زاد الاردن الاخباري -
أدان عدد من قادة العالم، في مقدمتهم الرئيس الاميركي جو بايدن، الهجوم الصاروخي الذي خلف 50 قتيلا في محطة للسكك الحديدية في مدينة كراماتورسك شرقي أوكرانيا الجمعة، فيما نفت موسكو مسؤوليتها عن الهجوم متهمة قوات كييف بشنه.
وكتب بايدن على تويتر أن ”الهجوم على محطة أوكرانية هو فظاعة مروعة جديدة ارتكبتها روسيا، مستهدفة مدنيين يحاولون المغادرة وأن يكونوا في أمان“.
وفي وقت سابق، كتب حاكم منطقة دونيتسك أفلو كيريلينكو على تطبيق تلغرام: ”خمسون قتيلا بينهم خمسة أطفال، هذا هو عدد الضحايا لغاية الآن إثر الضربة التي شنتها قوات الاحتلال الروسية على محطة كراماتورسك“، مشيرا إلى نقل 98 جريحا إلى المستشفى.
وقال كيريلينكو إن آلاف الأشخاص كانوا في المحطة وقت سقوط الصواريخ، مضيفا ان ”الفاشيين الروس يعرفون جيدا أين كانوا يصوبون وماذا يريدون.. أرادوا بث الذعر والخوف وأرادوا قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين“.
ونشر كيريلينكو صورة على الإنترنت لعدة جثث متناثرة على الأرض بجانب أكوام من الحقائب والأمتعة الأخرى، في حين ظهر رجال شرطة مسلحون يرتدون سترات واقية بجانب الجثث.
وأظهرت صورة أخرى خدمات الإنقاذ وهي تتعامل مع حريق وسط تصاعد سحابة من الدخان الرمادي في الهواء.
ومن جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر، بالهجوم "الشنيع" في محطة كراماتورسك.
وقال ماكرون إن "المدنيين الأوكرانيين يفرون هربا من الأسوأ. أسلحتهم؟ عربات الأطفال، ألعاب وأمتعة. هذا الصباح محطة كراماتورسك، العائلات التي كانت على وشك المغادرة شهدت الرعب. قتلى بالعشرات ورحى بالمئات. أمر شنيع".
"سنحاسب روسيا وبوتين"
وايضا ادان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عبر حسابه على تويتر "الهجوم العشوائي .. على محطة قطار في كراماتورسك من قبل روسيا، والذي أسفر عن مقتل العشرات وإصابة عدد أكبر".
وأضاف: "هذه محاولة أخرى لإغلاق طرق الهروب لأولئك الفارين من هذه الحرب غير المبررة، والتسبب في معاناة إنسانية".
جدير بالذكر أن بوريل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، سيجتمعان بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، اليوم الجمعة.
كما أدان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الهجوم قائلاً عبر حسابه على تويتر: "من المروع رؤية روسيا تقصف إحدى المحطات الرئيسية التي يستخدمها المدنيون لإجلاء المنطقة حيث تكثف روسيا هجومها".
وأضاف: "هناك حاجة لاتخاذ إجراءات؛ المزيد من العقوبات على روسيا، والمزيد من الأسلحة لأوكرانيا يجري تنفيذها من الاتحاد الأوروبي. تمت الموافقة للتو على الحزمة الخامسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي".
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، على تويتر: "شعرت بالفزع من التقارير المروعة عن الهجمات الصاروخية الروسية على المدنيين في محطة سكة حديد كراماتورسك في شرق أوكرانيا".
وأكدت أن "استهداف المدنيين جريمة حرب. سنحاسب روسيا و(ورئيسها فلاديمير) بوتين".
ومن جانبها، نفت روسيا مسؤوليتها عن قصف محطة قطارات كراماتورسك، متهمة قوات كييف بشن هذا "العدوان الهمجي".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف:"قواتنا المسلحة لا تستخدم هذا النوع من الصواريخ، مضيفا أنه لم يتم تنفيذ مهام أو التخطيط لتنفيذ مهام اليوم في كراماتورسك".
وكان بيسكوف يشير في تصريحاته إلى صاروخ "توشكا-يو" الذي أفادت تقارير بأنه تم استخدامه في هذا الهجوم.
والمعروف عن صواريخ "توشكا-يو" أنها أقل دقة في التوجيه من صواريخ "إسكندر-إم" التي تستخدمها روسيا بشكل متكرر في عمليتها العسكرية المستمرة في أوكرانيا.
مساعدات عسكرية بريطانية
وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة، تعزيز المساعدة العسكرية البريطانية لأوكرانيا عبر إرسال صواريخ إضافية مضادة للدروع والطائرات بعد الهجوم على محطة كراماتورسك.
وقال جونسون في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس إن "جرائم روسيا في أوكرانيا لن تبقى من دون عقاب"، فيما ندد شولتس بالقصف "المروع" الذي استهدف محطة كراماتورسك.
وأعلنت المملكة المتحدة مؤخرا أنها سترسل إلى أوكرانيا ستة آلاف صاروخ إضافي مضاد للدبابات، وبذلك يرتفع إلى أكثر من 10 آلاف عدد الصواريخ التي حصلت أو ستحصل عليها كييف من لندن منذ بدأ الجيش الروسي غزوه لأوكرانيا في 24 فبراير.
وقبل الغزو، أرسلت المملكة المتحدة مجموعة من المدربين لتدريب القوات الأوكرانية على استخدام هذه الأسلحة.
لكن، على غرار دول اخرى في حلف شمال الاطلسي، رفضت المملكة المتحدة مطالب أوكرانيا بفرض منطقة حظر جوي فوق أراضيها، بسبب خطر التصعيد الذي قد يترتب على مثل هذا الإجراء.
باترويت في سلوفاكيا لتعويض "إس 300"
على صعيد اخر، أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الجمعة، بنشر منظومة صواريخ باترويت في سلوفاكيا، في "خطوة تتوافق مع جهود واشنطن لتعزيز القدرات الدفاعية لحلف الناتو" وفق البنتاغون.
وأشار بيان للبنتاغون، إلى أن القيادة الأوروبية في القوات الأميركية ستتولى عملية نصب وتشغيل هذه المنظومة في غضون أيام قليلة، لكنه لم يحدد مدة بقائها في سلوفاكيا.
وهذه المنظومة، تكمل المجموعة القتالية متعددة الجنسيات التابعة لحلف شمال الأطلسي في شرق سلوفاكيا، وفق ما نقله بيان وزارة الدفاع الأميركية.
في ذات السياق، أشاد البنتاغون بقرار الحكومة السلوفاكية إرسال منظومة دفاع جوي من طراز "إس 300" لأوكرانيا، و اعتبر ذلك "دليلا آخر على تصميم دول الجوار على مساعدة أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي غير المبرر".
كما أثنى البنتاغون على جهود سلوفاكيا في تقديم المساعدات الإنسانية واستضافتها لآلاف اللاجئين الأوكرانيين.
والجمعة، جدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي أمام البرلمان الفنلندي حاجة بلاده لمساعدة جيرانها الأوروبيين.
وقال إن أوكرانيا لا يمكنها لانتظار لمزيد من الأسلحة الغربية الجديدة.
وانتقد الرئيس الأوكراني "أولئك الذين يجعلوننا ننتظر، ننتظر الأشياء التي نحتاج إليها بشدة، ننتظر الوسائل للدفاع عن أرواحنا" فيما تطالب كييف بمزيد من الأسلحة القوية وبفرض عقوبات اقتصادية أشد من الغرب.
وأكد مجددا "نحن بحاجة إلى أسلحة يمتلكها بعض شركائنا في الاتحاد الأوروبي".
ودعا أوروبا الى توجيه "زجاجات مولوتوف" من العقوبات ضد روسيا، في إشارة الى اسم القنابل الحارقة التي استخدمها الفنلنديون خلال حربهم ضد الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية.
وقال "إلى متى يمكن لأوروبا أن تتجاهل الحظر المفروض على النفط الروسي؟ إلى متى؟".