لفهم تأثير العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا الاتحادية، أرجو قراءة الفقرة التي نشرتها «فرانس 24»، وتُبين خطورة العقوبات.
(شددت طهران على أن رفع العقوبات الأمريكية عن الحرس الثوري الإيراني، من بين المطالب الرئيسية في محادثات إحياء الإتفاق النووي، معتبرة إياها من «الخطوط الحمراء»، وذلك وفق تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإيراني). انتهى خبر فرانس 24.
هذا الاتفاق هو أخطر اتفاق دولي في العقد الحالي، فقد أُبرِم بعد مفاوضات ماراثونية في لوزان السويسرية عام 2015، بين إيران والدول الست: الصين، روسيا، أمريكا، فرنسا، بريطانيا، وألمانيا، من أجل «ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني» وإلغاء جميع العقوبات على إيران. يومذاك، وصفت واشنطن الاتفاق بالتاريخي.
تُلحِق العقوباتُ الأمريكية والحصار، ضررا فادحا شديدا بالدول التي تطالها، وليس ببعيد عن ذاكرتنا تأثير الحصار والعقوبات الأمريكية المدمرة المؤلمة على الشعب العراقي إثر غزو الكويت في آب 1990.
فقد عانى العراقيون الأمرّين من تلك العقوبات التي حرمتهم من الغذاء والدواء، ووسائل التقدم والتكنولوجيا. وقد اوقعت تلك العقوبات، التي استمرت نحو 13 عاما، العراق في عزلة شديدة.
ولن تكون روسيا الاتحادية في منجاة أو في منأى من التأثير المدمر للعقوبات التي تفرضها أميركا وأوروبا عليها.
وقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبريطانيا عن فرض عقوبات اقتصادية فتاكة قاسية على روسيا، تطال بنوكاً وشركاتٍ كبرى ورجالَ أعمال وقطاعاتٍ حيوية.
ولا يجب أن نقع ضحية الرغائبية والأخبار التي نحب سماعها فقط!!
فإعلام روسيا الاتحادية و أميركا والاتحاد الأوروبي، يقدم أخبارا وتحليلاتٍ وأشرطةً وصوراً تخدم موقفهم من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبدهي أنه كلما طال أمد الحرب، فإن كلفتها على روسيا تصبح باهظة، فتغوص أكثر فأكثر في الحمأة الأوكرانية، وستُخرِج روسيا من قائمة الدول المتقدمة ومن عضوية مجلس الأمن الدولي الدائمة.
ما أشبه الليلة بالبارحة،
فالمأساة التي أصابت شعبَ العراق الحبيب، تتكرر حرفيا على نحو مأساوي مماثل.
العقوبات على روسيا ستلحق الضرر بالشعب الروسي الصديق، وبشعوب العالم التي لم تفِق بعدُ من صدمة الكورونا !!