عمان عدد سكانها صار اكثر من 3 مليون نسمة .
و ليس ثمة ما يدعو الى الفرح والاحتفال بتضخم عدد سكان عمان .
عمليا ونظريا ، ثمة ما يدعو الى التشاوم والقلق على مستقبل المدينة .
تعرفون ان عمان من اكثر مدن العالم ازدحاما ، وعمان لربما هي المدينة الوحيدة في العالم لا يوجد بها حمامات عمومية .
تعرفون ان من يحتاج الى التبول الخيارات امامه معدومة ومستحيلة ، فاما ان يدخل الى فندق او مسجد او مطعم ، والخيار الرابع يتبول في الشارع والاماكن العامة وعلى مرمى من انظار المارة والكاميرات ، والخيار الخامس يفعلها على نفسه .
عمان تكتظ بالسكان ، وتزداد على المدينة اكلاف النمو و التضخم السكاني غير الطبيعي . الحياة غالية والايجارات مرتفعة ، والكلف اذا ما قارنتها بمدن اخرى ، فان ترتيب عمان يكون في الصف الاول الى جانب طوكيو ونيويورك ، وشيكاغو ، ودبي ، وباريس ، ولندن .
عمان سعتها السكانية لا تتجاوز مليونا ونصف نسمة ، واكثر من ذلك ضرب من العبث والحمل الزايد و العبء على التنمية والبنى التحتية والخدمات والطبيعة ، والتلوث ، والازدحام المروري .
فكرة مدينة ادارية او مدينة جديدة تحت اي مسمى يكن ، ضرورية ، والانفجار السكاني في عمان وفائض البشر لم تعد تتحمله المدينة ، ولربما السوال الاكبر ، ما هو مستقبل ومصير عمان بعد عشرة اعوام مثلا ؟
في عمان عدة مشاريع استثمارية عقارية متعثرة ، ومن بينها ابراج الخامس . والحكومة وامانة عمان تحدثوا عن سيناريوهات لحل ازمة الابراج المعلقة والعالقة .
و انصح ، لو ان الحكومة تصغي جيدا ، واقترح وان يوجه رأسمال الاستثمار في الابراج كنقطة بداية لتدشين المدينة الادارية الجديدة .
وبرجا الخامس يحتاجان الى مئات الملايين لكي ينهضا ويدشنان من الصفر . واضافة الى انهما سيكونا في حال تم تشغيلهما عبئا عقاريا وخدماتيا على عمان ، وسيخلافان ازمة في الخدمات والبنى التحتية والصرف الصحي ، وازمة المرور .
نمر اليوم من امام ابراج الخامس والسيارات تتكدس في الشوارع ، فما بالكم لو تم انجازهم وتشغيلهم ، تخليوا قليلا ما هو مصير شوارع عمان ، ستتحول الى مرآب كبير للسيارات .
عمان اليوم امام عدد سكانها الحاليين في ورطة وازمة كبرى ، ومدينة غارقة في وحل ازمة مرور يومية خانقة وقاتلة ، وازمة خدمات وازمة بالخدمات الصحية ، وازمة نظافة وازمة بيئة ، وازمة تنظيم وتخطيط .
و في علوم الاجتماع والعمران تحضر ازمات اخرى متعلقة في المجتمع والجريمة ومولدات العنف ، والتطرف الاجتماعي والديني ، والمخدرات وتسرب الجرائم من شقوق التشوهات الساكنة في هوامش المدينة .
مشكلة اخطر ، ولا اظن ان صانع القرار البلدي يتنبه لدواعيها وتوابعها .. سكان عمان من رحلوا اليها من الاطراف ومن هاجروا اليها من بلاد اخرى ، وما تخلق المدينة من حالة عدم تجانس وضبابية في الهوية والاندماج والتحول .
السؤال عن مستقبل عمان يبدو انه محفوف بارث ثقيل من الاسئلة يصعب رفع الغطاء عنها مادام صناع القرار يفكرون في ذات العقلية والادوات نمر من شوارع عمان غربا وشرقا ، مسطحات اسمنت واكوام حجارة ، وساحات جرداء وصفراء ، اللون الاخضر في المدينة يختفي ويموت .. كم اتمنى لو ان الامانة توقف التعدي على المساحات الخضراء والحدائق وتحميها .
لا اظن ان عمان قادرة على استيعاب واستقبال مزيد من السكان .. والنصحية الفضلى بان يغلقوا الابواب .. ويكفي عدد السكان الحالي ، وان تتكفل امانة عمان ان توفر لقاطنيها الخدمات الصحية والبيئة وتحل ازمة السير ورفع النفايات وتوفر حمامات عمومية.