اخر منخفض جوي قد يحل في منتصف شهر رمضان .
هذا الشتاء كان متقلبا وجاء ببرد قارص غير مسبوق ، وامطار وثلوج ، وشعر الناس في برد عنيف .
سيغادرنا الشتاء ، وعلى امل وفرح ، وننتظر حلوله في العام القادم حاملا بشرى الخير والمطر والامل والحياة .
نحتاج كثيرا الى الشتاء والمطر ، وسدودنا مازالت فارغة وخاوية وعشطى ، واحزنني قبل ايام مروري في وادي الموجب « سد الموجب « انه قاع ترابي ولا قطرة ماء تندي النظر .
و زاد حزني في تتبع اخبار بقية سدود الاردن العظيم ، سد التنور في الطفيلة وسد وادي شعيب وسد الكرامة ، واكد اقسم ان صور الجفاف واليباب تدمي القلوب وتعمي الابصار وتخنفق الافئدة .
اين امطار الجنوب ؟ ولماذا تهدر واين ضاعت وتسربت ؟ وكما هو حال بقية اخبار الجنوب ، بلا اجابات ، والصوت القادم من اطراف الجنوب لا بصداء ولا يطرق مسامع اهل المركز .
العطش والجفاف واليباب صورة حية لفقر غذائي ، والسماء جادت بخيرها وبركتها وكرمها.
حقيقة عندما خسرنا في الاردن مشروعنا الاقتصادي الزراعي ، وهو روح الهوية الاقتصادية والاجتماعية الاردنية اصابنا الويل والعوز والفاقة .. وعندما خسرنا سياسة الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الذات ، ومصدرها الزراعة .
الاردني لم يكن يشتري من السوق شيئا خبزه ومونته من حاكورته .. لم يكن يعرف زيت القلي وحليب مجفف وبودره وجاج مستورد ولبنة معلبة وحمص معلب .. كان الطفل يرضع عامين من ثدي امه ، وكانت الام لا ترضع طلفها حليبا انما حب الارض وحب الوطن وحب الحياة .
كانت مائدة رمضان في فصل الربيع تعمر في خير الطبيعة وخير السماء واهبت المطر والخصب ، خبيزة وفيتة وكعوب ، وبصل اخضر .. الارض الاردنية كريمة وطيبة وتحب الانسان ، وصانعة للحياة ، وهي ارض حب وخير وكرم .
الاردن ارض صنعت حضارات .. من المسيحية الى الاسلام ، ومن الكنعانيين الى المؤابين والاراميين الى الانباط ملوك الاردن القديم . تعرفون لماذا اكتب هذه السطور باحساس صائم لاني والله ارى اننا لا نقيم المعني الروحي للصيام ، ولماذا نصوم ، ولماذا جاء الاسلام بالصيام ؟