زاد الاردن الاخباري -
عبرت محافل إسرائيلية عن خشيتها من استفادة حركة "حماس"، وحزب الله اللبناني من الحرب الدائرة في أوكرانيا.
ورغم وجود اختلافات واضحة بين الجيشين الإسرائيلي والروسي، لكن الأول لا يزال لديه ما يتعلمه من الثاني، وسط مقارنة إسرائيلية بين حماس وحزب الله جزئيًا مع الجيش الأوكراني، ومع توفر اختلافات جوهرية بينهما، لكن هناك أيضًا قاسم مشترك معين، لاعتمادهما على الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، وتكتيكات حرب العصابات، وليس على القوات البحرية والجوية والدروع.
إيهود عيلام باحث الأمن القومي الإسرائيلي، والضابط السابق في الجيش، ذكر في مقاله بموقع زمن إسرائيل أنه "ليس عبثًا أن يدرس الجيش الإسرائيلي تطورات حرب أوكرانيا على صعيد استفادة حماس وحزب الله من أداء قواتها، رغم وجود الجيش الروسي صاحب القوة العسكرية الأعلى بكثير، من حيث نوعية وكمية أنظمة الأسلحة، وهو ما يدركه الجيش الأوكراني وحماس وحزب الله بأن خصمهم قوي بما يكفي لهزيمتهم، لكن ذلك لن يحدث بالضرورة".
وأضاف أن "القراءة العسكرية الإسرائيلية لاستمرار حرب أوكرانيا، يمنح حماس وحزب الله إنجازًا مهمًا على صعيد إمكانية محاكاة التجربة الأوكرانية أمام الجيش الإسرائيلي، مما قد يقودهما للنصر في النهاية، ورغم أن أوكرانيا معروفة جيدًا لروسيا، لكن الأخيرة تواجه معاناة جدية، وقد يتكرر الأمر مع إسرائيل التي تعرف جيدا حماس وحزب الله، الأمر الذي كشف عن إخفاقات في التخطيط، وتنفيذ الهجوم الروسي، بسبب ازدرائه للخصم لأنه أضعف بكثير منه".
وترى الأوساط العسكرية الإسرائيلية أنه مع كل الاستعداد لاستمرار حرب أوكرانيا، فإن لروسيا أولويات أخرى تتجاوزها، وكذلك الحال مع إسرائيل التي قد تنشغل في حرب مع حماس وحزب الله في تجاهل لمواجهة خصم أكبر بكثير، وهو إيران ذات البرنامج النووي والصاروخي، رغم خوضهما حربًا باردة منذ أوائل الثمانينيات، واشتباكات مختلفة في البعد السيبراني، والهجمات المتبادلة في البحر، والهجمات في سوريا ودول أخرى.
في الوقت ذاته، تظهر المحافل الإسرائيلية قلقها من تكرار روسيا لتغييب عامل المفاجأة، حيث تم الكشف عن انتشارها قرب أوكرانيا للجميع، مما دفع الجيش الأوكراني للدخول في حالة تأهب قصوى، وفي هذه الحالة إذا قررت إسرائيل مهاجمة حماس أو حزب الله ، كجزء من خطوة شاملة تهدف لتوجيه ضربة قوية إليهما، فإن الدرس الأساسي المستفاد من حرب أوكرانيا ضرورة أن تستنفد تل أبيب عنصر المفاجأة، تركيز قوات برية كبيرة سراً حول قطاع غزة، أو قرب من لبنان.
تزعم هذه الأوساط أن أحد دوافع عملية الخداع أن تقلل حالة تأهب حماس وحزب الله، رغم عدم سهولة تحريك القوات من قطاع غزة لمهاجمة لبنان، لكن هذه مشكلة تتمثل بأن هناك حاجة لتعبئة وتنظيم القوات، دون أن تدركان أن التحضيرات جارية بالفعل ضدهما، أو واحد منهما، وهو ما وقع به الجيش الروسي الذي راهن على خطوة محدودة في وقت مبكر جدًا من الحرب، بافتراض أنه سيكون كافياً لإسقاط الرئيس الأوكراني، لكن هذا المفهوم فشل على الأرض.
صحيح أن حماس حزب الله ليس لديهما قوة جوية، لكنهما تحوزان ترسانة تسلحية، أهمها توجبه صواريخهما المحمولة المضادة للطائرات، وأخرى موجهة للساحل لتهديد السفن المدنية والعسكرية ومنصات الغاز الإسرائيلية، وفي هذه الحالة قد تنشأ أمام الجيش الإسرائيلي صعوبات كالتي يواجهها نظيره الروسي متعلقة بالمستوى اللوجستي.
وفيما تبدي أوساط جيش الاحتلال اهتمامها باستراتيجية "المعركة بين الحروب"، لكنها تعتقد أنه يجب على الجيش ألا يخوض حربًا بكمية محدودة جدًا، وفي هذه الحالة قد يضرب بكثافة المناطق المبنية، على غرار "عقيدة الضاحية"، مما يعني ارتكاب مجازر دموية، بزعم أن القوى المعادية تقيم في مناطق ريفية وسط السكان، وتحوز على كميات مليئة بالأسلحة المضادة للدبابات، وهذا تحد خطير أمام الجيش الإسرائيلي ربما يتعلم كيفية مواجهته استنادا لتجربة نظيره الروسي.
لا تخفي المحافل العسكرية الإسرائيلية أنها تواجه صعوبة في التصدي للصواريخ المضادة للدبابات، أمام ما حصل عليه الجيش الأوكراني من صواريخ متطورة مضادة للدبابات، يقوم بتشغيلها بكفاءة نسبية، ورغم أن لدى الجيش الإسرائيلي خبرة واسعة في التعامل مع هذه الأسلحة، لكن القوى المعادية نجحت بتطوير صواريخ أكثر تقدمًا.
درس آخر يسعى جيش الاحتلال للاستفادة منه من حرب أوكرانيا بحسب المقال، يتعلق بنجاح الأخيرة في إسقاط عشرات المروحيات الروسية، مما يشكل خطرا على الجيش الإسرائيلي من القوى المعادية المجهزة بمختلف الصواريخ قصيرة المدى المضادة للطائرات، وفي الوقت ذاته، قد يجد الجيش صعوبة في إنزال قوات من البحر في ضوء استعدادات المنظمات المسلحة.