مع ان استطلاعات الراى مازالت تشير الى تقدم نسبي للرئيس ماكرون على حساب المرشحه القوميه مارين لوبان الا ان سفن الظرف الموضوعي اخذت تمشي رياحها على عكس ما تشتهى
سفن ماكرون لا سيما بعد المناظره الاخير بين الطرفين فالظرف الموضوعي فى المحتوي الأوربي اخذ يتشكل بعيدا عن تلك السياسيه التى يؤمن به ماكرون تجاه الاتحاد الاوروبي وعلاقته
مع الولايات المتحده تنامي المقاومه السياسيه لحالة التمدد التى تنتهجها الولايات المتحده فى السيطره على الاتحاد من باب الناتو وهذا ما سيجعل من فرص مارين لوبان فى المحيط الموضوعى تشكل نقطه تحول الى احسن استغلالها من قبل الفريق القومي فان فرنسا ستكون على موعد مع التغيير .
مارين لوبان التى تحلم بدور قطبي لفرنسا بالتعاون مع المتغير القادم من المانيا بعد الناجح الذى حققه شولتز فى الانتخابات الالمانيه الاخيره وهو الذى يمتلك ذات التوجه وذات العناوين
فى اعاده تشكيل العرق الابيض الكاثوليكي لذاته من خلال اعادة التاريخ لترسيم نفسه عبر عوده الفرنجه(المانيا وفرنسا ) لبناء
حاله قطبيه فى القاره الاوربيه بعد الانفصال البريطاني عن اطارها العام والذهاب باتجاه تكوين مربع انجلوسكسوني جديد مع الولايات المتحده وكندا واستراليا ونيوزلاندا وهذا ما سيقطع الطريق غلى القيصريه الارثوذوكسيه بفرض ايقاعها واخذ مركزها فى المكانه القطبيه وهو ما يتوقع ان يؤدي فى حالة حدوثه لدخول اوروبا بحاله صدام فى العالم الاصفر فى الصين واعادة تغلغلها فى اسيا الوسطى كما ان ذلك سيؤذن بولاده مرحله جديده ستنهى الحرب فى اوكرانيا بايجاد حاله تضاد جديده محورها اوروبا والصين .
سيناريو انتخاب مارين لوبان سيقود الى خلط الاوراق فى اوروبا كما سيشكل انعكاس كبير على المشهد العالمي لاسيما وان مارين لوبان تقف على الحياد الرمادي باتجاه روسيا فى المعركه فى أوكرانيا وتشاركها بذلك باطنيا المانيا الاتحاديه التى هى ايضا
بدات تنتشي عسكريا بعد سبات عميق جعلتها تقبع فيه نتائح
الحرب العالميه الثانيه وهذا ما يجعل من الحواضن المحيطه للانتخابات الفرنسيه الالمانيه والروسيه تمشي رياحها كما تشتهى سفينه مارين لوبان وهو ما يشكل مركز داعم للوصول بلوبان الى قصر الليزيه كما تقول التقديرات .
الاحد القادم الذى يتوقع ان يحمل مفاجاه على الرغم من التقديرات
الذاتيه فان هنالك مناخات بدات تظهر بتبدل المناخ العام العرقي لصالخ التيار القومي المناهض للرئيس ايمانيول ماكرون وهذا ما ينسجم مع الظرف الموضوعي السائد الذى ما يترنح فى المقاطعات لكن باريس مازلت تمسك بزمان الامور وهى تشكل واصحاب الراى فيها محور الانتخابات وعنوانها فان وصلت رياح التغيير الناشئه الى العمق الباريسي فان يوم الاحد القادم سيشكل نقطه تحول كبيره فى المشهد العام يؤذن بولاده حاله اوروبيه جديده بزعامه الفرنجه من جديد .
صحيح ان اجواء الانتخابات الفرنسيه ليست كما كان عليه الحال قبل خمس سنوات فماكيرون لم يعد شخصيه التغيير التى يفضلها الشباب كما ان حجم المعارضه للوبان اقل بكثير مما كان عليها الحال فى السابق على الرغم على رغم من سياساتها الجدليه المناوئه للمواطنه وبكل شعائرها وهذا ما جعل من كلا مرشحين عليهم اعتراضات كييره فى الشارع الفرنسي وسيكون المقترع
امام فرص تصويتيه بين الاسوء والاقل سوء فى ظل الخيارات المطروحه كما يصف ذلك بعض اامحليلين .
واما الخيارات السياسيه باتت بين كتلتين كتله تقدميه بزعامه ماكرون وكتله اخرى شعبيه بزعامه لوبان فى ظل درجه الاستقطاب التى ادت لتشتت قوام الاحزاب وهذا ما ادى لتكوين معاظله
ميزان الغلبه فيها متجهه لصالح ماكرون فى ظل اعلان ميلانشو صاحب الحظوه فى الكتله الشبابيه دعمه لماكيرون واعلان اليسار على لسان هيدالغو دعم ماكيرون والحزب الجمهوري بزعامه فاليرى بيكرس تصويتها لصالح ماكيرون بينما ذهب ايريك زيمور مرشح استعاده فرنسا للتصويت لصالح لوبان وهى المعادله الذاتيه التى ينتظر ان تعيد ماكيرون للاليزيه ما لم تحدث مفاجئه عبر كتلة الامتناع عن التصويت او تدخل رياح اخرى تعيد خلط الاوراق الجيوسياسيه وتقدم نموذج الفرنجه للوبان على نموذج ماكرون للاتحاد الاوروبي وحتى يوم الانتخاب ستبقى صوت الناخب يعيش حالة تجاذب موضوعيه بين رياح موسكو وشتاء واشنطن.
د.حازم قشوع