زاد الاردن الاخباري -
كشفت مصادر صحفية تركية أن أنقرة عينت سفيراً لها في القاهرة، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 9 سنوات اثر عزل الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي للرئيس الراحل محمد مرسي .
سفير تركي في القاهرة
وفي تغريدة له عبر حسابه على تويتر، قال راغب صويلو، مراسل صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية في تركيا، إن تركيا عينت صالح موطلو شان، سفيراً لها في القاهرة. وأرجع الصحفي التركي الخبر إلى صحيفة "ميدل إيست آي" دون ذكر تفاصيل أكثر.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤوليْن تركيَيْن قولهما، إن السفير الجديد كان ممثل تركيا السابق لدى منظمة التعاون الإسلامي بين عامي 2015-2020. وأفاد المسؤولان بأن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أبلغ شان بالفعل بهذا الدور، حيث ستسعى أنقرة الآن للحصول على تأكيد من الحكومة المصرية، بحسب ما تناقلته الصحافة التركية.
تقارب مصري تركي
وشهدت العلاقات التركية المصرية، خلال عام 2021، تقارباً نسبياً مع قرار البلدين إطلاق المحادثات الاستكشافية بينهما.وفي 29 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية التركي إن الحوار بين بلاده وبين مصر مستمر.
ويتوقع أن يسهم حل الأزمة الليبية في زيادة سرعة هذا التقارب وتقليل الخلافات، إذ تمثل الأوضاع في ليبيا إحدى المسائل الاساسية العالقة في علاقات تركيا ومصر.
وبدأت مصر وتركيا خلال يوليو 2012 مباحثات ثنائية حيث زار وفد تركي مصر وأجرى مباحثات على مستوى نائبي وزيري الخارجية في البلدين، ووصفت بـ"المشاورات الاستكشافية"، وقالت عنها مصر إنها كانت "صريحة ومعمقة".
وتوترت العلاقات المصرية التركية بشدة بعد إزاحة الرئيس المصري محمد مرسي عن الحكم في أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013 إثر احتجاجات شعبية، ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ما فعله الرئيس المصري ووزير الدفاع آنذاك بـ"الانقلاب"، فيما اتهمت مصر تركيا بـ"تمويل الإرهابيين"، وتبادل البلدان طرد السفراء.
مطالب مصرية
وطلبت مصر من تركيا سحب قواتها من ليبيا وعدم التدخل في شؤون الدول العربية والتعاون في ملف غاز شرق المتوسط ووقف دعم جماعة الإخوان المسلمين، في المقابل طالبت تركيا مصر بعدم إعطاء مساحات في أي قنوات لتمثيل جماعة فتح الله غولن التركية، والتنسيق فيما يخص غاز المتوسط وترسيم الحدود البحرية.
وأمرت تركيا مؤخرًا إعلاميين مصريين معارضين بعدم بث برامجهم على وسائل التواصل الاجتماعي من داخل أراضيها، بعدما توقفت قبلها برامجهم على قنوات فضائية تبث من تركيا.
ولكن من الصعب ترحيل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المطلوبين من قبل مصر، ذلك لأن الكثير منهم حصل على الجنسية التركية أو يحمل صفة لاجئ، كما أن تركيا تمانع في تسليم المطلوبين الذين يواجهون أحكاماً بالإعدام.
ويقول المحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، إن تركيا ترى أن وقف الإعلاميين المعارضين ثمن غير مكلف في سبيل استعادة العلاقات مع مصر، إذ لا ترغب تركيا في تقديم تنازلات كبيرة.
ويوضح أوغلو أن التقارب المصري القطري بدا أسهل من نظيره المصري التركي، لأن قطر ليست في صراع مع فرنسا وقبرص واليونان، حلفاء مصر الذين قد يشكلون عوامل ضغط لعدم تقدم العلاقات.
غير أن عملية التعيين المتبادل للسفراء لم تبدأ بعد. وكانت وزارة الخارجية التركية قالت في الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي إن الجولة الثانية من المشاورات الاستكشافية مع مصر أكدت رغبة البلدين في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش وتطبيع العلاقات.
يذكر أن الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عُقدت بالقاهرة في السادس والسابع من مايو/أيار الماضي بناء على دعوة من الجانب المصري، وفي ختامها صدر بيان مشترك وصف المحادثات التي جرت بالصريحة والمعمقة.