زاد الاردن الاخباري -
جزء من الإستقبال العائلي الحار للملك عبد الله الثاني في عمان امس الأول بعد اجراء عمليته الاخيرة كان بمثابة رسالة سياسية تتجاوز الترحيب الشعبي بعودة الملك سالما والاطمئنان على صحته باتجاه وحدة الاردنيين ليس فقط على مستوى الشارع والحكومة والمؤسسات لكن على مستوى مؤسسة القصر والعائلة المالكة عندما يتعلق الامر بملف القدس والمسجد الاقصى .
لاحظ الجميع بان الملك عبد الله الثاني اشتبك ومنذ اربعة ايام على الاقل وقبل حتى انتهاء فترة النقاهة الصحية التي قررها الاطباء مع بند واحد فقط على جدول الاعمال السياسي الاردني وهو حصريا القدس وما يجري في الاقصى .
هنا وفي التفاصيل ادار الملك اجتماعا عن بعد من المركز الطبي واصدر سلسلة اوامر للحكومة وللمؤسسات وحتى للأجهزة الامنية وقرر تفعيل الخلية الامنية تحديدا ثم امر باستضافة اجتماع للجنة العربية في عمان وبسرعة .
كل تلك المعطيات اعقبها نشر مقال الامير المخضرم الحسن بن طلال والذي يقول بالمختصر بان ما يجري في الاقصى وبالنسبة للهاشميين ليس صدفة وهي دلالة مهمة هنا على ان العائلة المالكة ايضا مؤمنة بان دور الوصاية وماكينتها في القدس هو هدف الترتيبات الاخيرة لحكومة نفتالي بينت المتطرفة .
بمعنى آخر الجزء المتعلق بتركيبة الوصي الهاشمي تحركت عملياتيا وسياسيا وبكل ثقلها خلال الايام الاربعة الماضية وتلك ايضا رسالة رافقت عودة الملك الى بلاده وسط اجواء مشحونة عموما في فلسطين والاردن قوامها وحدة الموقف في المستويات الشعبية والرسمية تجاه تطورات الاحداث .
تحت قبة البرلمان كانت اوامر وتوجيهات الملك لرئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة واضحة الملامح ايضا في خطاب غير مسبوق ضد الاجراءات الاسرائيلية منذ توقيع اتفاقية وادي عربة عام 1994 حيث رصد الخصاونة وهو يقول شعرا ضد الاسرائيليين ويلقي بخطاب سياسي لم تعهده الدبلوماسية الاردنية بالماضي لا بل طوال عقود مما يعني بان الاردن قرر الاشتباك والصدام السياسي .
ومما يعني بان المؤسسة الاردنية تأخذ الاجراءات الاسرائيلية الاخيرة في المسجد الاقصى على محمل وطني وشخصي هذه المرة والخصاونة هنا هاجم ولأول مرة ما وصفه بالحملة الصهيونية لإرهاب اهل القدس وما يستدل عليه من خطابه هو تقديم الدعم والاسناد لأهل الرباط من اهل المدينة المقدسة ولموظفي وكادر وزارة الاوقاف العاملين في القدس المحتلة
الثابت الاردني يتحرك في سياق القدس والمسجد وحكومة عمان بوضوح أعلنت استعدادها ليس لقطع العلاقات مع اسرائيل فهذا القرار صعب ومعقد وقد يكون بمثابة الطلقة الاخيرة في اي مواجهة مفتوحة لاحقا ولكن للصدام مع حكومة نفتالي بينت دبلوماسيا وسياسيا وعلنا وتحديدا في الأقنية الامريكية والاوروبية وبالنتيجة تحمل كلفة ذلك .
وقد بدأت الكلفة فورا فالمنابر الاسرائيلية المتشددة بدأت تتهم الاردن وحكومته بالتحريض على الارهاب في القدس وخشية الاسرائيليين واضحة من حراك دبلوماسي اردني مكثف يؤسس لرواية شرعية الرباط والتي تعتبر عنوان المعركة الاشرس بين اسرائيل من جهة والاردنيين من جهة اخرى .
وتلك المنابر الاسرائيلية او الصهيونية على حد تعبير رئيس الوزراء الخصاونة بدأت تحاول تذكير الاردنيين بالمياه التي تقدمها اسرائيل لهم.
لكن الاردن مشتبك بالرغم من ذلك ويدفع باتجاه تدويل ازمة ما يجري في المسجد الاقصى بوضوح تنديدا بخطة التقاسم المكاني والزماني وعبر التأسيس لاختبار جذري وعميق هذه المرة يطال كل الاطراف في الخارج والداخل دفاعا عن الوصاية بمعناها الهاشمي والقانوني والسياسي .
وقد لوحظ مبكرا ان الاردن وبرصد مجسات حكومته يحدث فارقا على الارض عبر التنسيق مع قادة السلطة ودول عربية مثل المعرب ومصر والامارات.