العديد من المحطات والتي حققت فيها إنجازات مهمة في المجالين السياسي والعسكري، وغدت اليوم بعد ثمانية عشر عاما على استشهاد الشيخ المؤسس أحمد ياسين أكثر قوة وعنفوانا وقربا للتحرير والعودة.
** الانتخابات والحصار
لعل المحطة الأبرز بعد استشهاد الشيخ كان فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006م، لتخوض بذلك تجربة الحكم بعد سنوات من العمل الجهادي المقاوم.
وسارت حماس في إطار رؤيتها التي تجمع بين البناء والمقاومة، فأسر جنود القسام خلال عملية الوهم المتبدد الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ليعلن الاحتلال فرض حصار سياسي واقتصادي على حركة حماس بإغلاق المعابر وتجفيف المنابع، ومنع وزرائها من ممارسة عملهم في الضفة، واعتقال رئيس المجلس التشريعي وعدد من النواب والوزراء.
لم تستسلم حماس لإجراءات المحاصرين لأهلنا في قطاع غزة، فخاضت كل الطرق من أجل كسره، ونجحت من خلال مسيرات العودة التي نظمتها على السلك الزائل شرق قطاع غزة عام 2019، من كسر جزئي للحصار المفروض على القطاع رغم أنف المحاصرين، ونجحت في تقديم كل أشكال الدعم لأهلنا المحاصرين في غزة.
** الحروب على غزة وتعاظم المقاومة
شرعت السلطة بأذرعها في شن عدوان سياسي واقتصادي داخلي، وفي حين واصل المجتمع الدولي محاربته للحركة خارجياً، وسعى الاحتلال إلى تقويض حكم الحركة بعدوان عام 2008م، وثانٍ عام 2012م، وثالث عام 2014م، 2021 ولكن أنّى للعدوان أن يفتّ في عضد حماس.
نجحت حركة حماس ورغم الحصار المطبق على قطاع غزة، تطوير القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية، وتوفير بيئة شعبية حاضنة للمقاومين والفعل الفلسطيني المقاوم، وهو ما تفتقده ساحة الضفة المحتلة.
فأخذت حماس على عاتقها أن تكون درعًا حامية لشعبنا، فسطرت سجلًا حافلًا من العمل المقاوم الذي أساء وجه الاحتلال وقادته، وكان آخره في معركة سيف القدس والتي أثبتت فيه أنها درعًا لشعبنا في كل أمكان وجوده، وأن سلاحها سيف تقطع به يد كل من يحاول المس بشعبنا ومقدساتنا.
** فرض المعادلات
"وها هي المقاومة اليوم تفرض معادلاتها، يحملها ويحميها أبناء شعبنا في غزة والقدس والضفة وال٤٨، ويرفعونها لواءً خفاقًا في المنافي والشتات، ليمضوا في تناسق وتكامل يعملون لفجر جديد"، يقول إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيانه اليوم بذكرى الشيخ المؤسس.
وكسرت حركة حماس خلال عدوان الاحتلال على غزة، قواعد الاشتباك مع الاحتلال، وأرضخته لشروطها، وراكمت حماس قوتها وسابقت الزمن لتعظيم قدراتها، وأدخلت أدوات جديدة في المواجهة.
وانتقلت حماس بالمقاومة إلى مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال، وأعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية ولحقوق شعبنا ولثوابته، وفرضت على الاحتلال معادلات ردع وقواعد اشتباك وخطوطا حمراء لا يمكنه تجاوزها.
** وحدة الأرض الفلسطينية
ورسخت حركة حماس في نهجها وحدة الأرض الفلسطينية وتكاملها، وأثبتت للعدو أنه واهم إن ظن أن بمقدوره الاستفراد بشعبنا في أي مكان، فهي تدافع عن الكل الفلسطيني أينما كان تواجده، فما إن تعرض أهالي القدس للعدوان حتى تحركت للدفاع عنهم ولم تمنعها المسافات من الدفاع عن شعبها، وليس أدل على هذه وحدة الأرض من الإعلان في غزة مؤخرا عن تشكيل الهيئة الوطنية لإسناد الداخل المحتل.
ورفعت ضربات المقاومة في معركة سيف القدس معنويات شعبنا، وأوقدت فيه روح المواجهة، فأصبحت جميع الجبهات مع العدو مستعرة "غزة والضفة والقدس والداخل"، ولم يقوَ الاحتلال على لهيبها، ما شكلت صدمة كبيرة له، فلم يتوقع مواجهة متعددة.
وشكلت المقاومة مصدر إلهام لشعبنا الفلسطيني، ففي الضفة والقدس نفذ عشرات الشبان عمليات بطولية، وفي المدن الفلسطينية المحتلة تصدى الشبان للمستوطنين لينسفوا مخططات أسرلة المجتمع العربي.
** على ذات الطريق
وستظل حماس ثابتة على إرث الشيخ المؤسس، تعرف طريقها، وتمتلك إرادة صلبة، وإيمانًا عميقًا بحتمية النصر الذي بات على مرمى حجر، وتسير بخطى ثابتة نحو تحرير الأسرى والمسرى وكنس الاحتلال من أرضنا، بحسب وكالة شهاب.