وَصفي.. (من جديد!!) وكذلك عرار
قدْ عادَ من موتِهِ «وصفي» ليسألـَـني :
هل ما يزالُ على عـَهْدي بهِ .. «وَطني» ؟!
ولمْ يَقُلْ - إذْ رأى دَمْعي يُغالبُني - :
إلاّ «كَفى»! وأعيدوني إلى «كَفَني»!
فباطِنُ الأَرضِ، للأحرار ِأَكرمُ منْ
كُلِّ الذي فوقَ ظَهْرِ الأرضِ، من «عَفـَنِ»!!
أنا قَتَلتُ «أبي»! والحِقْدُ يَعـْصِفُ بي
وكان منّي، مكانَ الرّوح ِ في البـَدَنِ!
ماذا أقولُ لهُ ؟! إنّي تَرَكتـُكَ لِـلـْ
«تُجّارِ»، في النّارِ، كي «يَمْتَدَّ بي زَمني»؟!
ما كنتُ أُوثرُ أَنْ يَمْتدَّ بي لأَرى
بَحْري يُراوِدُني عنّي.. وعن «سُـفُـني !»
لقد رأيتُ الذي حَذَّرْتَ مِنْهُ: أَذىً
على أَذىً.. وأسىً كالظِّـلِّ يَتْـبعُني!
عن كُلِّ هَمٍّ أنا المَسْؤولُ، أَدْفَعُ ما
لا يستحقُّ عليَّ الدَّفعَ من ثَمَنِ!
دَفَعتُ حتّى «فواتيرَ اللّصوصِ»، وما
أزالُ أدفعُها.. في السّـرِّ، والعَلَنِ!
هذا زمانُ «نَعَمْ»!! في أبجديّةِ مَنْ
لم يَبـْـقَ مِنْ خَيْـلِهِمْ، فيهِمْ سوى «الرَّسَنِ»!
«وَصْفي!!» وأعرفُ أنّ الرُّوحَ تَسْمعُني
إرجِعْ، وَلَوْ شوكةً في الخَصْرِ، تُوجِعُني
أو زَهْرةً من زُهور ِ القَفْرِ، يابسةً،
تَحْمي «بقايايَ».. من ضَعفٍ، ومنْ وَهَنِ!
إرجعْ كَعُصفورِ»دُوريٍّ».. يُذَكّرُني
بأنّ ثمّة َ غُصْـناً بَعْدُ.. لم يَهُنِ!
وأنّ ثمّةَ لحـناً ليس يسمعُهُ..
الاّ الذين لهم قلْبانِ في الأُذُنِ
هذا حِمانا.. ونحنُ العاشِقونَ لهُ
وأنتَ في كُلِّ قلبٍ، غيرِ مُرْتَهَنِ!
«عرارُنا واحِدٌ».. والشِّعرُ يجمعُنا
ولنْ تَحيدَ قوافينا.. عن السُّـنَنِ!
وَسِّعْ لنا، يا «أبـا وصفي»، فإنّ بنا
شوقاً للقياكَ.. وافْـرِدْ رُقْعةَ الكَـفَنِ !
وقُـلْ لوصفي.. بأنّا قادمون معاً
كي لا نُصَـلّيَ بَعْدَ اللهِ، لـلوَثــَـنِ!
قدْ غابَ عنّا الوفا.. والحُبُّ هاجَرَ مِــنْ
قُلوبِنا.. فكأنّ الحُبَّ لم يَكُنِ!!
* مقاطع من قصيدة طويلة.. مهداة إلى أخي محمد داودية الذي ضرب أول أمس، بسيفه الطفيلي تحت الحزام، بقوّة!!