لربما هي ظاهرة اردنية .
من يدعو الى عزومة يحضر كاميرات ومصورين اكثر من المدعوين والضيوف والحضور .
دعاوى مغموسة بالرياء والكذب ، والنفاق الاجتماعي.
تصوير الطعام منبوذ اخلاقيا ودينيا .
و الرياء والنفاق في العزايم والدعاوى عادة مقيتة اجتماعيا واخلاقيا ودينيا .
كاميرا تلف وتدور لتصوير المناسف ، وتصوير الحضور ، وتصويرهم اثناء تناول الطعام ، وتصويرهم على المغاسل ، وتصوريهم ، وهم داخلون وخارجون ، وجالسون .
عادة العزايم والولائم كادت ان تختفي بسبب كورونا ، ومر عامان كانا طاهران ونقيان على الاردنيين من دون رياء ونفاق و كذب اجتماعي .
الداعي و»المعزب « يوثق في العزومة والمناسف التي يقدمها للضيوف رسالة تحد لجهة وطرف ما .. فهل هي لاولاد عمومته واقاربه ، ومن غابوا عن العزومة ؟
و هل هي لجهة ما ليقول اني موجود وحاضر بقوة ، واعزم على بيتي من مسؤولين واعيانا ونوابا واعلاميين ،ورجال اعمال ؟
و هل العزومة شيفرة سياسية .. انا تابعت قبل ايام خبرا لعزومة اقامها شخص ما .. الضيوف حضروا واكلوا ، وغسلوا ، واتحلوا كنافة ، وشربوا قهوة ، وروحوا ، فما العبرة من وراء ذلك ، وما هي الرسالة ؟
صراحة لم افهم شيئا ، ولو كانت العزومة من باب الواجب والاحترام والتقدير لشخوص معين ، فمن الحكمة والعرف كما تعلمنا وعرفنا ان لا يتم تصوير العزومة ونشرها على السوشل ميديا والمواقع الاخبارية .
و اعرف احد المدعوين تعرض لاحراج شديد من اقارب واصدقاء ، واعتذر عن قبول دعواتهم على الافطار ، وتحجج بانه يفضل الافطار في المنزل مع الاولاد والزوجة .. وبسبب الحاح المعزب الكثير والملل ، فقد قرر ان يحضر عزومته على مضض ، وانفضح امره في صور نشرها المعزب على المواقع الاخبارية والفيسبوك ، وتعرض لاحراج شديد ، ولا يعرف ماذا يقول لداعيه من اصدقاء واقارب ؟
العزايم صدقوني صارت معادلة لفضيحة اجتماعية .. وادعوك لكي اصورك ، واذهب فيما بعد بحالك .. العلاقة ما بين الداعي والمدعو ، والضيف والمعزب مشبوهة وقائمة على الخداع والنفاق ، وكلاهما يعرفان انهما يكذبان على بعض .
و الطريف في موجة العزائم بعد كورونا ، عودة الوجوه القديمة واكسسورات العزائم ، وهو?لاء اشخاص لا يفارقون اي عزومة ، وهم عدة وحشوة العزائم ، واي معزب تتعرض عزومته الى فقدان في النصاب ، فانه يلجا? الى دعوتهم واحضارهم لكي يبعبوا الصفوف ، ويعلموا جو في العزومة ، يحيوا بالمعزب وكرمه وطيبه ، وانه من بيت اصل ، ويردد عبارات في الفخر والعزيمة ، وادب و جهاد العزائم .
قلنا : ان كورونا سوف تخلصنا من عادات اجتماعية مقيتة وسيئة .. ولم يخطر على بالي في كورونا ان هذه العادات سوف يعاد احياو?ها .. العالم تلقى دورسا قاسية ومريرة من كورونا ، عامان من العزلة والحظر ، وتوابع اقتصادية واجتماعية وصحية ، ومعيشية قاسية والاليمة ، ومؤلمة ، وفاجعة .
وقلنا ان كورونا سوف تهذبنا من عادات سيئة كالمصافحة والتقبيل ، ويبدو الموروث اقوى من الفايروس وتوابعه ، وفلا احد قابل للتعلم واحترام وتقدير حقائق انسانية وصحية واجتماعية وليدة لازمة قاسيةى ومريرة لا يعرف قلبها الرحمة .
متى سوف ننفك من عادات وتقاليد سيئة وكاذبة .. العرب قالوا المعزب غانم ورباح .. وما نراه انقلاب ثوري على العبارة .. فالمعزب كذاب والعزايم زائفة ، وتصوير الضيوف «عصاب نفسي « يعوض عن نقص ذاتي واجتماعي .
و في الختام ، وقد شارف شهر رمضان الكريم على الرحيل ، انصح الاصدقاء بالحذر من عزايم الرياء ، واحذروا من التصوير ، وفلو انك بكرا مثلا ، تخاصمت واختلفت مع المعزب على موضوع وموقف انتخابي ومصف سيارات وتعليق على الفيسبوك ، فسوف ينقلب عليك ، وينشر صورك ويعايرك بلقمة الطعام والشراب .