زاد الاردن الاخباري -
عاشت منطقة شرق المتوسط وبلاد الشام بما فيها المملكة منذ بداية المربعانية وحتى اواخر شهر آذار، أجواء شتوية باردة الى شديدة البرودة، تخللها العديد من الايام الماطرة مع تكرار تساقط الزخات الثلجية كانت احداها على شكل ثلجة شامله مع نهاية كانون ثاني بحمد الله.
ولكن مع اقترابنا من شهر نيسان، تحولت الاجواء على نحو متسارع وارتفعت درجات الحرارة بحيث وصلت مستويات ثلاثينية في مناطق مختلفة شملت أحياء من العاصمة عمان، فما هو السر بتلك التغيرات السريعة؟.
تعرف على الانماط الجوية التي سادت في فصل الشتاء هذا العام
سيطرت منطقة من الضغط الجوي المنخفضة في اجزاء من جزيرة جرينلاند وشمال شرق اوروبا وغرب روسيا، في حين سادت مرتفعات جوية شبه دائمه على مناطق واسعة من وسط البحر المتوسط وصولا لأنحاء واسعة من جنوب ووسط وغرب القارة الأوروبية ، بحسب طقس العرب.
وقد أدى ذلك الى اندفاع متواصل للهواء البارد نحو شرق البحر الابيض المتوسط، وتشكلت المنخفضات الجوية (بحدة متفاوتة) منذ اواخر كانون أول 2021، وحتى اواخر أذار 2022.
ما سبب التحول المفاجئ ونهاية فصل الشتاء على هذا النحو؟
يعود السبب الرئيسي الاول بعد مشيئة الله، ارتفاع قيم الضغط الجوي في القطب الشمالي وشمال المحيط الاطلسي، الامر الذي عمل ازاحة طريق الكتل الهوائية الباردة وغير من دفة الاندفاع من شرق القارة الأوروبية وبلاد الشام، الى مناطق الضغط، أي وسط وجنوب القارة الأوروبية ووسط البحر الابيض المتوسط،
ونتج عن ذلك الامر، بناء منطقة من الضغط الجوي في طبقات الجو كافة (المرتفع الجوي شبه المداري) وامتداد عبر افريقيا وصحاري شبه الجزيرة العربية، نحو بلاد الشام بما فيها المملكة.
الظروف المناخية العامة المسيطرة على الغلاف الجوي والمحيطات حول العالم
وهناك أسباب غير مباشرة سادت في المحيطات الكبرى والغلاف الجوي، منها ظاهرة اللانينا السائدة منذ خريف 2021 حتى زمن اعداد هذا التقرير، حيث تؤثر بنسب متفاوتة وعلى نحو غير مباشر على الأحوال الجوية حول العالم، اذ تلعب دورا في توزيع الامطار خاصة في المناطق الاستوائية وشبه المدارية، كما تؤثر على موسم الاعاصير في المحيط الاطلسي والهادي على حد سواء، وترتبط طردا مع درجات حرارة سطح المياه في بحر العرب وشمال المحيط الهندي.
كما استمرت درجات الحرارة السطحية لشمال المحيط الاطلسي أعلى من المعدلات العامة، وتلعب هذه دورا غير مباشرا ايضا في توزيع الامطار في الوطن العربي على المدى البعيد، تتأثر بلاد الشام سلبا من ذلك.
وتلعب هذه الظواهر المناخية دورا في سلبيا (على أداء الموسم كاملا) في العادة وذلك للمشرق العربي بما في ذلك الاردن، حيث تسود فترات طويلة من انقطاع الامطار يتخللها فترة أقصر (باردة وممطره). كما حدث في بعض الاعوام الماضية المشابهة لتلك السنه.
تعرف على الاداء المطري في المملكة حتى الان
وعلى الرغم من الاداء الممتاز لموسم الامطار في المناطق الوسطى هذا العام، الا أن العديد من المناطق الاخرى من شمال وشرق وجنوب المملكة، لم تحقق المعدل السنوي العام، واداء الموسم لتاريخه ما زال أقل/أضعف من المعتاد. ويعود ذلك للعديد من الاسباب، منها جفاف فصل الخريف المنصرم، وعدم استفادة المناطق الشمالية بشكل مثالي من المنخفضات الجوية الباردة، كما كان لقلة عدد حالات عدم الاستقرار الجوي وعدم استجابة منخفض البحر الاحمر بالشكل الجيد، دورا سلبيا في ضعف الامطار في عموم مناطق البادية وجنوب المملكة.
نظرة عامة على الفترة القادمة
تشير الخرائط والتوقعات بعيدة المدى للشهر الحالي الى بقاء ظاهرتي اللانينيا وسلبية معامل ثنائية القطب الهندي حاضرة، اضافة الى استمرار المرتفع الجوي شبه المداري اغلب الاوقات بالتأثير على شرق البحر المتوسط وتركيا وبلاد الشام وشمال الجزيرة العربية، وهذا ما يؤدي الى استمرار الاجواء الاعلى حرارة من المعتاد، وابتعاد الحالات الممطرة الشاملة، بما في ذلك ضعف حالات عدم الاستقرار الجوي وامتداد منخفض البحر الاحمر.