تينا المومني… يقول الوزير العسعس أن الأمل في الشباب للخروج من سلسلة الأزمات، أجل يا معالي الوزير “يحيا الشباب” طالما أن الحياة سيئة بكل الأحوال، وبصفتي شابة وأما حقيقية لبني آدم، وقائدة مجموعة – باعتبار الأربعة مجموعة- وأنني أشتري دخاني والبندول من “حر مالي” بل وأعرف كيف أوفر بعد أن أشنق جيبي على منصات الدعم والضرائب كي أشتري “سشوار صيني… وأتبغدد” وطالما أن أحدهم لن يكترث! فإنني أرى أنني الأحق بوضع سياسة الخروج من سلسلة الأزمات تلك والخروج إلى رحمة الله أيضا، إنها يا رعاك الله سياسة الديك البياض التي يقولون عنها وهماً أما عن الواقع فتعال…
لقد شاهدت ديكا يبيض، وأنا بعمر السادسة قلت لأمي فضحكت علي وسألتني ظنا منها أنني لا أميز بين الدجاجة والديك ” كيف شكلو؟ قلت: لحيتو حمرا وكبير، فضحكت مره أخرى ثم ذهبت وأخبرت أخواني ضحكوا علي ولما جاء أبي قلت:” بابا شفت ديك بيبيض، فقال: طيب إحكي لامك تعمل قرفة وجوز”، في المساء جاء خالي كانوا يتحدثون جميعا بينما أنا أفكر بذاك الديك الذي تباً له ولحظي لم يجد غيري كي “يشمر عن قفاه” ويبيض أمامي، يبدو أنه لن يصدقني أحد، حتى استطردت قائلة: ” خالي والله شفت ديك بيبيض”، وضحك الآخر ثم قال حفظه ورعاه الله: نعم صحيح الديك يبيض مرة واحدة بالسنة، أخيرا. يبدو أنهم اقتنعوا وصدقوا ما رأيت، ومنها أدركت أن الحقيقة هي آخر ما يرغب أن يصدقه المرء، وأنها على الأغلب عارية حتى يحتويها شخص متفق عليه وبأنه مثل ” قوقل” و كل ما يشهد به هو الحق.
يوصف أمر بيضة الديك بأنه أمر لا يتكرر حدوثه إلا مرة واحدة في العُمر، أي أنه شيء نادر الحدوث كتحميل الأمل على عاتق شبابنا المنهك في إيجاد خارطة طريق الخروج من سلسلة الأزمات، وذلك باعتبار أن معاليه متفق عليه وما يشهد به حقيقة أيضاً، كالحقيقة التي ما زالت عاريه حول ” من أدخلنا وكيف دخلنا بسلسلة الأزمات تلك؟ وكيف لكل الحكومات السابقة المدججة بأسلحتها وشرعيتها والتي اتسعت – مثل كم جلابية صعيدي- لأعداد هائلة من الوزراء.. أقول، كيف لها بعدم إخراجنا منذ أمد بعيد من تلك السلسلة وعنق الزجاجة، وزجي للتفكير بديك ” الجاجة”… وبالعودة لذاك الديك أستذكر هنا المثل الياباني الشهير الذي أشهد ” قوقل” عليه:- ” منقار الديك ولا ذنب الثور” .
سألخص سياسة الديك البياض بالمثل الكردي الذي يقول:” الديك الفصيح من بيضته يصيح” يا معالي الوزير، لقد شاب الشباب بانتظار فرص العمل ولما قرروا بعد شحن الحكومات طاقات الأمل لديهم أن يفكروا خارج الصندوق -دخلوا بالصندوق مرة أخرى للبحث عن بطاقات لهواتفهم غير المشحونة- والنتيجة أفكار ” مخللة بترفع الضغط” كبقاء “المسحراتية طوال السنة وليس فقط في رمضان – من جهة كل سنتهم عيد ومن جهة أخرى يتم استعمالهم رابع شدة بكل حارة عند الحاجة- هناك أيضاً فكرة استحداث طاولة بجانب طاولة كتبة الاستدعاءات أمام المحاكم يوضع عليها يافطة ” شاهد زور” ما دامت الحقائق عارية، لقد شاب الشباب بانتظار القبض على 150 ألف مطلوب منهم للتنفيذ القضائي، شاب الشباب بعدد كلمة “لا” التي نطق بها؛ لا للفساد ..لا للمحسوبية ..لا لرهن الطاقة.. لا للتطبيع.. لا للغاز الإسرائيلي.. لا للماء الإسرائيلي، لقد شاب الشباب بانتظار سحب السجاجيد من تحت أقدام المحتل بكل اعتداء وتجاوز على الأقصى الشريف، وبانتظار استدعاء القائم بأعمال سفارتهم لدينا، لقد شاب الشباب بانتظار كاريزما سياسية تثير شغفهم لانتظار قرارات مجلس الوزراء أو حضور جلسة برلمانية أو الانتساب بالدم لحزب ما.
ختاما، الحل كما قال المثل الصيني عن نفس الديك البياض :” البيت الذي تزاول فيه الدجاجة عمل الديك يصير إلى الخراب”، إذا ليعيد المسؤول للشباب شبابه أولا ويمكنه، ثم اعقدوا على نواصيه الخير.