زاد الاردن الاخباري -
تنامت ظاهرة البحث عن الدفائن بشكل لافت خلال السنتين الماضيتين، وسط تردي الواقع المعيشي وزيادة أرقام البطالة في صفوف شبان يسعون إلى إيجاد حلول لهذا الواقع حتى ولو كان بعيدا عن المنطق.
وفيما كانت الظاهرة مقتصرة على من يطلقون على أنفسهم “متخصصين” في البحث، إلا أن الدائرة اتسعت لدرجة ضمت شبابا لا خبرة لهم بآليات البحث، مستعينين بمعلومات متداولة على محركات البحث وأدى انجرارهم لهذه الأعمال إلى وقوع حوادث شنيعة ووفيات وإصابات جراء الحفر بمناطق وعرة وتنطوي على خطورة.
ويتداول بشكل مستمر معلومات حول ثراء غير طبيعي لبعض الأشخاص اهتموا بقضية الدفائن والعثور على الذهب، وأعمال الحفر التي طالت مساجد قديمة وقبورا ومغرا وأماكن أثرية منتشرة في أرجاء المحافظة.
وحسب مهتمين فإن بحثهم عن الدفائن يأتي من باب الأمل في تحسين ظروفهم الاقتصادية الصعبة، التي يعيشونها نتيجة غياب فرص عمل تؤمن مصدر دخل لهم ولأسرهم.
وقال أحد الأشخاص خريج أحد الجامعات في الأردن منذ أكثر من 5 سنوات إنه لم يُوفق في تحصيل أي فرصة عمل بالرغم من بحثه المستمر عن وظيفة داخل الأردن وخارجها من أجل تأمين مستقبله.
وأشار إلى أنه تعرف على مجموعة من الأشخاص متعطلين عن العمل ويقوم بشكل دوري في ساعات متأخرة من الليل بالذهاب إلى مناطق يتم توصيفها لهم من أجل البحث عن دفائن ذهبية، إلا أنه ولغاية الآن لم يتوفق في العثور على قطعة واحدة.
ولفت إلى أنه أمضى أكثر من سنة بالبحث عن دفائن في مناطق مختلفة في إربد، بالحفر داخل الأرض والكهوف، مشيرا إلى أنه يمضي عدة ساعات بالحفر إلا أن الحظ لم يحالفه لغاية الآن.
وقال المواطن محمد سعيد إنه اضطر للبحث عن الدفائن خلال الآونة الأخيرة بعد أن فقد وظيفته في القطاع الخاص بسبب جائحة كورونا، مؤكدا أنه متزوج ولديه أسرة مكونة من 3 أفراد ولغاية الآن لم يتمكن من الحصول على أي وظيفة جديدة.
وبين أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تدفع بالشباب المتعطلين عن العمل بالبحث عن دفائن معرضين أنفسهم للخطر في ظل بحثهم عن الدفائن في ساعات متأخرة من الليل بعيدا عن أعين الجهات المعنية والمواطنين.
وقال آخر إنه خلال جائحة كورونا وأيام الحظر كان يذهب برفقة أصدقائه الى العديد من المواقع التي تم رصدها بواسطة جهاز خاص بالكشف عن الذهب وتستمر عمليات البحث لساعات الفجر الأولى.
وأكد أنهم عثروا على أساور قديمة وقطع ذهب محدودة جدا لا تعادل الجهد الذي أمضوه بالبحث والحفر لأيام، مؤكدا أنهم في بعض المواقع قاموا بالحفر لمسافة 5 أمتار تحت الأرض ولم يعثروا على أي شيء.
ولفت إلى أن هناك بعض الأشخاص يقومون برصد المواقع التي يمكن ان يكون فيها دفائن ذهبية بطريقة تقليدية، اضافة الى أن أعمال الحفر طالت المقابر والمساجد القديمة التي يعتقد بوجود دفائن ذهبية فيها.
من جانبه، يقول مدير آثار اربد زياد موسى غنيمات إن دائرة الآثار العامة توفر الحماية لجميع المواقع الأثرية المستملكة باسم الدائرة من خلال توفير الحراسة على مدار الساعة لهذه المواقع وهذه المواقع لا يستطيع أي شخص القيام بأعمال البحث والحفر فيها.
واضاف غنيمات انه اضافة الى الحراسة التي توفرها دائرة الآثار العامة هناك حراسة من قبل الأجهزة الأمنية والتبليغات التي تصلها في حال عمليات البحث عن الدفائن الذهبية وخصوصا للمواقع الاثرية غير المستملكة والتي لا تتوفر عليها الحراسة.
أشار إلى أن الأحلام التي تراود الاشخاص الباحثين عن الذهب والقطع الأثرية وهم، ولم يتم العثور على صناديق الذهب التي يدعي البعض العثور عليها، مؤكدا أن دائرة الآثار العامة تقوم باستمرار بالكشف عن المواقع الأثرية والتنقيب عنها ولم تعثر يوما على دفائن ذهبية.
ولفت الى ان الأجهزة الأمنية ضبطت عددا من الأشخاص بحوزتهم قطع أثرية وتم استدعاء موظفين من دائرة الآثار لكتابة الضبط وتحويل الاشخاص الى القضاء بعد ان يتم مصادرة ما بحوزتهم من قطع أثرية.
وعقوبة التنقيب عن الآثار دون الحصول على رخصة قانونية، هي الحبس لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات، إضافة لتغريم مرتكبيها بمبلغ لا يقل عن 3 آلاف دينار، ويسري ذلك على كل من تاجر بالآثار أو ساعد أو شارك أو تدخل أو حرض على ذلك.
أحمد التميمي - الغد