بعد 10 أيام سيحل عيد الفصح (العبور) اليهودي، الذي هو أخطر المناسبات التي يحتشد فيها المتطرفون اليهود ويستهدفون المسجد الأقصى، طيلة أيام الفصح التي تمتد أسبوعا، برعاية وحماية وتحريض محموم، يمتد من الحكومة إلى الجيش والشرطة والكنيست والأحزاب والإعلام.
الصراع على القدس مستمر وممتد منذ آلاف السنين وإلى آلاف السنين القادمة، لن يتوقف هذا الصراع الدامي أبدا، وهو صراع ديني وطني، محصور بيننا نحن المسلمين وبين اليهود، الذين يُنشدون منذ آلاف السنين، في كل أماكن وجودهم، في أميركا وأستراليا وكندا والهند وبولندا وتشيلي وجنوب أفريقيا، نشيدا فجائعيا "لَطْمِيّاً" موحدا بكل لغاتهم: "شُلّت يميني إن نسيتك يا أورشليم" !!
وأما عندنا، فإن القدس لها المكانة السامية التي لا تدانى، بإعتبارها أرض مسرى ومعراج نبينا الحبيب، علاوة على انها أرض مباركة حسب قرآننا الكريم.
ستظل بلادنا فلسطين وكل المنطقة مختطفة، تخضع إلى كارثة الانقسام الفلسطيني وفاجعته المدمرة، وإلى التوازنات المجهرية الدقيقة بين القوى الحزبية والنيابية الإسرائيلية، التي تواصل الجنوح إلى اليمين المتطرف، تحقق مطالبَه في الاستيطان وتهويد القدس وتأبيد الإحتلال و"تديين" الدولة، التي أعلنها بن غوريون في بيان الإشهار سنة 1948 دولة علمانية !!
خلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس إلى التدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها واحتلالها 44 مرة، أي أنه تم تحريرها 43 مرة.
ويذود الشعب العربي الفلسطيني بكل عنفوان وبتضحيات جٍسام لا تتوقف، ونيابة عن كل فرد في الأمة العربية، عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وعن أرض الآباء والأجداد.
وقد ذاد جيشنا الأردني العربي عن القدس وفلسطين ببسالة منقطعة النظير، وقدم تضحيات بلغت 20% من عديده البالغ 5000 جندي عام 1948.
نحن مقبلون على أيام صعبةٍ هائلة القسوة على إخواننا الفلسطينيين الذي يتعرضون إلى وحشية المستوطنين المتزايدة، المرتبطة ارتباطا طرديا بالانقسام الفلسطيني الإجرامي، وبالتخاذل الرسمي العربي، وبالتغاضي الرسمي الأوروبي- الأمريكي عن جرائم إسرائيل الوحشية التي ادانتها منظمات حقوق الإنسان المحايدة.
ما الذي علينا فعله حيال العدوان الصهيوني القادم على القدس؟!