زاد الاردن الاخباري -
كشف رئيس جمعية أطباء الحساسية والمناعة الأردنية واستشاري أول لأمراض الحساسية والمناعة الدكتور هاني عبابنة ان هناك تزايدا ملحوظا في معدلات الإصابة بالحساسية الموسمية لهذا العام بالمملكة.
وأشار في تصريح ان تقلبات الجو السريعة والتفاوت في درجات الحرارة بين يوم واخر، بالإضافة لارتفاع نسبة الرطوبة، انعكست سلباً على الأغشية المخاطية المبطنة للأنف والحلق عند الأشخاص، فأصبحوا أكثر عرضة للغبار وحبوب اللقاح التي تتفتح وتنتشر حاليا، وبالتالي ارتفاع نسبة المصابين بالحساسية الموسمية هذا العام، مبينا انه من المفترض ان تكون معدلات الرطوبة أقل من الحالية بنسبة 50%.
وأضاف: نسبة حبوب اللقاح لهذا الموسم مرتفعة أكثر مقارنة مع السنوات الماضية، فعندما تكون غبار الطلع أكثر من 25 حبة بالمتر المربع فإنها تكون محسسة، في حين نسبتها لدينا بحدود (50-70)، وهذا سبب رئيسي أيضا لازدياد معدلات الحساسية عندنا.
وبين ان الأزهار واللوزيات والأزهار البرية مليئة بالمملكة، خصوصا بمناطق الشمال، وجميعها تنقل وتنشر حبوب اللقاح لمسافات بعيدة وليس للأماكن التي حولها فقط، حيث يحملها الهواء لمناطق مختلفة، حيث ان تفاوت التقلبات الجوية والتغير المناخي أدى لارتفاع نسبتها هذا العام، وفي هذا الوقت تحديدا، مما أدى لوجود عدد اكبر من المصابين بالحساسية.
وعن نسبة الاستعداد الوراثي للإصابة بالحساسية بالمملكة، لفت عبابنة الى انها مرتفعة، فنسبتها تكون 40% إذا كانت الأم مصابة بها، و 30% إذا كان الأب مصاب بها، وفي حال إصابة الأم والأب تكون فوق 80%، وهي نسبة مرتفعة جدا، مشيرا الى ان موسم الحساسية الحالي كشف بشكل أكبر عن الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للحساسية، بسبب ازدياد المواد المحسسة مثل الغبار وحبوب اللقاح.
ونبه بأن الخوف الأكبر هو ليس ان تتسبب الغبار وحبوب اللقاح بعمل تهيج بالمجاري التنفسية كالعين وسيلان الأنف والاحتقان، إنما من ان تسبب الربو الصدري لدى الأطفال، فالحساسية لها علاقة بالربو، إذا ما علمنا ان 40% من حالات الحساسية التنفسية مرتبطة بالربو، و 80% من حالات الربو لديهم أنواع مختلفة من الحساسية.
وفيما يتعلق بالعلاجات اللازمة للمصابين بالحساسية الموسمية، قال عبابنة بأن العلاج يكون حسب الحالة إذا كانت خفيفة او شديدة، فيعطى المريض مبدئيا علاجات على شكل بخاخات او مضاد للهيستامين ومضادات الاحتقان، وفي حال عدم تجاوبه يمكن الذهاب للعلاج المناعي البيولوجي، حيث نسبة الشفاء تكون 80%، ويعطى نفس المادة المحسسة له بعد اجراء الفحص له وعلى تركيزات ونسب قليلة، حتى لا تتفاعل بشكل خاطئ مع المادة المحسسة، وعمل تمرين وترويض للجهاز المناعي لديه.
ودعا الى ضرورة تناول المرضى أدويتهم قبل بدء موعد الحساسية بأسبوعين، حتى لا تتأزم حالتهم لاحقا، ويكون التجاوب أسرع، لتمر عليهم بشكل خفيف ودون معاناة، لافتا بالوقت ذاته الى ان ضيق التنفس يعتبر من الأعراض الشديدة للحساسية سيما بالليل، وتعالج كأنها ربو صدري، متوقعا ان يستمر موسم الحساسية حتى نهاية حزيران القادم.
وبخصوص ارتباط الحساسية وتأثرها بالتدخين والتلوث، أوضح عبابنة ان التلوث والتدخين يعملان على تجمع المواد الناتجة عن عوادم السيارات وغيرها، لتتركز بالأنسجة المخاطية للأنف والحلق، وهي مواد مثيرة للحساسية.
وحث المرضى على الابتعاد عن التدخين والأرجيلة والسجائر الالكترونية، وعن التوتر النفسي والعاطفي، وارتداء الكمامة من أجل منع دخول غبار الطلع للأنف والفم، بالإضافة للابتعاد عن مسكنات الألم مثل الفولتارين، وممارسة الرياضة كالمشي والسباحة لتقوية الدورة الدموية، وزيادة تجاوب الجهاز المناعي للحساسية، وعدم الخروج بالأوقات التي فيها غبار.
وفي سياق متصل، طالب عبابنة بضرورة إنشاء مركز وطني للحساسية، وتوفير الأجهزة اللازمة لذلك، أسوة بدول متقدمة وعربية كالعراق والسعودية والكويت وغيرها، بحيث يتم توحيد الاجراءات الموجودة للكشف عن الحساسية وعلاجها، ورصد أسبابها في كافة أنحاء المملكة... كما ان المركز سيقوم برصد تعداد حبوب اللقاح وغبار الطلع فيها، بالإضافة لنشر أبحاث علمية مواكبة لما يحدث حولنا في هذا المجال، وتدريب الأطباء والمختصين ذات العلاقة، وعمل الورشات والدورات لهم، وتقديم نشرات يومية على وسائل الإعلام بكيفية التعامل مع موسم الحساسية، وتبيان الحالة المناطة بها للمواطنين على حد قوله.