زاد الاردن الاخباري -
حقق الفلكي الأردني، عماد مجاهد، اكتشافا علميا بعثوره على نيزك ضخم ونادر جدا، سقط قبل آلاف السنين، نتج عن ارتطامه بالأرض فوهة صغيرة، كان النيزك موجودا في وسطها.
وقال مجاهد، الأحد، إنه عثر على النيزك التقاط صور عديدة، فظهرت علامات تجويف على السطح واحتراق ناتج عن احتكاكه بالغلاف الغازي الأرضي أثناء دخوله الغلاف الجوي بسرعة وصلت إلى نحو 40 كيلومترا في الثانية، وظهر الوزن كبيرا نسبة لحجمه لوجود الحديد بنسبة عالية، وهي غير متوفرة في الصخور الأرضية، بالإضافة إلى فوهة صغيرة عمقها نحو 40 سنتمترا.
وأشار إلى أنه نتيجة لهذه العلامات، أرسلت عينة مقدارها 10 غرامات من الحجر إلى مختبر أوروبي متخصص في النيازك بجزر الكناري، وبعد أيام قليلة، اتصل مدير المختبر البروفيسور خوسيه جارسيا وأكد له بأنه نيزك حديدي.
وأضاف أنه بعد إجراء البروفيسور جارسيا المزيد من التحاليل الإضافية، كشف أنه يصنف من النيازك الحديدية، وسيسجل عالميا باسمه، وبعد حوالي شهرين، سيحمل النيزك اسم الفلكي الأردني عماد مجاهد في التصنيف العالمي للنيازك.
وقدم الفلكي مجاهد شكره الكبير لرئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي على دعمه، من خلال توفير أجهزة وتسهيلات إدارية مع مؤسسات الدولة ساعدت على تحقيق هذا الاكتشاف، وشكر أيضا كذلك دائرة الجمارك العامة التي قدمت تسهيلات جمركية وإدارية مهمة.
بدوره، بين استاذ علم المعادن وخبير النيازك في الجامعة الهاشمية، البروفيسور أحمد الملاعبة، أن النيزك احتوى على معادن حديدية أهمها الكمازايت والتيأنايت والكوهونايت، وأنها لا تتشكل إلا بدرجة حرارة عالية أكثر من أي درجة على الأرض، مشيرا إلى أن وجود معدن الكمازايت "وهو سبيكة من معادن الحديد والنيكل وبعض الكوبالت" دليل كافٍ أن المكتشف نيزك كوني، وأن تجمع هذه المعادن يؤكد على ندرة هذا الاكتشاف.
وأكد الملاعبة ضرورة الاهتمام بالاكتشاف وتسويقه إعلاميا، داعيا إلى إنشاء مركز وطني للنيازك لدراستها وتسميتها وترقيمها على النمط المعمول به عالميا.
يشار الى أن النيازك صخور من مخلفات المجموعة الشمسية أثناء تشكلها لم تلتحم بالكواكب السيارة وبقيت تسبح هائمة في الفضاء، والنيزك الحديدي الذي عثر عليه مجاهد انفصل عن أحد هذه الكواكب وسقط على الأرض كتلة من الحديد المخلوط بالنيكل، وهو أهم معدن يميز النيازك عن الصخور الأرضية.
ويهتم الفلكيون ووكالات الفضاء وتحديدا وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بالنيازك، إذ أنها تحمل المادة الخام التي نشأت منها المجموعة الشمسية، ودراستها تعطي تصورا أفضل عن المجموعة، وقد قرر المختبر الأوروبي تخصيص باحثين لدراسة النيزك الأردني الفريد من نوعه.