جاءت نتائج الانتخابات مجالس البلدية ومجالس المحافظات ومجلس أمانة عمان من حيث مشاركة الشباب متدنية، وقد انعكس ذلك مبكرا بنسبة ترشحهم ثم بنسبة اقبالهم على الاقتراع، وهي مشاركة خجولة وتأثرت كما قال رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب د. خالد الكلالدة بحركة الشباب عالميا وموقفها من التغيير في مجتمعاتها، ومتأثرة ايضا بظروفهم وبخاصة في البطالة التي تخيّم عليهم، ونتائج جائحة كورونا التي عمقت الأزمة.
يسجل في الانتخابات التي جرت أول أمس نجاح الهيئة المستقلة في بلوغها مراتب متقدمة في الفكر الإداري الانتخابي وحسن التصرف، والسعي لمزيد من الضبط وبناء ثقافة انتخابية، وقد استغرق هذا الأمر نحو ثماني سنوات من عمل دؤوب وجهد ومثابرة واكتساب الخبرات وتكوبن تجربة وطنية بعقول اردنية.
بالعودة للشباب يشير تقريره مركز راصد الأولي حول مجريات عملية الاقتراع الى نجاح 75 رئيس بلدية لأول مرة في الأردن و 15رئيساً من الدورة الماضية عادوا إلى مواقعهم كما أن 10 حزبيين حصلوا على منصب رئيس البلدية وهي مؤشر مزعج على تدني الايمان بمرشحي الأحزاب، وهو امر يطرح سؤالاً عن مصير مرشحي الاحزاب في أي انتخابات مقبلة.
أما معدل الأعمار فهو 52 عاماً لرؤساء البلديات في الأردن الذين حالفهم الحظ، بمعنى أنه فوق سن الشباب، وهو امر مخيب للآمال يؤكد ذلك أن 30 عاماً هو سن أصغر رئيس بلدية والأكبر 70 عاماً.
أما على صعيد الفئات العمرية لرؤساء المجالس البلدية، فقد أشار تقرير راصد إلى أن عدد الرؤساء ضمن الفئة العمرية من 30 – 39 إلى 8 رؤساء، و27 رئيساً ضمن الفئة العمرية 40 – 49، فيما بلغ عدد الرؤساء ضمن الفئة العمرية 50 – 59 عاماً 43 رئيساً، بينما كان عدد الرؤساء الأكبر من 60 عاماً 22 رئيساً.
صحيح أن نسبة الاقتراع كانت مبشرة، لكنها بخصوص كتلة الشباب من سنة 18 إلى 35 قليلة، وهي مقلقة، وتؤكد التوقعات التي رصدت قبل الانتخابات، وهو ما يعني أنه يجب التفكير برؤية جديدة لحثّ الشباب على المشاركة. وللأسف لا يبدو أن الجهات المعنية بالشباب فعلت ما يجب فعله لدفع الكتلة الأهم للمشاركة.