أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير البيئة يلتقي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن روسيا تعلن سيطرتها على قرية أوكرانية قرب كوراخوفي تردد إسرائيلي بشأن تقديم استئناف للجنائية الدولية الكرملين: قصف أوكرانيا بصاروخ فرط صوتي تحذير للغرب تركيا: الأسد لا يريد السلام في سوريا بن غفير يقتحم الحرم الإبراهيمي ويؤدي طقوسًا تلموديًة الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية .. اليكم التفاصيل! صحة غزة: المستشفيات ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة ميركل حزينة لعودة ترمب للرئاسة وزير الخارجية العراقي: هناك تهديدات واضحة للعراق من قبل إسرائيل زراعة الوسطية تدعو المزارعين لتقليم أشجار الزيتون السفير الياباني: نثمن الدور الأردني لتحقيق السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية الخطوط القطرية تخفض أسعار رحلاتها بين عمان والدوحة يونيفيل تنزف .. إصابة 4 جنود إيطاليين في لبنان الحوثيون: استهدفنا قاعدة نيفاتيم جنوبي فلسطين المحتلة مشروع دفع إلكتروني في باصات عمان يهدد مئات العاملين 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الدفاع المدني يتعامل مع 51 حادث اطفاء خلال 24 ساعة في الأردن الاحتلال يوقف التوقيف الإداري للمستوطنين بالضفة صحة غزة: مستشفيات القطاع قد تتوقف خلال 48 ساعة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الاختلاف في (اختلاف المطالع)

الاختلاف في (اختلاف المطالع)

05-04-2022 05:34 AM

هناك اختلاف واضح بين علماء المسلمين حول اختلاف مطالع هلالي شهري رمضان وشوال، فالهلال ألأول يحدد بداية الشهر الفضيل ذا الايام المعدودات وفيه ليلة القدر، والثاني يحدد يوم العيد الذي يحرم صيامه، وهذا الاختلاف قديم حديث، لم يصل الى اتفاق موحد ينهي الجدل، فمنهم - جمهور الشافعية والحنابلة وجزء من المالكية والحنفية - يرون باعتبار اختلاف مطالع الهلال بين الاقاليم، وان لكل بلد رؤيتهم، ومنهم - الجزء الآخر من المالكية والحنفية - يرون بعدم اعتبار اختلاف المطالع، وان الهلال اذا شوهد بقطر او اقليم اسلامي وجب على الباقي البدء بصيام الشهر حتى لو لم يروا هلاله، وخاصة اذا كانت البلاد متقاربة جغرافياً. ولكل من الطرفين أدلتهم الفقهية الشرعية حسب فهمهم لها، ولم يستطع اي منهم رد دليل الآخر، او دحضه، وبقيت المسألة خلافية ليومنا هذا، بدليل ما حدث قبل يومين بهلال شهر رمضان ٢٠٢٢ / ١٤٤٣، حيث صامت بعض البلاد السبت، وبعضها الاحد، مع تقاربهم الجغرافي الاقليمي، ومقالي هذا ليس للخوض بالادلة و ثبوتها من عدمه، فلست مختصاً بتدقيقها ولا بتمحيصها ولن استطيع حتى لو اردت، ولكني اسلط الضوء على المسألة من ناحيتين، هل الاختلاف مقبول في هكذا مسألة مهمة؟ وأين رأي العلم الفلكي بهذا الخصوص؟ اذ لا تعارض بين العلم الحديث والدين الذي هو صالح لكل زمان ومكان وللبشرية جمعاء! فالبرغم من اطلاعي على العديد من الدراسات الفقهية الموسعة الحديثة بهذا الخصوص، الا ان قرارات المجمعات الفقهية وكبار هيئات علماء المسلمين لا زالت تعتريها اختلافات في اختلاف مطالع الأهلة.

منطقياً؛ قد يقبل اختلاف العلماء في مسألة دينية فرعية، او في بعض العبادات، ان تكون ذات رأيين، أو هيئتين، او فيها قولان، ففي اختلافهم رحمة للناس، بأيهما أُخذ صح ذاك الفعل، أما ان يختلفوا في مسألة اختلاف مطالع أهلة الاشهر القمرية، التي تستند على رؤيتها عبادتي الصيام والحج للوقوف بعرفة، فالبرغم من استناد كل طرف على أدلته التي يرى أنها هي الاصح بوجهة نظره، فهذا باعتقادي غير مقبول بزمننا هذا تحديداً، لأن الاختلاف بحد ذاته في هذه الحيثية هو تفريق وتشتيت ومثار جدل في بداية ونهاية عبادة ذات ايام معدودات، وهي عبادة الصيام، وحلول عيد الفطر، ولكل الامة الاسلامية والتي لم تعد محصورة في الحجاز والشام ومصر فقط، بل بكل بقاع الأرض وأقاليمها، فمن المنطق بمكان، ان تختلف رؤيا الهلال - سواء الرؤيا بالعين المجردة أو بالتلسكوب - من إقليم لآخر او من بلد لآخر بسبب كروية الارض التي لم تكن معروفة وقت نشوء المذاهب الاربعه، فرؤيته مثلا بالاندلس آنذاك ليست كرؤيته بخراسان، وبالرغم من ذلك، فالمقصد هو ليس تبني اعتبار اختلاف مطالع الهلالين - رمضان وشوال - من عدمه، بقدر ما هو توحيد الرأي الاسلامي العالمي حول هذه المسألة، وتوحيد العمل بأحد الرأيين، سواء بالاعتبار وترك كل بلد ورؤيتها للهلالين، أو بعدم الاعتبار وتوحيد بداية تولد هذين الهلالين حسابيا وفلكيا لجميع المسلمين، فتوحيد كلمة علماء المسلمين في مجمعاتهم الفقهية، بالاعتبار من عدمه، هو أهم بكثير من اختلافهم عليه وتشتيت كلمة المسلمين، وأهم بكثير من تزمت كل مجموعة بأدلتها حسب فهمها لذلك الدليل، وخصوصا مع وجود تسهيلات الرؤيا الحديثة بالتلسكوبات المتطورة هذه الايام، ولزومية الرؤيا أولا شرعا قبل الحساب الفلكي بموجب الاحاديث الصحيحة المعروفة بهذا المجال، واتساع الحدود الاقليمية بخطوط الطول شرقا وغربا، وكثرة الحدود السياسية بين البلدان المختلفة موقعا المسلمة دينا. فكل هذه العوامل تدعو الى ضرورة الائتلاف، لا الاختلاف.

وأما من الناحية العلمية، فالدين لا يتعارض مع العلم بتاتاً، انما هو مبني على الفطرة ويتماشى مع العلم، بل ان العلم لازال قاصراً عن اثبات العديد من بدائع معجزات الله المذكورة بالقرآن الكريم، وبعض الاحاديث الصحيحة، وعليه، فلا بد لعلماء الفلك وبما يمتلكون من أجهزة حديثة، وعلوم دقيقة، ان يكون لهم باع ورأي محكم بتلك المجمعات الفقهية، للوصول الى قرار اجماعي ينهي هذا الاختلاف في اختلاف المطالع، باعتباره من عدمه، وان يكون هناك تقارب بوجهات النظر والادلة على اساس علمي وليس ديني لغوي فقط، فهذا الدين - للناس كافة - في كل زمان ومكان.

خلاصة القول، الاختلاف الحاصل في اختلاف مطالع الأهلة دينياً يراد له اضافات علمية فلكية حديثة لتحويله من اختلاف الى ائتلاف، ينفع الناس في مختلف انحاء المعمورة الاسلامية ايجابا، حتى وان كان هذا الاجماع يعارضه البعض، فدرء المفاسد اولى من جلب المنافع، هذا ان كان هناك اية منفعة في مثل هذا الاختلاف العميق بتلك العبادة العظيمة المنتظرة سنوياً من كل مسلم، يدعو الله تعالى جميع المسلمين قبلها لبلوغها، والقيام بها على اكمل وجه في أيامها المعدودات اذا شهدوها، ففيها الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

دكتور مهندس أحمد الحسبان
بودابست - هنغاريا.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع