أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. الحرارة أعلى من معدلاتها كيف أجاب خطاب العرش عن أسئلة الأردنيين؟… الخطة الأوضح: نشتبك من دون «المغامرة بمستقبلنا» كاتب في "واشنطن بوست": مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـ"إسرائيل" على الساحة العالمية هدف النعيمات بمرمى الكويت ينافس على جائزة آسيوية لليوم الثاني على التوالي .. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال فلسطين / فيديو 840 قرار تسفير مكتبي بحق عمال وافدين خلال 10 أشهر صواريخ «لا تقهر» .. أوكرانيا تستنجد بالغرب لمواجهة التحدي الروسي تراجع مستوردات الأردن من النفط العراقي بنسبة 12% حتى نهاية أيلول استشهاد مدير مستشفى و 6 موظفين في غارة اسرائيلية على البقاع نيويورك تايمز تكشف ملامح اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان انتحار أمام الضباط وهروب من مدرعة أثناء القتال .. جحيم نفسي لجيش الاحتلال بغزة‏ المنتخب الوطني لكرة السلة يفوز على نظيره العراقي معارك عنيفة في بلدة الجبين جنوبي لبنان .. ومسيرات في أجواء الجليل الغربي تجهيز منصة لاستقبال آراء الأردنيين بأداء مجلس النواب إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة السياسة الحكيمة وتفرد الدبلوماسية الأردنية

السياسة الحكيمة وتفرد الدبلوماسية الأردنية

03-04-2022 04:19 AM

حسن محمد الزبن - إن أي تحرك عربي يتجاهل الدبلوماسية الأردنية سيبقى غير مكتمل، ولا يمثل عناصر نجاح حقيقية، فالأردن الذي ينحاز إلى القضية الفلسطينية، التي يعتبرها قضية العرب الأولى، والمركزية، والتي يجب أن لا تغيب عن المشهد الدولي، وعن صناع القرار العالمي، وفي هذا الإطار وغيره من القضايا، سيظل الأردن له مشاركة وتحرك فاعل، ورأي مسموع في المنبر الدولي، وهذا ما كان ليتغير على مدار عقود مضت، ومواقفه ظلت تحتفظ بالتوازن والثبات، ويجب على الأطراف العربية أن تدرك أن ترتيب الأوراق لا يكتمل بالتجاوز عن دور الأردن الاستراتيجي والمحوري في المنطقة.
فالأردن يؤمن ايمانا مطلقا أن استبعاد القضية الفلسطينية من أجندات العمل العربي، والمضي في توافقات الظل، أو مسارات أحادية أو ثنائية أو متعددة الأطراف دون تمثيل رسمي للفلسطينيين لا يخدم أي مسار، وسيبقى الأردن يحترم أي سياسة تنتهجها أي دولة عربية، ويحترم قراراتها السيادية، نحو علاقات بينية مع دولة "إسرائيل"، من منطلق قناعاته بعدم التدخل في التحركات والعلاقات لهذه الدول، إلا أننا نرى من مصلحة الإقليم العربي التنسيق معا نحو عمل مشترك، وتفعيل لدور الجامعة العربية، لأجل ضبط دوزان التحرك الدبلوماسي العربي، وتوطيد العمل العربي المشترك، فالعمل السياسي يفشل باتباع استراتيجيات طارئة، ولا يخدم الوصول إلى حل عادل ومشرف للقضية المركزية، وأن أي تجاهل لذلك يعني ازدياد الوضع سوءا في الداخل الفلسطيني، واستمرار المعاناة لشعب بأكمله، بممارسات إسرائيلية واستفزازية عنوانها التصعيد المستمر والتضييق على الشعب الفلسطيني، وانتهاك صارخ لحرمة المسجد الأقصى، ويعني بالمقابل أيضا انتفاضة عارمة، وتوسع لعمليات المقاومة المنظمة، والتكتيكية، لبلوغ الهدف وتحطيم الغطرسة العدوانية تجاه شعب أعزل، وارغام الاسرائيليين على قبول الجلوس على طاولة المفاوضات، والتأكيد للعالم أن الشعب الفلسطيني لم يتنازل عن حقه المشروع في مقارعة الاحتلال، ولن يتوقف، وإذا كانت البوصلة انحرفت عن تسليط الضوء على الممارسات الإسرائيلية، فالمقاومة ستعيد البوصلة نحو مسار القضية الفلسطينية.
وعلى صعيد آخر للتحرك الدبلوماسي الأردني والنشط من جانبه، تأكيد أن للأردن دور تاريخي وشرعي في القدس والمقدسات، وأخذ على عاتقه الرعاية والحماية، ولا يقبل المساس بها بأي شكل من الأشكال، وقد تكفل بصونها والحفاظ عليها، خدمة لرسالته التاريخية، وصونا للأماكن المقدسة في ظل الاحتلال، رغم التعنت ثقيل الظل من اليمين الإسرائيلي، ومحاولته إجهاض أي تقدم أردني يتعلق في القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي.
ويدرك الأردن بقيادته التي تتمتع بذكاء سياسي متفرد، أن الإقليم العربي يعاني في هذه المرحلة من مواقف متباينة وغير موحدة بسبب تذبذب التوازنات وتغير المناخ الإقليمي ككل، بفعل ما يمر به العالم من أزمات لها أثرها على منطقة الشرق الأوسط، وآخرها أحداث الحرب الروسية -الأوكرانية التي وجهت أنظار العالم إليها، وأن ما يحدث على الأرض الفلسطينية لا يأخذ الاهتمام، مع أن مؤشرات تطفو تقود إلى انفجار الأوضاع وحتمية المواجهة الأكيدة، وهذا ما يدعو الدبلوماسية الأردنية أن تسعى للتقريب بين وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتخفيف حدة التوتر بين الطرفين من جهة، خاصة أن أنظار العالم باتجاه أزمة دولية أخرى تستحوذ على الاهتمام والمتابعة، وتتشابك فيها المصالح للأقطاب والقوى المؤثرة عالميا.
ومن باب آخر ضرورة حماية المصالح الأردنية والفلسطينية المشتركة، وقد أصبح الإقليم العربي يخضع لارهاصات ومتغيرات تفرض نفسها، وأصبحت واضحة في العلاقات عبر قنوات السياسة وتفرعاتها وما وصلت إليه من تجاذبات طارئة وارتدادات.
مما حتم على الدبلوماسية الأردنية لأن تكون حاضرة وبقوة، فكانت زيارة الملك إلى رام الله، وإجراء مباحثات مع الرئيس الفلسطيني عباس، لتؤكد أن الأردن مع التهدئة ولغة الحوار، ومن هنا كان لقاء الملك في العقبة مع الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هيرتسوغ" وهي أول زيارة لرئيس إسرائيلي منذ اتفاقية وادي عربة عام 1994م، وكان طرح الملك إنهاء كل صور الانتهاكات التي تمارسها السياسة الإسرائيلية التي إن لم تتوقف ستفضي حتما إلى ردود فعل لا يمكن التنبؤ بها، وسيكون الوضع مقلقا ومربكا لكل الأطراف.
والاجتماع السداسي في النقب، بمشاركة " انتوني بلينكن " الوزير الأمريكي، وأربع وزراء خارجية عرب، ضم وزراء خارجية مصر والامارات والبحرين والمغرب، وإسرائيل الدولة التي دعت للقمة يمثلها "يائير لبيد" وزير الخارجيّة، وغابت عنه الأردن، والذي يُعد من وجهة نظر إسرائيلية بالحدث التاريخي، وكان الرد الفلسطيني عليه عملية الخضيرة التي نتج عنها قتل أربعة اسرائيليين واستشهاد أيمن وإبراهيم اغبارية من منطقة 48، ويعتبر لقاء النقب تكريس للاستيطان، والعناد الإسرائيلي المعروف بما أعلنته وزيرة الداخلية" اييليت شاكيد" قولها "اليوم سنقر بموافقة الحكومة على إنشاء خمس بلدات في وادي عواد في النقب".
والدبلوماسية الأردنية تمتلك القدرة على أخذ زمام المبادرة وتقدير الموقف في أحلك الظروف وأصعبها، كما هو معهود عنها، وخير دليل على ذلك موقف الملك من صفقة القرن التي كان "ترامب" مندفعا لتحقيقها بقوة، إلا أن موقف الأردن بعدم التنازل عن ثوابته، لن أقول أحبطت إتمام الصفقة، بقدر أن عدم تنازل الملك أبطأها وأوقف اندفاع ترامب، الذي تلاشت جهوده الضاغطة بحلول وقت التحضير للانتخابات الرئاسية مع منافسيه، والتي في نفس الوقت خففت الضغط الهائل الذي كان يمارس على الأردن تحديدا من قبل الإدارة الامريكية، بسبب موقفه، مع أن أمريكا داعم استراتيجي ومهم للأردن، وتربطه علاقات وثيقة، لكن الملك قال كلمته بخلاف أطراف أخرى لها حساباتها أذعنت للرأي الأمريكي ممثلا بإملاءات "ترامب" ، وكان للأردن أيضا موقفا مماثلا ضد إعلان ترامب واعترافه بالقدس الموحدة عاصمة لـ "اسرائيل"، ورغم ادراك الأردن لتبعات اللاءات الأردنية على لسان الملك عبدالله الثاني، وكلفتها الاقتصادية والسياسية، وتبعاته على العمل الدبلوماسي النشط الذي يكرس جهده بكل مثابرة لوضع القضية المركزية على طاولة المفاوضات في كل محفل دولي مؤثر.
نلاحظ انزياح واضح في التعامل مع الوضع الشائك في المنطقة، وآخرها ما حدث من انعقاد لقمة في شرم الشيخ، والنقب، وكانت إسرائيل حاضرة، وكأنه يلوح بالأفق تشكيل "محور جديد"، إسرائيلي-عربي، تدعمه أمريكا رغم انشغالها ، لكنها حريصة على نفوذها في المنطقة، وتعزيز الثقة بالإدارة الامريكية الجديدة بقيادة بايدن، بمواجهة المحور الإيراني واحتمال اعلان إتفاق نووي جديد مع ايران أعقاب مفاوضات فيينا، ما يعني رفع العقوبات، واعتراف بالدور الإقليمي لإيران، واسقاط صفة الإرهاب عنها، ليس حبا في إيران أو طلبا لكسب ودّها، لكن الأحداث تفرض نفسها، وامريكا لا تريد الآن أن تبقى متمسكة بموقفها تجاه ايران، وهي تواجه تحالف حاضر بقوة وتقارب روسي-صيني، اذا أغفلت عينها عنه ستكون كقطب احادي في وضع محرج عالميا، وأنه عليها أن تتفرغ لما هو أخطر وأكبر ويشكل تهديد للسياسة الامريكية في العالم، وجاء فيما بعد قمة العقبة التي جاءت برؤى مختلفة عما دار في القمتين السابقتين، وتم التركيز فيها على الوضع في الداخل الفلسطيني.
فالدبلوماسية الأردنية كانت مثالا لأطراف عربية، ويُشهد لها قدرتها التعامل مع قضايا إقليمية ودولية، تدار دفتها بقيادة سياسية واعية، قادرة على الاستشراف والاستقراء، وربط الأحداث والانفتاح على نهج الحوار، وكسب جميع الأطراف من مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير، ومن منطلقات الايمان بالوحدة والتضامن العربي والعمل المشترك، والحرص على الاستقرار في المنطقة، وعدم تخليه عن مسؤوليته التاريخية والدينية نحو القدس والمقدسات، وموقفه من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على أرضه، وانطلاقا من أن الأردن له دور مهم ومحوري ما يعطيه الحق في أن يكون مشاركا في رسم سياسات وحل أزمات وتقريب وجهات النظر في زمن الاختلاف، بوقت غياب صوت الحكمة في عالم تحكمه المصالح، وعدم اغفال لما يحدث على الساحة الدولية وأثرها على الأردن وقضاياه الوطنية، وقضايا الإقليم العربي.
والدبلوماسية الأردنية لمن لا يعرف، أو يتجاهل دورها، تعتبر مفتاح لكثير من الأبواب المغلقة، والتاريخ يثبت عبر محطات عديدة ذلك، وأنه الأكثر انطلاقا في إدارة الحوار مع جهات متعددة، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، وهي الدبلوماسية ذاتها التي تنطلق بجهد ملكي لا يتعارض مع المصالح الفلسطينية، وبالأغلب بتنسيق دائم، من خلال تواصل مستمر مع القيادة الفلسطينية، لما للعلاقة من خصوصية، بين توأمة تاريخية بين القدس وعمان، والاردنيين والفلسطينيين، تجمعهما فوق ذلك أواصر القربى والمصاهرة ووحدة الحال.
والصراع الفلسطيني -الإسرائيلي هو إلى جانب قضايا الأردن، من أولى الاهتمامات التي لا تغيب وحاضرة في السياسة والتحرك الدبلوماسي الأردني، لحفظ استقراره وأمنه الوطني المرهون بإنهاء هذا الصراع لتنعم المنطقة بالسلام المطلوب والمنشود.
وبات التحرك اليوم تداركا لأي تصعيد إسرائيلي داخل المسجد الأقصى ، وتفاديا لأي إجراءات تمنع المصلين الفلسطينيين من أداء شعائر العبادة فيه، والأردن له حق الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، واعتبارات أخرى أن تبقى القضية الفلسطينية تتصدر المشهد الدولي، وهذا ما يؤكد عليه الأردن بقيادة الملك ، فتوجه العالم وانشغاله بما يحدث من تداعيات في الحرب الروسية -الأوكرانية، لا يعني غض الطرف أو اهمال للقضية الفلسطينية وتداعياتها على المنطقة، وحتى لا يكون "لإسرائيل"، أجندة خاصة واستثمار تنفيذها ضد الشعب الفلسطيني في غمرة الأحداث المتسارعة لتلك الحرب التي يجثم شبحها على العالم اليوم.
ويأتي التفرد بالدبلوماسية الأردنية لتكون المانع لما هو محتمل من تأجيج الموقف وتأزيمه على الساحة الفلسطينية، والنظر إلى التداعيات والأبعاد التي تتسارع في قمة شرم الشيخ، وقمة النقب، لتكون قمة العقبة التي انعقدت عقب مخاوف من انفجار الوضع في القدس، وتأكيد أن أمن المنطقة من أهم الأولويات، إلى أن تنجح المساعي الدبلوماسية في تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
حمى الله الأردن، وحمى الله فلسطين،،









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع