زاد الاردن الاخباري -
تشهد مجموعة ”السحرة “ في تطبيق ”تيك توك“، خلافات داخلية واتهامات بالتضليل، بين قدامى السحرة المحترفين وبين الناشئة المستجدين منهم، وصفها موقع ”إنسايدر“ الأمريكي بأنها ”اقتتال داخلي يهدد بتقسيم هذا المجتمع الافتراضي“.
وتلبي ”فيديوهات“ هذه المجموعة، احتياجات الأشخاص من مختلف الأعمار، فالناس من جميع أنحاء العالم ومن مختلف المعتقدات يستخدمون مصطلح السحر ويعرفون أنفسهم على أنهم ”سحرة“ أو ”ويكا“، حسب المصطلح الشائع في ”تيك توك“.
وأشار تقرير ”إنسايدر“ إلى أن ”نشطاء السحرة على تيك توك، نجحوا في تعميم ثقافية مجتمعية ضمن جروب يشار إليه غالبًا باسم WitchTok، ويعرض مقاطع فيديو تدعي تعليم التعاويذ والسحر، حققت 25 مليار مشاهدة“.
وقال إن ”ديانة وثنية حديثة باسم الـ vodou، نشأت في هايتي، تتضمن ممارسات روحانية يغلب عليها التنبؤات الفلكية، ولها علاقة كما يبدو مع سحرة تيك توك“.
وفي عرضه لنشأة وتطور هذا الخلاف ضمن جروب السحرة ”WitchTok“، قال موقع ”إنسايدر“ إن ”البداية كانت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما نشر مقطع فيديو تعليميًّا قصيرًا، ادعى فيه أنه يعلم وصفة لجعل شخص ما يفكر فيك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.. والطريقة تحتاج لبعض الخطوات البسيطة، مفادها: اكتب اسم الشخص الذي لم يبادلك الحب على قطعة من الورق 3 مرات، وقم بطي الورقة 3 مرات، ثم ضعها تحت وسادته.. ومجرد الحلم بهذا الشخص يعني أن الوصفة قد نجحت“.
ومنذ ذلك الحين، تمت مشاهدة هذا المقطع أكثر من 20 مليون مرة وتلقى 1.4 مليون إعجاب، لكن التعليقات كانت مليئة أيضًا بالتحذيرات.
وبعد 3 أسابيع من تحميل تعويذة الحب، قامت إحدئ الناشطات على ”تيك توك“ في مجال السحر، وتدعى، ارين انجيللي، بنشر رد على التعويذة تصفها بأنها ”معلومات مضللة“.
وقالت أنجيللي ”من الناحية الفنية التعويذة ليست مخطئة.. لن تكونوا قادرين على التوقف عن التفكير في من تحبون لأنكم ستكونون في حالة هوس“.
وواصلت التحشيد ضد من وصفتهم عديمي الخبرة وينشرون ”تعاويذ“ لا تستند إلى التقاليد أو التاريخ.
وبينت أنجيللي، التي لديها 224000 متابع على ”تيك توك“، متحدثة لـ“إنسايدر“، إنها من أتباع ”vodou“.
وقالت إنها بدأت في النشر عن معتقداتها على ”تيك توك“ في بداية وباء ”كورونا“، وانتهى بها الأمر على غروب ”السحرة“.
وأضافت إنها ”منزعجة للغاية مما تراه على المنصة، وإنها قلقة بشكل أساسي من الكثير من المعلومات الخاطئة، والكثير من الأشخاص المضللين، والكثير من الحماقة بشكل عام“.
ولا يتعلق الأمر فقط بـ“التعاويذ المفترضة“ عن الحب – فقد أشارت أنجيللي، إلى ”مئات مقاطع الفيديو حول فقدان الوزن، وجعل شخص ما يرسل لك رسائل نصية، وجني الأموال التي يمكن للمرء العثور عليها على التطبيق“.
وبالنسبة لأولئك الذين يأتون إلى السحر على ”تيك توك“، فإنهم -كما تقول أنجيللي ”لا يفهمون التاريخ العميق والمعرفة التي قد يتمتع بها الممارسون الأكثر خبرة“.. وبالنسبة إلى أنجيللي، فإن تجربة هذه التعويذات تشبه امتلاك ”شجرة بلا جذور“، وحملت ”تيك توك“ مسؤولية السماح بهذا النوع من التزييف.
واضافت أنجيللي ”عندما ولدت التعاويذ من قبل أسلافها، كان ذلك من أجل الحماية من الأخطار التي يواجهها الأمريكيون من أصل أفريقي.. تربيتي تؤثر بشكل كبير على كيفية ممارستي للسحر.. لذا فإن الطريقة التي تعلمت بها القيام بالأشياء قد تكون مختلفة إلى حد كبير عن الآخرين“.
نزاع المحترفين والهواة
وقد بلغ الارتفاع في محتوى السحر على وسائل التواصل الاجتماعي في الأعوام الأخيرة، ذروته في الشعبية الهائلة التي تمثلت بمجموعة الـ ”ويتش توك“، لكن هذا الموقف الجماعي بدأ يشهد تمييزا ضد الممارسين عديمي الخبرة – الذين يشار إليهم غالبًا باسم ”السحرة الصغار“ – ممن يتهمون بإنهم فقط يبحثون عن المال والشهرة.
وفي الوقت نفسه، وفق موقع ”إنسايدر“، يرى الكثيرون أن منصة ”تيك توك“، مليئة أيضًا بالأشخاص الذين في حالة إدمان على تسويق المعتقدات الروحية ويطاردون النفوذ والشهرة، ما يؤدي إلى الاقتتال الداخلي حول تعقيدات ”التعويذات“ وإدعاء الملكية الثقافية.
وغالبًا ما يتهم من يطلق عليهم ”سحرة الأطفال“ منتقديهم بأنهم ”حراس بوابات“، يرفضون تزويدهم بمعلومات حول التعويذات التي يقول البعض إنه كان من المفترض مشاركتها.
وأشار أحدهم ، واسمه“ وت“ إلى حراس البوابة على أنهم ”سحرة يضعون قواعدهم الخاصة حول من يمكنهم ومن لا يمكنهم تسمية أنفسهم بالسحرة الحقيقيين“.
أما أعضاء المجتمع الأكثر خبرة، فيقولون إنهم يريدون مساعدة الوافدين الجدد، ولكن بشروط.
سييرا مايرز، التي اهتمت بالروحانيات منذ صغرها وتصف نفسها بأنها ”وسيط روحي“، أخبرت ”إنسايدر“، أنها بدأت البحث عن الأديان المختلفة ومجالات السحر منذ نحو 5 أعوام.
وقالت إنها شاركت في مجتمع ”ويتش توك“ في بداية 2020، ولها 105000 متابع منذ ذلك الحين.
وأضافت أنها ”مجموعة تزخر بالأشخاص المدهشين والمعرفة والتعليم.. لكن النصف الآخر مليء بالمحتالين الروحانيين المتعطشين للمال وغير المتعلمين والدراماتيكيين، ما يجعل المجتمع يبدو سيئًا“.