في نواب لا يعرفهم الاردنيون .. نواب صامتون ، ونواب لا يتحدثون ، ونواب مر عامان ، وهم جالسون تحت القبة لم ينطقوا حرفا واحدا ، ولا قدموا سؤالا او وقعوا على مذكرة او استجاوب نيابي للحكومة .
و لا اريد ان اذكر اسماء واعادة توجيه سؤال للاردنيين هل تعرفوهم ، وهل سمتعوا صوتهم ؟ ولو صغرنا السؤال ايضا في حدود محافظة النائب ، تتفاجأ ان كثيرا من المواطنين لا يعرفونهم ، وان عدنا الى نتائج الانتخابات فانه حصل على نتيجة انتخابية متقدمة وحصد عشرات الاف من الاصوات .
و شخصيا ، بقدر ما اتابع من اخبار وغيرها بحكم مهنتي تفاجات ان هناك نائبا «اسمه فلان» ، واعتذر عن ذكر اسمه لاسباب فنية خالصة .. وقس ذلك على الاف من المواطنين ، ومن باب التحري والمصداقية ، توجهت بالسؤال لاصدقاء هل «فلان « صار نائبا ، والاجابات كانت صادمة بلا ، وانهم لا يعرفونه .
نواب غير معروفين .. ولو على القليل ان النائب نطق مرة واحدة ، لنتاكد ان صوته سليم وان مخارج حروفه سوية ، وانه يعرف التكلم ، وان صوته رخيم او ناعم او غليظ او خشن .
و هل من المعقول ان نائبا يدخل الدورة البرلمانية ويخرج منها دون ان ينطق حرفا واحدا ودون ان يعرفه الناس ولو على الاقل اقاربه وجيرانه واهله وجماعته وسكان محافظته ؟
كيف يعرف المواطنون النواب ؟ واين يبحثون عنهم ؟ اسئلة لا اجد لها اجابات ، وصراحة لو ان الزملاء في مراكز الدراسات واستطلاعات الراي العام يوجهون سؤالا للمواطنين كم نائبا تعرف وذكر اسمائهم ؟
استفتاء شعبي على مجلس النواب ، وان كان الجواب نعم ، واني اعرف النائب الفلاني ، فكيف عرفته ؟ وكما تعلمون هناك نواب عرفوا بسبب هوشات وصوت عال تحت القبة .
و ماذا تفعل مع هؤلاء النواب « نواب الصمت « ، وغدا سوف يزاحمون بالترشح ، ويفوزون باصوات جنونية ويحصدون اعلى النتائج بالانتخابات ؟ ولا تعرف متى يظهرون ويختفون في مواسم الانتخابات ، ويشتغلون على كبسة زر وريموت كنترول ، وكاشباح ليلة خريفية باردة ، يقرعون مراقد النوم ، وينزعون دفء المكان ، ويجلبون اخبار الشر والشياطين ، ويفسدون على الناس متعة النوم .