تحرّك أردني ضخم يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني لوقف الانتهاكات الاسرائيلية والاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى والاعتداءات غير الإنسانية على المصلين والمعتكفين في المسجد، وصولا لإغلاق أبواب المسجد أمام المصلين في شهر رمضان المبارك، تحرّك حرّك ساكن الصمت الذي يلف ما تشهده مدينة القدس المحتلة، مطالبا بضرورة وقف جميع الإجراءات اللاشرعية والاستفزازية التي تخرق الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف / المسجد الأقصى المبارك، وتدفع باتجاه المزيد من التأزيم.
جلالة الملك وجّه الحكومة، خلال ترؤسه اجتماعا عبر تقنية الاتصال المرئي حول التطورات الأخيرة في القدس، أمس الأول إلى الاستمرار في اتصالاتها وجهودها الإقليمية والدولية لوقف الخطوات الإسرائيلية التصعيدية وبلورة موقف دولي ضاغط ومؤثر لتحقيق ذلك، مشددا على أن الحفاظ على التهدئة الشاملة يتطلب احترام إسرائيل للوضع التاريخي والقانوني في الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك، وإيجاد أفق سياسي حقيقي يضمن تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين، فيما أكد أن حماية القدس ومقدساتها ستبقى أولوية أردنية، واضعا بذلك جلالته محددات واضحة للحكومة بأن تبقي القدس أولوية ضمن الثوابت الأردنية بهذا السياق، فهي القدس التي لم تغب يوما عن عين جلالة الملك.
وضمن ذات التحرّك الذي يقوده جلالة الملك أجرى جلالته أمس عددا من الاتصالات مع زعماء وقادة عرب ودوليين، في مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، بحث خلالها التصعيد الإسرائيلي في القدس الشريف، والتأكيد على ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية في الحرم القدسي الشريف/ المسجد الأقصى المبارك، ومواصلة بذل كل الجهود لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير في القدس، مع التأكيد أن ما تقوم به اسرائيل يقوّض فرص تحقيق السلام، دافعا بالقضية الفلسطينية وما يحدث في القدس لواجهة الاهتمام العربي والعالمي، وجاعلا منها القضية الأساسية على الأجندة الاقليمية والدولية بتشخيص ما يحدث وخطورته وأثره على تحقيق السلام وتقديم حلول واضحة، في رسالة ملكية واضحة أن حلّ عمّان سيقود لسلام حقيقي تنعم به المنطقة والعالم.
الدخول في تفاصيل ما يدور من جرائم إسرائيلية في القدس المحتلة، خلال شهر رمضان المبارك حتما يقودنا للكثير من الحقائق والتي يعدّ أبرزها فتح الباب مشرعا برضا وحماية وربما حبّا للمستوطنين من قبل حكومة الاحتلال لكل ما يقومون به من اعتداءات واجراءات استفزازية، وتازيم واقع الحال بشكل مستمر دون توقف، وبطبيعة الحال يقابل ذلك حالة من الصمت أو اغماض عين الاهتمام عالميا عن ما يدور على أرض القدس وفي المسجد الأقصى الشريف، ليخرق جدران هذا الصمت الصوت الأردني بقيادة جلالة الملك في حراك دبلوماسي هو الأضخم والأكثر تسارعا منذ يومين تأكيدا على مضيه بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، ولوقف الجرائم الاسرائيلية التي لم ولن يسكت عنها الأردن بقيادة جلالة الملك يوما، ولن يغمض عينيه عن ما تقوم به سلطات الاحتلال من اعتداءات واجراءات تبعثر الحقوق وتقوّض من فرض السلام، وتدفع باتجاه تأزيم واقع الحال الذي باتت شرارة بركانه تنطلق في سماء السلام بشكل يلزم التحرك العربي والعالمي لوقف ما تقوم به اسرائيل وما تسعى لفرضه على المدينة المقدسة ومقدساتها.
جهود ضخمة قام ويقوم بها جلالة الملك لوقف الاجراءات الاسرائيلية، وجعلها قضية وأولوية عربية ودولية، من خلال اتصالات مكثفة يجريها جلالته مع عواصم عربية وعالمية، برفض واضح وعلني لكل ما تصرّ على اقترافه اسرائيل من اجراءات استفزازية تدفع للكثير من التأزيم، وغياب لكل سبل السلام، جهود أردنية تعدّ الأقوى بتأكيدات فلسطينية بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان فالأردن توأمهم معهم.. الأردن لا يقف خلف شاشات ليراقب ويستنكر بشاعة المشاهد، الأردن يقود اليوم جهودا هي الأضخم لحماية القدس.