اعطوني قرية فلسطينيّة واحدة لا يوجد فيها شهيد أو أسير.. أعطوني اسمًا عربيّا واحدًا لم يكن شهيدًا أو جريحًا أو أسيرًا في فلسطين؛ فلسطين كلّها..! هذه فلسطين ليست أُمّ الحضارات بل أُم الحياة.
فلسطين التي لا تغيب وإن غاب الفرح.. والتي تحضر بقوّة وإن كان الجميع ضعيفًا وخانعًا.. فلسطين التي تعرف وقت النوم كيف تسهر على جراحها؛ فلسطين التي لا تنتظر إلاّ ترويدةً من فم المريدين وزغرودةً من لسان عربيّ مبين..!
قلنا وما زلنا نقول: من تحبلُ بالشرف لا يهمّها الكُلَف.. فلسطين لها وولّادةٌ لا يتوقف رحمها عن الانجاب.. وبدل الشهيد خذ مئات الآلاف.. وبدل الصمود خذ مقاومةً لا تنتهي.. وعند أقلّ التفاتة لا ترى فيها فلسطين كلّها فعليك أن تدفع الثمن لأنها فلسطين الممسكة بزرّ التفجير و الكاشفة الغطاءَ عن عورات «البيّاعين والملاوعين تجّار الحروب والكروب»..!
استظلي الآن بنارك وامضِ إلى التحرير.. أولادك الجاهزون لحنّاء الدم دومًا لن يوقفهم اتفاقيات ولا ملاحق ولا تصريحات مسؤولين.. أنتِ اللاعبة المحترفة وأنتِ الملعب الذي يلعب معك.. لك القيامة كلّها حتى يرضى الشهداء.. لك دروب النجاة والدروب كلّها ملغمة.. لك الخريطة الوحيدة التي لا يستدلّ عليها سوى من أقسم بـ «نار الله الكبرى».. لك الفوز في نهاية الشوط وللفئران جحور بغير أرضك..!
أيتها العالية الرفيعة: أنتِ عصا موسى فقودينا وافعلي بنا ما تشائين..!