ما زلنا في نصف أو ثلثي رمضان ولم تأتي روائح العيد وأسعاره الجديدة بعد ... من زار سوق الملابس والبضائع لاحظ بعض المحال يضع بسطة أمام المحل عليها بعض الألعاب والكراكيش والطقاطيق والسيارات الصغيرة والقلابات واللعب ، وكعادة الأطفال تستوقفه مثل هذه البسطات ليختار لعبة (ونش صغير أو سيارة أو جرافة ...) فعندما يختار الولد اللعبة التي أحب، يحضنها ويمنع أي أحد من حملها...لكن بعد الدخول للمحل للمحاسبة ليفاجئك صاحب المحل بسعرها الجديد المرتفع، والمشكلة نفس اللعبة ونفس المحل ونفس البائع قبل رمضان كان سعرها ثلث المبلغ المطلوب ، ولما سألناه عن سبب الارتفاع الهائل قال : ما أنت بتعرف إحنا مقبلين على عيد ، ... مع العلم بأن مثل هذه اللعاب ليس لها عمر زمني (بلا روح) فقط بمجرد ما تصل البيت بتخرب مباشرة ( إما بتفلت عجلاتها أو تنقسم نصفين) ،و الله الواحد بسبب طمع وجشع بعض الباعة بده يرجعها لكن ما بحب يكسر بخاطر الولد لأنه أختارها وحبّها ، هذا بس شيء بسيط واللي على البسطة الخارجية ، هاي كيف لو دخلنا على البضاعة اللي داخل المحل شو رح يصيبنا ...والمشكلة الكل بحط الحق على المصدر إما المصنع أو الموزع أو الحكومة ، طيب ما أنت من الشعب ومن الطبقة الفقيرة وبترفع السلعة ثلاثة أضعاف (والله الرفع من المصدر أرحم من رفع بعض التجار وأصحاب المحال) ... هاي الله يعين الأهالي بكرا لما رح يشتروا أواعي للعيد خاصة اللي عنده عيلة فوق الخمس أفراد.
فنقول: يجب تشديد الرقابة على مثل هكذا محال لأن رفعهم للأسعار غير مبرر وغير مبرمج فقط حسب الأهواء والرغبات ... وقبل هذا الشيء نقول لمثل هؤلاء بدها مخافة الله ...
ودائماً أحب أن أذكر قصة صغيرة ليس للتشبيه ولا للمقارنة لكن لتقريب المشهد ، وهي قصة الحج أبو محمد رحمه الله، عندما ذهب في الصباح يتفقد زريبة الدواب وكان له حمارين اثنين ... فلما فتح الباب وجد أحد الحمير قد فك رباطه واحدث خراب ودمار في الزريبة ، أما الحمار الثاني كان مربوط وينظر ما يفعل صاحبه ، فقام الحاج أبو محمد بضرب الحمار المربوط ضرباً مبرحاً وقوي ولم يقترب للحمار الذي أحدث الخراب والدمار ولم يمسه بأذى ، فلما سألوه عن هذا الفعل الغريب كان رده:بأنه لو أن الحمار المربوط فك رباطه لَخرّب ودمّر أكثر من الحمار المفكوك.... يا عمي خلونا على الرفع اللي جاي من المصدر ومن الموزع والحكومة أرحم إلنا..