من العقبة بدت الخريطة العربية مختلفة، بشكل يدعو لتأكيد أهمية اللقاءات التي جرت فيها خلال الساعات الماضية، فقد حضرت الدول العربية في لقاءات «العقبة» بتركيبة سياسية واقتصادية غاية في الأهمية، وكانت فرصة حقيقية لأن تعود الدول العربية لتعمل يدا واحدة وتتسيّد قضاياها البحث المشترك وعلى أعلى المستويات بصيغ حتما سيكون لها نتائج ايجابية على المنطقة.
جلالة الملك استضاف في العقبة أمس الأول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في لقاء أخوي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وسمو الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في وزارة شؤون الرئاسة في دولة الإمارات، ورغم ما حمله اللقاء من طابع أخوي إلاّ أنه تضمن عمقا كبيرا في الكثير من التفاصيل، اضافة لكونه شكّل صورة عربية هامة تعكس عمق العلاقات الأردنية مع الأشقاء العرب، وأنه من العقبة انطلقت صورة مثالية للعلاقات العربية العربية.
لقاء، يمكن القول إنه قمّة عربية هامة تم خلالها البحث في العلاقات الثنائية بين دول عربية تشكّل ثقلا كبيرا اقليميا ودوليا، لقاء شكّل علامة فارقة في تفاصيل المرحلة سياسيا واقتصاديا وثنائيا بين الدول العربية، ووفقا للكثير من وسائل اعلام عربية ودولية بأن اللقاء شكّل قمّة وضعت الكثير من قضايا المرحلة موضعا مختلفا لجهة البحث الايجابي والنتائج العملية على كافة الأصعدة، والتي احتاج العالم حسما بشأنها.
وتبع لقاءات الملك، مشاركة جلالته في جولة جديدة من مبادرة «اجتماعات العقبة»، التي تعقد للمرة الخامسة حول شرق أفريقيا، والتي شارك بها رؤساء دول رواندا، والكونغو الديمقراطية، وموزمبيق، ورئيس وزراء تنزانيا، وممثلون عن مؤسسات أمنية وعسكرية من دول أفريقية وأوروبية وشرق آسيوية، والولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا اللاتينية، إضافة إلى ممثلين عن منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب، لتضيف هذه الجولة للقاءات العقبة أهمية أخرى تجعلها منعطفا سياسيا هاما لقضايا العالم بأسره، وتشكّل حالة سياسية واقتصادية وأمنية هامة وتحمل الكثير من المتغيرات الايجابية للعالم، في ظل ما بحثته الجولة من آليات مواصلة التنسيق والتشاور حول التصدي للتهديدات المستجدة للإرهاب والتطرف، ضمن نهج شمولي، يشمل الأبعاد العسكرية والأمنية والفكرية.
كما التقى جلالته في اجتماعات منفصلة رئيس رواندا بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، ورئيس موزمبيق فيليب نيوسي، لتضاف هذه اللقاءات إلى مجموعة اللقاءات التي أجراها جلالته في العقبة، وتضيف مضامينها أهمية مضافة لمجموع اللقاءات التي شكّلت عمليا حالة خاصة احتضنتها العقبة بقيادة جلالة الملك نحو واقع يعيشه العالم يتسم بالكثير من الإجراءات الصحيّة والنموذجية بشأن الكثير من قضايا المرحلة تحديدا الخاصة بالشؤون السياسية والاقتصادية ومحاربة التطرف والارهاب.
من العقبة، فتحت طاقة نور بالكثير من الايجابيات لمختلف قضايا المرحلة، وأطلقت رسائل هامة جدا، في تشخيص واقع وتقديم حلول، وأخرجت ملفات كثيرة من عزلة البحث عن حلول، فقد توحّدت الكلمة العربية والدولية لصالح قضايا ملحّة جعلت من القادم أفضل وبإجراءات ملموسة وعملية، فقد خرجت من العقبة رسائل أقل ما توصف به أنها هامة وثريّة ونموذجية.