زاد الاردن الاخباري -
أوضح تحليل نشرته صحيفة وول ستريت جورنل أن روسيا غيرت استراتيجيتها خلال هذا الأسبوع، إذ لم تعد تمتلك القوة التي تحتاجها لمتابعة الهجمات على جبهات متعددة، وهو ما دفعها للانسحاب من مراكزها قرب كييف ومدن أخرى في شمال أوكرانيا.
وهدف روسيا الراهن، بحسب التحليل، هو التركيز على شرقي أوكرانيا، وتحديدا منطقة دونباس، ما يمهد "الطريق لحرب استنزاف ممتدة".
واستبعد التحليل أن تسفر محادثات السلام عن اتفاق في أي وقت قريب، فكلا الجانبين يعتقدان أنهما قادران على تحقيق الانتصار، وهذا ما يمكن رؤيته من خلال الهجمات الأوكرانية المضادة وإعادة تموضع القوات الروسية باتجاه دونباس.
وقال وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندري زاغورودنيوك، الذي يقدم المشورة للحكومة الأوكرانية، إن "الاستراتيجية العسكرية والسياسية لروسيا لم تتغير، فهي تريد القضاء على أوكرانيا" ولكن "قدراتهم لم تعد تتناسب مع رؤيتهم الاستراتيجية".
ووصف التحليل ما يحدث في أوكرانيا بأنه "وصفة لصراع طويل الأمد"، وترتفع المخاطر التي تلوح في الأفق، مع قيام الجانبين بحشد القوات والأموال والأسلحة والإمدادات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن التحول إلى حرب تقليدية طويلة يزيد الحاجة إلى شحنات الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدفعية.
ولم يستبعد التحليل إمكانية تحقيق موسكو نجاحات عسكرية في دونباس، حيث ستممكن من تركيز قواتها على جبهة أصغر، ما يعني أنها ستقصر من خطوط الإمدادات وستكون عمليات الدعم الجوي أفضل، ناهيك عن إمكانية محاصرة الوحدات الأوكرانية المتمركزة هناك.
ويتعامل المسؤولون الأوكرانيون مع التصريحات الروسية بحذر، ولكن بالفعل بدأت قوات أوكرانية باستعادة عشرات القرى شمالي البلاد، فيما بدأت قوافل مدرعات روسية تغادر المناطق القريبة من كييف وتشرنيهيف.
وتقدر واشنطن أن 10 آلاف جندي روسي لقوا حتفهم من بين 190 ألف جندي يشاركون في المعارك في أوكرانيا، ناهيك عن فقدان القوات الروسية عشرات المركبات العسكرية، بحسب التحليل.
واتهمت روسيا أوكرانيا، الجمعة بشن ضربة بواسطة مروحيتين على أراضيها، وهددت بالتشدد في المفاوضات، في حين أُرجئت مرة جديدة محاولة إجلاء مدنيين من ماريوبول بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحسب تقرير بثته وكالة فرانس برس.
وأتت هذه الضربة التي ستكون الأولى لسلاح الجو الأوكراني داخل أراضي روسيا في حال تأكدت، في حين أكدت روسيا مرات عدة أنها تسيطر بشكل كامل على أجواء أوكرانيا وقد أعادت تأكيد ذلك الجمعة.
وفي كييف، رفضت الحكومة الأوكرانية تأكيد الضربة، لكنها لم تنفها رسميا. وأصر مستشار رئاسي على التأكيد أن الجيش الأوكراني يقاتل ضمن الأراضي الأوكرانية وتحدث عن تخريب.
وقال المستشار أليكسي أريستوفيتش في مقطع فيديو نشره على تويتر، "ربما دخن شخص حيث لا يجب ... ربما أمر آخر، ربما عسكريون روس خربوا تنفيذ الأوامر بالوسائل المتاحة".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في وقت سابق الجمعة إنه "عاجز عن تأكيد أو نفي ضلوع أوكرانيا لأنه لا يملك كل المعلومات العسكرية".
وبعد أكثر من شهر على بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لا تزال مدينة ماريوبول الجنوبية المطلة على بحر آزوف محاصرة وتحت القصف المتواصل. وقتل ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص، فيما لا يزال نحو 160 ألف مدني عالقين فيها وفق مصادر أوكرانية.
ومنذ اندلاع الحرب قبل خمسة أسابيع، فر 4.1 ملايين شخص من أوكرانيا، يضاف إليهم نحو 6.5 ملايين نازح تقريبا، بحسب الأمم المتحدة. وتشكل النساء والأطفال نحو 90 في المئة من الذين فروا من أوكرانيا.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" عن تضرر ما لا يقل عن 53 موقعا ثقافيا في أوكرانيا منذ بدء الغزو.