زاد الاردن الاخباري -
وجدت مشاركة وزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب في "قمة النقب"، المنعقدة أمس الإثنين، بحضور نظيريهما لدى حكومتي الاحتلال والولايات المتحدة، انتقادات شعبية وحزبية عربية واسعة.
وشهدت تداعيات اللقاء العديد من التحليلات التي ناقشت غياب وزيري خارجية الأردن والسلطة الفلسطينية عنه، كون حكومتيهما في مقدمة الموقعين على اتفاقيات تسوية مع "إسرائيل"، عقب توقيع مصر اتفاقا للسلام عام 1979.
وفيما انطلق اجتماع النقب، التقى العاهل الأردني عبدالله الثاني برئيس السلطة محمود عباس، في رام الله وسط الضفة، في زيارة تعد السادسة من نوعها إلى هناك، حيث كانت آخر زيارة له عام 2017.
المشاركة لا تهم الأردن
وقال رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق جواد العناني، إن "من أهم أسباب تغيب الأردن عن لقاء النقب، أن الملك عبدالله مرتبط بزيارة الرئيس عباس، لبحث العديد من القضايا والملفات، ويرافقه وزير الخارجية أيمن الصفدي، وهذا من حيث البروتوكول ".
وأضاف العناني أن "المشاركة باجتماع النقب لا تهم الأردن كثيرًا، لأن المجتمعين سيتحدثون عن إيران، وخطر استخدامها الأسلحة النووية، والمملكة تأخذ دور الحياد في هذا الموضوع، وتعتبره شأنا خليجيا ومغربيا ومصريا".
وتابع أن "الأردن سياسيا، تركيزه واهتمامه في الفترة الحالية منصب على الشعب الفلسطيني، ولا يريد أن يحسب لقاء النقب على نفسه تحت أي بند، أو أن يقدم انتصارا لإسرائيل بالحضور غير المجدي على الإطلاق" بحسب تقديره.
وأشار العناني، الذي شغل أيضا منصب وزير الإعلام، إلى أن "هناك العديد من وسائل التواصل والتحدث مع إسرائيل، إن أراد الأردن ذلك، ولكن ليس بهذا الوقت، ولا بهذا الظرف، ونحن لا يشغلنا كيف نحمي إسرائيل من شر السلاح النووي الإيراني، والمهم عندنا القضية الفلسطينية، ووضعنا مختلف تجاهها عن باقي الدول".
ورأى العناني أن "الأردن أهم من أن يترك أو يهمل أو ألّا يُدعى للقاء، ولا علاقة لموقفه السياسي بعدم الحضور من الموقف الشعبي، فقد حضر اجتماع شرم الشيخ، ولم يحضر في تل أبيب" على حد قوله.
لا حاجة لمزيد من اللقاءات
من جهته، قال المحلل السياسي الأردني حازم عياد، إن "رمزية مكان اللقاء الذي اختارته دولة الاحتلال في مستوطنة جرت على أرضها مجزرة لفلسطينيين، وتضمن أجندة اللقاء زيارة قبر (ديفيد) بن غوريون (أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال)، من العوامل المحرجة للأردن".
وأضاف عياد أن "من الممكن أن يصدر عن إسرائيل خلال اللقاء تصريحات أو مواقف سياسية قد لا تنسجم مع المواقف الأردنية فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية والتسوية السياسية، أو بملف العلاقة مع إيران، أو ملفات أخرى مرتبطة بالإقليم، والأردن بغنى عن التورط بمواقف سياسية تجاهها".
وأوضح أن "الأردن يريد أن يكون أكثر تركيزًا على الملف الفلسطيني من الملفات الأخرى الإقليمية أو الدولية".
وأشار إلى أن "الأردن عقد لقاءات سابقة في مدينة العقبة، ضمت عددا من وزراء الخارجية للدول العربية، وعقد وزير الخارجية الأردني لقاءً مع وزير الخارجية الإسرائيلي في وقت سابق، ولا يوجد حاجة لمزيد من اللقاءات".
ورأى عياد، أن "اللقاء في النقب عبارة عن لقاء احتفالي بالتطبيع، يريد من خلاله بينت إظهار نجاحه في العمل السياسي، وبتحقيق فروقات في الإقليم من غير أن يقدم تنازلات في ملف القدس، أو الملفات المتعلقة بالتراجع عن الاستيطان والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى".
يشار إلى أن مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، ترتبط مع "إسرائيل" باتفاقيات تسوية منذ سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، بينما وقّعت الإمارات والبحرين والمغرب عام 2020 اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع "تل أبيب" برعاية أمريكية، وتبعتهم السودان عام 2021.
قدس برس