حقيقة لا تخلو الحياة من الصعوباتِ التي نمر بها بشكل متتابع في حياتنا اليومية ، فإذا خلت الحياة من الصعوبة لما استشعرنا بجمالها ، فالحياة مليئة بالصعاب الاجتماعية والفردية وغيرها ..
لطالما تملك اليأس منا في كثيرا من فترات حياتنا، حتى أصبحنا نفكر يوميا ، كيف نتغلب على هذه الحياة الصعبة ؟ ولكن للأسف أوصلتنا الحكومات المتعاقبة إلى طريق مسدود أو بالأحرى اوقعتنا بمستنقع عميق صعب الخروج منه إلا بمعجزة من رب العباد ..
لا نسمع من الحكومة غير التصريحات النارية والعين الحمراء ، ولكن على أرض الواقع غير ذلك ، وطبعا حيتان البلد اقوى من اي قرار حكومي ، ونحن كشعب فقدنا المصداقية بالحكومة وبمجلس النواب من زمن بعيد ، ونشعر بأننا لا ولن نملك أي سلطة تنفيذية أو تشريعية بحجم الوطن ..
وطن مر لأننا نعشقه من جذورنا ونفديه بدمائنا ، وكم من شهيد من أجهزتنا الأمنية ضحوا بحياتهم من أجل الوطن وحمايته من اي خلخله قد تضر بالوطن من تهريب المخدرات أو حماية الحدود من المتسللين وكم أحبطت أجهزة المخابرات العامة عمليات إرهابية كانت ستدمر البلد ، وكلنا فخر باجهزتنا الأمنية درع وسياج الوطن .
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كان وما يزال همه تحسين أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولكن للأسف الوطن بحاجة لرجال امثال وصفي التل الذي كان همه الوطن لا الكرسي العاجي ، وقسما بالله ما زلت أتذكره بأنه كان يأتي وحده بدون حراسة ليشتري السكر والشاي والرز من دكان جدي في صويلح وكم كان متواضعاً حيث يجلس على الكرسي الخشبي من القش وببدلة الفوتيك التي يعمل بها في ارضه ويحتسي الشاي مع جدي وجيران جدي من أصحاب الدكاكين وكل كلامه عن هموم الوطن والمواطن وكيفية زراعة الوطن بالقمح ..
وزادت مرارتنا بالوطن حيث الحكومات قتلت الاقتصاد والاستثمار وزادت مرارته بزيادة البطالة إلى مستويات قياسية وقاتله حيث بدأ الفقر يزداد فوق فقرنا مما أدى إلى زيادة العنوسة بين الجنسين ، وهذا موضوع خطير جداً يعمل على خلخلة المجتمع من رأسه لساسه ..
زادت مرارتنا من قلة الوظائف حيث الوظائف محسومة لأبناء كبار البلد ورفاهيتهم ، وهل ترى ابن مسؤول بدون عمل وبوظيفة محترمة وبرواتب عالية واكثرهم بالهيئات المستقلة والتي فصلت وبطرق شيطانية لأبنائهم ، ومن سنين ونحن نسمع من الحكومة والنواب عن دمجها مع الوزارات ولكن لا حياة لمن تنادي ..
جلالة الملك عبدالله بن الحسين أراد منكم وبكل تكليف سامي أن تعملوا على خدمة الوطن والمواطن وتقديم كل ما يلزم من خدمات على مستوى عالي وراقي ..
لا أعرف صدقا لماذا الوظائف العليا والوزارات في وطني وراثية وفي مفهومنا فقط الملكية هي فقط وراثية ضمن الدستور الأردني ..
والدارس لعلم الاقتصاد يعلم جيداً أن أسعار السلع والخدمات لا تستقر على حالها ، فهي تتبع حركة السوق وآلياتها، وهي حركة متغيرة بطبعها ، كما أن للغلاء أسباب عدة يتصل معظمها بالدول المنتجة للسلع وتتصل كذلك بالتضخم العالمي ؛ وهناك أسباباً أخرى داخلية تخص كل دولة على حده منها الفساد المالي والإداري ، وخلل السياسات الاقتصادية ، ونقص الموارد ، وضعف الإمكانات البشرية ، وقلة الإنتاج المحلي وغيرها ، لكن المؤمن يعلم أن كل شيء بقدر الله عز وجل ، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فالله سبحانه وتعالى قد قدر كل شيء صغيره وكبيره ، ولكن في بلدي الحكومات تربح أكثر من بلد المنتج مثل اسعار الطاقة والمركبات وغيرها ، وكذلك الضرائب والجمارك تفرض علينا وبالمستويات القياسية والتي أصبحت فوق قدرتنا ..
لذا نحن نعيش بوطن مر وزادت مرارته ولكن الى متى وبمديونية لا تصدق وتعدت الخمسين مليار وهذا يؤدي إلى زيادة التضخم مما يؤدي إلى ضعف القوة الشرائية للدينار الاردني وعلى مدى القريب البعيد كل المؤشرات لا تبشر بالخير وانما الحياة ستصبح أصعب وظروف من أسوأ لأسوأ وكلام الوزراء عبارة عن زوبعة في فنجان قهوة وان لناظره قريب ..
وأخيراً الوطن هو الحصن الذي نعيش فيه ويعيش هو أيضا فينا ، فهو الأرض التي نشأنا وتربينا في خيراتها ، وأعطتنا الحماية والأمان واللحظات الجميلة. هو اللواء الذي يضمنا جميعا تحت رايته، ومنه نتعلم معنى الاحتواء والانتماء ، ومن أجله ندافع عنه بكل قوة ، ونضحي بأسمي ما نملك وهي أرواحنا فدائه وفداء العائلة المالكة .