امل الدباس وتامر بيشتو يقدمان يوميا مسرحية « نص ساعة على الفحم» في فندق تايكي بالشميساني .
وابشركم بعودة المسرح السياسي الساخر .
و بعد انقطاع عن المسرح دام ل6 اعوام للثنائي المسرحي : الدباس وبشتو .
و قد عاد المبدعان الدباس وبشتو هذا الرمضان الى خشبة المسرح ، ويحملان عملا مسرحيا ساخرا .
حضرت اول امس العرض الافتتاحي لمسرحية « نص كليو على الفحم» .
المسرحية استئناف لمسيرة فنية مسرحية رائدة للفنانين الدباس وبيشتو كانا قد دشنا عروضها على مسارح عمان من حوالي عقدين .
و المسرحية قد تابعتها بحثاثة كلمة كلمة ، وجملة جملة وفقرة فقرة ، ولم اضيع ثانية واحدة من العرض الذي استمر لنصف ساعة .
وكم كان العرض المسرحي جميلا ومؤثرا ، وجذابا ، وكم نجح الفنانان في جلب الجمهور ، وصناعة فرجة مسرحية مثيرة وشيقة ؟
و قدم الفنانان في المسرحية تشريحا كوميديا ساخرا يختزل اللحظة السياسية والاجتماعية والوبائية في الاردن والعالم العربي والعالم .
والعبقرية اختزلت ، وكيف تجلت في رسم صور كوميدية للفرد الاردني في زمن كورونا وفي زمن ما بعد كورونا وويلات الحرب المشتعلة
في اوكرانيا وتداعيها الاقتصادي والنفسي على البشرية.
بعد غياب عن المسرح للفنانين الدباس وبشتو ، ورحلة العودة التي قام بها الى المسرح بعد 6 اعوام تتيح للجمهور ان يرى ماذا يمكن ان يقدم الفنان الاردني مسرحا كوميديا ساخرا اليوم ، وهل القضية المسرحية اختلفت ، وتغييرت مضامينها وانحرفت ، وهل سقطت اقنعة عن محاذير مسرحية فنية.
فهل تغير شئيا من هذا الواقع ؟ ام ما زلنا نستعيد نفس الممنوعات والمحظورات ، ونكتشف اكثر اننا مازلنا نراوح مكاننا ، وانه بقدر ما تغير الواقع واوجاعه والامه وقضاياه ، وازماته الوبائية والمعيشية ، والسياسية ، وسقف الامال والحلم وحب الحياة .
العرض الاول للمسرحية نجح في استقطاب الجمهور ، ونجح في صناعة حالة فرجة شيقة ومثيرة ، واضحك الفنانان الدباس وبيشتو بعفوية وصدقية فنية الجمهور . نصف ساعة مسرحية تاخذك الى عالم مسرحي استثنائي ، مغامرة فريدة ، وهي فعلا كذلك .
و التجربة المسرحية تستحق الفرجة ، واشجع اكتشافها على المسرح ، وحيث التماس مباشر مع الثنائي الدباس وبشتو في عرض مسرحي شيق ومثير .. وما احوجنا الى الضحك ، وياتي عرض المسرحية بعد عاميين من العزلة والقطيعة ، وعامان من الوباء وعودة الحياة والخروج من حصار وبائي كوني .
المسرح روح المدينة وهويتها ..و في ذلك الفضاء المسرحي الحميم يلتقي حفنة من المشاهدين ،و سنذهب هذا المساء الرمضاني الى مسرح تايكي ، في مواجهة عرض كوميدي ساخر مواجهة عنيفة مع جلسة مسرحية ساخرة قاسية وفاضحة وناقدة ، نعم مضحكةو رقيقة ، ولكنها فوق ذلك تدفع الى التفكير العميق ، وتشعرك بمواجع والالام الواقع .. وهذا هو دور الكومديا والمسرح السياسي فضح وتعرية الواقع .