كلفة باهظة متصاعدة يتكبدها الاحتلال الإسرائيلي تماثل «حرب استنزاف» متواصلة، يشنها شعب الجبارين الفلسطيني، على غرار حروب الاستنزاف على الجبهات العربية عقب عدوان 1967 الثلاثي.
فجيش الاحتلال الوحشي الإسرائيلي يرفع بلا توقف، وبشكل متكرر، حالة الاستنفار إلى «جهوزية قصوى متعددة الجبهات» في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وهضبة الجولان وسورية.
وتتدحرج نار المواجهات مع جيش الاحتلال، من شهر رمضان إلى عيد الفطر القادم إلى ذكرى النكبة القادمة في 15 أيار.
هذه الكلفة الباهظة، السياسية والأمنية والمادية والنفسية، تذكرنا بمقولة غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل قبل 50 سنة، وهي المقولة التي ما تزال صحيحة وتتعزز، حيث تعبر في الصفحة 280 من مذكراتها، عن قناعتها أن الحرب مع العرب والفلسطينيين لن تتوقف.
تقول: «لا أظن أن هناك جيشا انتصر، وغلبه الحزنُ كجيشنا، لأنّ الحرب التي خاضها لم تصل إلى نهاية حقيقية، فكان الجنود يعودون من جبهات القتال إلى بيوتهم، لعدة أسابيع أو أشهر، ثم يستدعون من جديد».
وتقول: «أنا أحب احفادي الخمسة، وأتمنى ألا يروا حروبا أخرى، لكنني لا أستطيع أن أعدهم بذلك».
فأَيُّ أَمنٍ هذا الذي يرتكز على الاستنفارات العسكرية والحِراب واللحم البشري والدم والملاجئ والقباب الفولاذية والرعب والكتائب ؟
لا بد إن الاسرائيلي يتأمل، توصل مركز الدراسات في جامعة تل ابيب إلى النتيجة المرعبة التي جاء فيها:
«لو حلّ السلامُ مع الجيران، لارتفع دخل كل إسرائيلي 26%».
ويلاحظ المهندسون الاسرائيليون أن منازل الإسرائيليين أعلى كلفة من أية منازل في العالم، لأنها ذات حديد تسليح مضاعف، وذات جدران أكثر سماكة واكثر إسمنتا، وذات نوافذ أضيق وأصلب.
كما يلاحظون أن عدد الملاجئ في المدن الإسرائيلية، يفوق عدد ملاجئ عشرات الدول مجتمعة !!
كل ذلك يرتب كلفة هائلة طائلة: الاستنفار الذي لا يتوقف، تصميم المنازل المختلف، ضياع 26% من دخل كل إسرائيلي، الضحايا الناجمة عن عمليات المقاومة الباسلة، أكلاف المعتقلات المكتظة، المقاطعة المتزايدة لمنتجات المستوطنات، وحركة مقاطعة إسرائيل B.D.S، التي تقدر بمئات ملايين الدولارات سنويا، وغيرها من أكلاف.