زاد الاردن الاخباري -
تنتشر ظاهرة نبش النفايات في الشوارع السورية، بهدف جمع المواد القابلة للبيع أو للاستخدام كوقود للتدفئة.
ويقتصر هذا العمل على الفقراء من الأطفال والنساء، بينما ينفرد الرجال بالمهن الصعبة التي تتطلب جهدا عضليا كبيرا.
وتقول منظمة اليونيسف إن نسبة الأطفال المحتاجين للمساعدات الإنسانية بلغت 90% عام 2021 بزيادة قدرها 20% عن العام الذي سبقه.
ويقول الطفل شادي لـ“إرم نيوز“: ”أساعد أبي في مصروف المنزل عبر جمع ألواح الكرتون المستعمل وبيعها لتجار مختصين“.
ورغم الأسعار الزهيدة لهذه المواد، إلا أن ”البحصة تسند جرّة“ يقول شادي.
وفي عام 2018 بلغت نسبة الأطفال دون 15 عاما 33.2% من عدد السكان، ووصلت نسبة النساء من عمر ”20 – 44“ إلى 36.4%، تبعا لأرقام المكتب المركزي للإحصاء في سورية.
وتظهر النساء وهنّ يغطين وجوههن أثناء نبش حاويات النفايات الضخمة، وتقول إحداهن: ”العمل ليس عيباً، فنحن نعيش من تعبنا وأحياناً نحصل على مردود يفوق ما يقبضه زوجي في أعمال البناء“.
ويقول الطفل محمد ”15 عاماً“: ”أخرج مع إخوتي الصغار كل يوم صباحاً لنجمع علب النايلون والقوارير الفارغة، ثم نبيعها آخر النهار إذا كانت الكمية جيدة“.
ويفضل البعض من أولئك النساء والأطفال، جمع مواد محددة تبعاً لامكانية تصريفها وأسعارها في السوق.
وتقول أم نوري: ”لا نزاول هذا العمل إلا في الشتاء من أجل تجميع المواد القابلة للاحتراق فقط من أجل التدفئة“.
وتقوم الأمهات والأبناء بنقل ”الشوالات“ المعبأة من الحاويات، إلى مكان مخصص للتجميع آخر النهار، ثم يرسل التاجر شاحنة تنقل الأكياس إلى المستودعات.
ويقول السائق أبو منذر: ”الكرتون يعيدون تصنيعه في معمل الورق، أما النايلون فيذهب للصهر وإعادة الانتاج بأشكال مختلفة حسب الحاجة“.
ويفضل البعض جمع أكياس الخبز اليابس التي يلقيها الناس بجانب الحاويات، حيث تستخدم علفاً للحيوانات.
ويقول الطفل رامز: ”الخبز اليابس أنظف من بقية المواد، فالناس يضعونه قرب الحاوية ولا يخلطونه بالزبالة. لكن كميات الخبز اليابس تبقى أقل من البلاستيك والكرتون“.
ويحلم الكثير من العاملين في هذه المهنة، بالعثور على شيء ثمين أثناء العمل، وتقول أم نوري: ”أدعو إلى الله دائماً أن أجد قطعة ذهب يمكن أن تفك ضائقتنا المادية“.