زاد الاردن الاخباري -
اعلنت اسرائيل السبت، اعتقال منفذي عملية اطلاق النار التي اسفرت عن مقتل حارس مستوطنة أريئيل شمالي الضفة الغربية، فيما دعا رئيس حماس يحيى السنوار الى الاستعداد "لمعركة كبيرة" إذا لم تكف اسرائيل عن الاعتداء على الأقصى.
وقال جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" في بيان أنه تمت مصادرة قطعتي السلاح التي نفذت بهما العملية خلال الاعتقال.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن المعتقلين اللذين يزعم الاحتلال بأنهما منفذا العملية هما يوسف ويحيى عاصي وعمرهما لم يتجاوز العشرينات، وهما من قرية قراوة بني حسان قرب سلفيت.
وكانت القوات الاسرائيلية شددت إجراءاتها العسكرية في محيط مدينة سلفيت والقرى والبلدات المجاورة لها، وشنّت حملة اعتقالات في أعقاب العملية.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في مدينة سلفيت، عقب إغلاق مدخلها الشمالي بالسواتر الترابية. وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، صوب الشبان، دون وقوع إصابات.
كما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على مداخل قرية إسكاكا شرق سلفيت، وبلدة دير إستيا، والطرق المؤدية إلى بلدات وقرى غرب سلفيت. وقالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية إن جيش الاحتلال كثف إجراءات إغلاق وتمشيط في سلفيت ومحيطها بحثا عن فلسطينيين اثنين يعتقد أنهما نفذا عملية إطلاق النار في "أريئيل".
وقال الجيش الإسرائيلي، إن تحقيقاته خلصت إلى أن شابين فلسطينيين وصلا بمركبة خاصة إلى نقطة حراسة الغربية عند مدخل مستوطنة أريئيل، ونزلا منها وقتلوا بالرصاص حارس أمن كان يتواجد في الموقع. وبحسب بيان الاحتلال فإن حارسة أمن تواجد كذلك في نقطة الحراسة، حيث تم تنفيذ العملية.
وقال الجيش إنه دفع بقوات كوماندوز برفقة عناصر من وحدة المظليين ووحدة "عوكتس" (المسؤولة عن تدريب كلاب لخدمة أغرضا عسكرية) ووحدة "مرعول" (قصاصو الأثر) وقوات من الشرطة. وقال إن الوحدات تجري عمليات مسح وتمشيط بناء على معلومات استخبارية وردت من الشاباك.
وأضاف البيان أن قوات الاحتلال "تحاصر مدينة سلفيت قرب أريئيل وتقوم بإجراء تفتيش شامل للخارجين والداخلين من وإلى المدينة، وقال إن قواته اعتقلت شخصا من برقين وآخر من مخيم بلاطة بزعم الاشتباه بصلوعهما "بأنشطة إرهابية".
وفي سياق متصل، فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فجر السبت، عن استشهاد الشاب يحيى علي عدوان (27 عامًا)، برصاص قوات الاحتلال في بلدة عزون، شرق قلقيلية.
وأصيب الأسير المحرر، عدوان، برصاصة في القلب، خلال مواجهات اندلعت، عقب اقتحام قوات الاحتلال للبلدة، ونقل إلى المستشفى، إلا أن الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذ حياته.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") إن استشهاد الشاب عنوان جاء إثر إصابته خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي شرعت في عمليات البحث في محاولة للعثور على منفذي عملية إطلاق النار، وادعت أن قوات الاحتلال استهدفت الشهيد إثر إلقائه زجاجة حارقة.
السنوار يحذر من المساس بالأقصى
الى ذلك، حذر رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار السبت، من أن المساس بالمسجد الأقصى ومدينة القدس يعني اندلاع "حرب دينية إقليمية".
وقال السنوار في خطاب له أمام وجهاء ونخب فلسطينية في حفل إفطار نظمته "حماس" في قطاع غزة، ان "المساس بالأقصى والقدس يعني حربا دينية إقليمية، وعندما يتعلق الأمر بمقدساتنا لن نتردد في اتخاذ أي قرار".
وأضاف، "أعددنا 1111 صاروخا في الرشقة الصاروخية الأولى (نحو إسرائيل) حين يلزم أن ندافع عن المسجد الأقصى".
وأوضح السنوار أن "هذا الرقم (1111) يشير إلى تاريخ استشهاد القائد ياسر عرفات، وسنسمي هذه الرشقة باسم رشقة القائد أبو عمار (ياسر عرفات)".
وتوفي الزعيم الفلسطيني عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 عن عمر ناهز 75 عاما، إثر تدهور سريع في حالته الصحية، بعد حصار إسرائيلي استمر عدة أشهر.
واعتبر السنوار، أن "من سيأخذ القرار باستباحة المسجد الأقصى هو نفسه من أخذ القرار باستباحة آلاف الكنائس والمعابد اليهودية على امتداد العالم".
وأردف،" أقول للعالم أجمع وإسرائيل أن استباحة الأقصى وقبة الصخرة ممنوع أن يتكرر".
وأشار السنوار إلى "أن الاحتلال يخطط لاقتحام المسجد الأقصى في يوم استقلالهم (14 مايو/ أيار المقبل) أو يوم القدس لديهم (29 مايو المقبل)، لذلك يجب أن نكون على أهبة الاستعداد"، على حد تعبيره.
وتابع، "طلباتنا هي الحد الأدنى من القانون الدولي، بالحفاظ على الوضع التاريخي من المسجد الأقصى، ووقف الاستيطان وتفكيك المستوطنات، وعودة اللاجئين".
وبشأن ملف الأسرى في السجون الإسرائيلية، قال السنوار: "أخذنا قرارا قاطعا بأننا سنبيض السجون من كل الأسرى الفلسطينيين والعرب ولن يطول ذلك".
وداخل سجون إسرائيل يقبع نحو 4500 أسير فلسطيني، بينهم 34 أسيرة و180 قاصرا ونحو 500 معتقل إداري (بلا تهمة)، وفق مؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى.
وحول الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، قال رئيس "حماس" في غزة: "سنبدأ خلال الفترة القريبة المقبلة بالتنسيق مع محور القدس، لتشغيل الخط البحري لقطاع غزة لنكسر الحصار بشكل كامل".
وأضاف السنوار أن "المشاورات والاستعدادات بهذا الموضوع تسير على قدم وساق" دون مزيد من التفاصيل بالخصوص.
ويُطلق مصطلح "محور القدس" أو "محور المقاومة" على إيران والقوى المتحالفة معها في المنطقة.
ومنذ عام 2007، تفرض إسرائيل حصارا على سكان قطاع غزة، البالغ عددهم أكثر من مليوني فلسطيني، نجم عنه تدهور كبير في الأحوال الاقتصادية والمعيشية.