زاد الاردن الاخباري -
تفقّد الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تعهّد مراراً بالدفاع عن "كل شبر" من أراضي دول حلف شمال الأطلسي، الجمعة، عسكريين أميركيين متمركزين في بولندا، على مقربة من الحدود الأوكرانية.
وبعدما حطّت طائرته في مدينة جيشوف التي تبعد حوالي 80 كلم عن الحدود مع أوكرانيا، بدأ بايدن زيارة تستمر يومين بلقاء عسكريي الفرقة 82 المجوقلة في الجيش الأميركي.
وكانت هذه الفرقة الأخيرة التي غادرت أفغانستان في الصيف الماضي، وهي ضمن القوات المنتشرة في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي لتعزيز حضور القوات الأميركية في إطار مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومازح "القائد الأعلى" للقوات المسلّحة الأميركية التي عزّزت انتشارها في شرق أوروبا، ومن بينها قوة قوامها 10500 جندي منتشرين في بولندا، العسكريين الذين كانوا يقصّون شعورهم.
بعدها جلس الرئيس الأميركي وسط الجنود في قاعة الطعام وتناول قطعة "بيتزا". وشكر بايدن الجنود مراراً وصافحهم مبتسماً والتقط معهم صور "سيلفي".
وقال بايدن في كلمة مقتضبة "أنتم وسط معركة بين الأنظمة الديمقراطية والاستبدادية"، وتابع "ما تفعلونه مهم جداً، حقاً مهم".
ونوّه بايدن بشجاعة الشعب الأوكراني، قائلاً إنها تذكّره بأحداث تيانانمن في الصين، مكرراً وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب".
وحيّا الرئيس الأميركي "شجاعة" الشعب الأوكراني و"صموده". وقال "مشاهدة امرأة ثلاثينية تقف بوجه دبابة حاملة بندقية" تعيد إلى الأذهان الأحداث التي شهدتها ساحة تيانانمن في الصين، في إشارة إلى تظاهرات شهدتها بكين في العام 1989 قمعتها السلطات الصينية بعنف.
واعتبر بايدن أنّ وقوف الشعب الأوكراني بوجه الغزو الروسي "هو ساحة تيانانمن" على نطاق مضاعف.
وللمرة الثانية وصف الرئيس الأميركي نظيره الروسي بأنه "مجرم حرب".
وخلال اجتماع مع نظيره البولندي أندري دودا للبحث في الأوضاع الإنسانية، قال الرئيس الأميركي "أهم ما يمكننا القيام به (...) هو الحفاظ على وحدة صف الأنظمة الديمقراطية عبر تصميمنا والجهود التي نبذلها من أجل تقليص حجم الدمار الذي يسببه رجل، هو بكل صراحة مجرم حرب"، معرباً عن اعتقاده بأنّ هذا التوصيف ينطبق على بوتين أيضاً من الناحية القانونية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أعلن أنّ الإدارة الأميركية خلصت في 23 مارس/آذار بشكل رسمي إلى أن "عناصر في القوات الروسية ارتكبوا جرائم حرب في أوكرانيا".
وبحسب البيت الأبيض يسعى الرئيس الأميركي من زيارته هذه إلى تأكيد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن بلدان حلف شمال الأطلسي، وهو ما اعتبره بايدن مراراً واجباً "مقدّساً".
وكان من المفترض أن يستقبل دودا نظيره الأميركي في المطار، لكن ذلك لم يحصل بسبب مشاكل واجهت طائرته.
والسبت سيجري الرئيس الأميركي اجتماعات في وارسو مع مسؤولين بولنديين كما سيتفقد مركزاً لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين. كما يختتم بايدن، السبت، زيارته التي يأتي توقيتها بعد مرور شهر على الغزو الروسي لأوكرانيا. وأعلنت الرئاسة الأميركية أنه سيلقي في ختام زيارته خطاباً مهماً.
وتأتي زيارة بولندا غداة يوم حافل بالقمم شهدته بروكسل التي استضافت اجتماعات للحلف الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، قال بعدها بايدن إن حلف شمال الأطلسي أصبح بعد الغزو الروسي لأوكرانيا "موحّداً أكثر من أي وقت مضى".