عام 1347ميلادي دخلت فئران ناقلة لمرض الطاعون إلى 3 سفن ايطالية كانت ترسو في أحد موانئ الصين، ولما وصلت إلى ميناء (مسينا) الإيطالي نشرت الطاعون في المنطقة ثم في ايطاليا ثم في أوروبا ...وقتلت نصف سكان القارة الأوروبية في ذلك الوقت.
سوء التشخيص هو الذي قتل نصف العالم. كان أحد القساوسة قد أفتى بأن مرض الطاعون ينتشر عن طريق القطط، وتبنت الكنيسة هذا الاقتراح، وشرع الأوروبيون في قتل القطط المنزلية والبرية والضالة لا بل، وكل ما يشبه القطط...حتى كادت تخلو اوروبا من هذا النوع. لكن الطاعون استمر في الإنتشار وحصد الأرواح.
طبعا سينتشر المرض أكثر وأكثر، فقد تم قتل القطط التي تصطاد الفئران والجراذين الصغيرة وتقتلها، وهذا ما أدى الى انتشار الفئران وتوالدها بشكل أكبر، مما جعلها تنشر المرض ليتمدد في أرجاء القارة التي لم تكن عجوزا آنذاك، وكانت تحتاج إلى كل مولود جديد لتنمو. وكان سوء التشخيص هو السبب الأساس في حرمان القارة من نصف سكانها.
كان الجهل هو سيد الموقف، وكان الموقف من العلم عدوانيا، والعلماء الأفذاذ تم تهميشهم أو حرقهم وقتلهم.
لكننا في هذا الزمان، علينا ان نبحث وندقق في التشخيص، لأننا سنبني عليه طريقة العلاج، ولا عذر لنا في الخطأ الذي سيؤدي بنا الى الدمار.
وقد اخطأنا عام 1948 في تقدير قوة العصابات الصهيونية في فلسطين، ودخلنا عليهم لكأننا في نزهة عشوائية للقنص، وكان أن انهزمت الجيوش العربية بأكملها أمام عصابات منظمة.
كررنا الخطأ عام 1967 وهزمت جيوشنا مرة أخرى نظرا لسوء التقدير والتشخيص، وخسرنا ما تبقى من فلسطين إضافة الى قطاع غزة وسيناء والجولان والجنوب اللبناني.
المشكلة اننا منذ ذلك الوقت، ونحن نراكم الأخطاء فوق الأخطاء، ونعالج الخطا بأخطاء أكبر، تجعلنا نتمنى العودة لمرحلة الخطأ السابق.
ببساطة. أوروبا تطورت وتعلمت من أخطائها.
وتلولحي يا دالية